لاشك أن أعمال رجب المستحبة لمن اسودت صحيفته بالذنوب ، هي أكثر وأهم المسائل التي ينبغي ألا يغفل عنها أحد ، خاصة وأن شهر رجب ينفرط في سرعة كبيرة كعادة الأشهر الحرم المباركة، كما أن هذه الدنيا مليئة بالمغريات والفتن التي توقعنا في الذنوب، وحيث إن أعمال رجب هي فرصة عظيمة لمن اسودت صحيفته بالذنوب ، بل إن أعمال رجب تعد طاقة نور لهؤلاء وغيرهم ، فمعاناة من اسودت صحيفته بالذنوب كبيرة ولا نجاة لهم بدون أعمال رجب المستحبة .
أعمال رجب
حدد الدكتور علي جمعة ،مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أعمال رجب لمن اسودت صحيفته بالذنوب ، فقال إنه فيما ورد عن السلف الصالح رضوان الله تعالى عنهم - أنه قال: السنة مثل الشجرة ؛ وشهر رجب الهجريأيام توريقها، وشعبان أيام تفريعها، ورمضان أيام قطفها ؛والمؤمنون قطافها.
وأوضح «جمعة» في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه جدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر، وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر، وينبغي علينا أن نغتنم شهر رجب الهجريهذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى أن نسارع إلى مغفرة من ربنا سبحانه وتعالى.
وأضاف أنه يجب علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصدوق هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود للذنوب أبدا، ولكن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطاء يقول فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلمنا كيف نربي أنفسنا: «كُلُّ بَني آدَمَ خطاءٌ وَخَيْرُ الخطّائينَ التّوّابونَ» ، (خطاء) (تواب) على وزن (فعال) وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته؛ فيجب عليك أن تتوب توبة مكررة.
و تابع: وكلما وقعت في الإثم أو المعصية فلا تيأس بل عد إلى الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك «لَلّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ. فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ. وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ. فَأَيِسَ مِنْهَا. فَأَتَى شَجَرَةً. فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا. قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ. فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ. فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا. ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ» سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتح أمامك الأمل ويأمرك أن تعود إليه سبحانه وتعالى.