أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن المعركة المقبلة هي معركة وعي وفهم، حيث حاولت الجماعات المتطرفة أن تفرض أيديولوجيتها وأفهامها الخاطئة وأن تضيق واسعًا.
معركة الوعي والفهم
وأوضح وزير الأوقاف، خلال خطبة الجمعة اليوم من رحاب مسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة، تحت عنوان “الوطنية بين الحقيقة والادعاء”، أن من المعاني التي حرفتها هذه الجماعات معنى الجهاد، حيث ضيقت واسعًا وانحرفت به إلى ما يخدم أيديولوجيتها ومصالحها، في حين أن الجهاد مفهوم واسع يمكن أن يكون بالكلمة الطيبة، بالحكمة والموعظة الحسنة، يقول رب العزة لنبينا (صلى الله عليه وسلم) في شأن القرآن الكريم: "وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا".
وقد أكد وزير الأوقاف أن كل ما تقوم به مصالح الأوطان هو من صميم مقاصد الأديان، وذروة الجهاد هو الجهاد في سبيل الوطن، سواء أكان دفاعًا عن حدوده أم دفاعًا عن أمنه أم قضاء لمصالحه، وأن ما تقوم به الأجهزة الشرطية المتخصصة في مجال الإطفاء وفي مجال الإنقاذ وفي مجال مواجهة الجريمة المنظمة واللصوص وفي مواجهة الهجرة غير الشرعية بما تودي به من حياة بعض شبابنا الذين يقعون فريسة لجماعات تهريب البشر، وما تقوم به في مجال مواجهة تجار السموم والمخدرات وجماعات غسيل الأموال وجماعات التزييف والتزوير ، وقد يغفل كثير من الناس عن ما تقوم به جماعات الإطفاء وجماعات الإنقاذ النهري وجماعات إبطال مفعول المتفجرات هو عين الجهاد الحقيقي.
وتابع وزير الأوقاف: لقد شاهدنا في احتفالات الشرطة بعيدها الوطني ما قام به الضباط الثلاثة بين شهيدين ومصاب في إبطال المفرقعات حتى يفدوا حياة الناس، وإذا كان ديننا قد علمنا أن الغريق الذي يموت غرقًا شهيد، ومن يموت حرقًا شهيد، فما بالكم بمن يستشهد لإنقاذ الآخرين من الحريق أو الغرق؟! فمواجهة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات وجماعات التزييف عمل ديني ووطني عظيم، والعاملون في مجال الإطفاء والإنقاذ على ثغر عظيم، ويؤدون عملًا جليلًا دينيًّا ووطنيًّا.
وشدد وزير الأوقاف في خطبة الجمعة: هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا هو العطاء الحقيقي، وهذه البطولات هي التي يجب أن نسلط عليها الضوء، فالوطنية الحقيقية ليست كلمات، الوطنية الحقيقية ولاء وانتماء وتضحية وفداء وعطاء وجهد وعرق، وأعلاها التضحية بالنفس.