الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنن أول جمعة من رجب .. 8 أمور لتعظيم الشهر الحرام

سنن أول جمعة من رجب
سنن أول جمعة من رجب

يغفل الكثيرون عن سنن أول جمعة من رجب، حيث استن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة سنناً عديدة، وجعل الله تبارك وتعالى لهذا اليوم مكانة عظيمة بين سائر أيام الأسبوع، ومع دخول شهر رجب المحرم، لا تغفل عن سنن أول جمعة من رجب.

وسنن أول جمعة من رجب كثيرة إلا أنه يجب على المسلم أن يحرص على الاقتداء ببعضها قدر المستطاع حتى يعظم أجره في هذا الشهر الحرام.

سنن أول جمعة من رجب

أخبر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فضل يوم الجمعة، فذكر القرآن سورة تسمى الجمعة وأمر خلالها بأداء صلاتها دون انشغال بتجارة أو بيع تعظيماً لذكر الله تعالى في هذا اليوم فقال سبحانه:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ "، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:"خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الثابت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أذانًا واحدًا؛ يؤذن بلال رضي الله عنه على باب مسجده صلى الله عليه وآله وسلم وبعد جلوسه على المنبر وبين يديه؛ لقول السائب بن يزيد رضي الله عنه: "إِنَّ الْأَذَانَ كَانَ أَوَّلُهُ حِينَ يَجْلِسُ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا كَانَ خِلَافَةُ عُثْمَانَ رضي الله عنه، وَكَثُرَ النَّاسُ أَمَرَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالْأَذَانِ الثَّالِثِ، فَأُذِّنَ بِهِ عَلَى الزَّوْرَاءِ، فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِك" أخرجه البخاري والبيهقي والأربعة.

وتابعت: من هذا يَبِين أنّ الغرض من الأذان الذي كان على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الإعلامُ بدخول الوقت لصلاة الجمعة، ولذا كان على باب المسجد؛ ليكمل هذا الغرض، وللإعلام كذلك بقرب شروع الخطيب؛ لينصت الناس ويتركوا الكلام، وهذا سرُّ كونه بعد جلوس الخطيب على المنبر وبين يديه، وهذا الغرض هو ما يُقْصَدُ من الإقامة، فإنها للإعلام بالدخول فيها.

وأكملت : ثمّ لمّا كثر الناس بالمدينة وشغلتهم الأسواق رأى عثمان رضي الله عنه أن الغرض الأول من الأذان وهو الإعلام بدخول الوقت لصلاة الجمعة لم يقعْ على الوجه الأكمل، فأحدث الأذان المستحدث، وأمر بفعله على موضع بسوق المدينة يُسَمَّى الزوراء، وأقرَّه على ذلك الصحابة، فكان إجماعًا سكوتيًّا.

وأوضحت: هذا ما حدث في الأذان ممَّا لم يكن في عهده صلى الله عليه وآله وسلم، وهو وإن كان مُحْدَثًا بعده صلى الله عليه وآله وسلم، لكنه سنة الخلفاء الراشدين التي أوصانا بها رسول الله وأمرنا بالتمسك بها والحرص عليها؛ حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ» رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله". وأبقى عثمان أذان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ما كان عليه ولكن صار الغرض منه خصوص الإعلام بقرب شروع الخطيب في الخطبة؛ لينصت الناس.

سنن أول جمعة من رجب

ومن سنن أول جمعة من رجب ما يلي:

- قراءة السجدة والإنسان: حيث أوضحت دار الإفتاء أن قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر من سنن يوم الجمعة المحببة، والتي كان يقوم بها رسول الله، وكان يداوم على ذلك من الجمعة إلى الجمعة.

- التطيب والاغتسال: فمن سنن يوم الجمعة وعلامات الإقبال هو التطيب والاغتسال، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغُسل أفضل".

- لبس أحسن الثياب: رغب النبي على لبس أحسن الثياب في يوم الجمعة فقال: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جوادا يحب الجود".

- التسوك والتعطر قبل الخروج للمسجد، على المسلم أن يتسوك أي ينظف ما بين أسنانه ويستقبل الصلاة بفم نظيف لا رائحة له، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته".

وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ، مَرْضاةٌ للرَّبِّ  وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها كانت تقولُ: إنَّ مِن نِعَمِ اللهِ عليَّ أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُوفِّي في بَيتي، وفي يَومِي، وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللهَ جمَع بين رِيقي ورِيقِه عند مَوتِه؛ دخَل عليَّ عبدُ الرَّحمنِ وبِيَدِه السِّواكُ، وأنا مُسنِدةٌ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَأيتُه ينظُرُ إليه، وعَرفتُ أنَّه يُحِبُّ السِّواكَ، فقُلتُ: آخُذُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلت: أُلَيِّنُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فليَّنْتُه، فأمَرَّه.

- التبكير والمشي لصلاة الجمعة: من سنن الجمعة أن يمشي المسلم إلى المسجد، وأن يذهب مبكرا قبل أن يبدأ الإمام خطبته، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة، وقف على كل باب من أبواب المسجد يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون".

- الصلاة على النبي: وجاء في فضل هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء عن أوس بن أوس أن رسول الله قال: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه النفخة وفيه الصعقة،فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ، فقال رجل: يا رسول الله، كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت (فنيت)؟ فقال: إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الانبياء".

- قراءة سورة الكهف: ولفضلها أحاديث لا تعد ولا تحصى، فهي المنجية من الفتن والمضيئة لسائر أيام الأسبوع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يُضيء به يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين".

- تحري ساعة الاستجابة : ثبت في يوم الجمعة ساعة استجابة لا يرد فيها الدعاء، فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم ، يسأل الله فيها خيرا، إلا أعطاه إياه".


-