الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفي 33

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

تحدثت فى المقالة السابقة التى حملت عنوان من طرف خفى 32 حول حروب الجيل السابع كشكل من أشكال التطور الإنساني الكبير، التى  تصل بنا إلى تصميم متكامل دقيق للفكرة التي يرغب بها الأعداء الإيقاع بدولة أو فرد أو مجموعة، مستخدمين في ذلك وسائل متطورة جدّاً، وتعد الحرب الإلكترونية شكلاً من أشكال حروب الجيل السابع، وهي الأخطر على العالم من الحروب النووية وأسلحة الدمار الشامل إذا وظّفت لحرب خاطفة، وهي لا تتطلّب ميزانية ضخمة لتطوير الأسلحة وتحسينها، كما لا تسبقها أي مؤشّرات ما يصعّب كشفها والتنبؤ بها، فالنمط الافتراضي احتكره محاربو الحرب الإلكترونية.

وهذا الجيل من الحروب يستهدف السيطرة الكاملة على عقل ووجدان العنصر البشري وتطويعه والتحكم فى ارادته وتحريكة ككقطع الشطرنج، وتؤدى إلى تغيير في المواقف والولاءات، فهى  حروب حديثة متطورة استخدمت فيها أحدث التكنولوجيا في العالم للتحكم والسيطرة على البشر لأغراض ومصالح تلك الدول . وقد اعتبرها الاستراتيجيون أنها (حروب السيطرة على البشر).


فالتغيرات التي شهدها العالم خلال المائة عام الأخيرة كانت شاهدة على أكبر تطور نوعي في أجيال الحروب والذي بدأ منذ الحرب العالمية الأولى في وضع نهاية لحروب الجيل الأول والتحول للجيل الثاني، ثم الثالث الذي صاحب الحرب العالمية الثانية، ثم الرابع والخامس الذي استلهم مصطلح “الطابور الخامس” وتحول لفكرة من أجيال الحروب اختلفت حسب طبيعة الشعوب المستهدفة – العدو – ثم وصل المطاف إلى حروب الجيل السادس التي يعيشها العالم الآن، واللافت للنظر أن المنطقة العربية كانت ولا تزال مسرحًا تتعاقب عليه أجيال الحروب سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.

وتوارت فكرة الاحتلال العسكرى المسلح المدجج بالجيوش خلف فكرة الاحتلال الناعم الذي يستهدف تدمير العدو بأقل الإمكانيات وأكبر الخسائر، وبالتالي ظهرت فكرة تعدد أجيال الحروب التي اختلفت أسلحتها عن الحرب التقليدية، حيث تتباين الأسلحة حسب الاستراتيجية المطبقة، وطبيعة المنطقة، وطبائع الشعوب المستهدفة، فحتى قرابة ثلاثة عقود من الماضي كانت أجيال الحروب أربعة، لكن المتغيرات العالمية أضافت لها جيل خامس وآخر سادس ثم التحول إلى جيل سابع.

ويستخدم هذا الجيل من الحروب التزييف الإعلامي وسيل المواد الدعائية التي تشجع على فقد الثقة بالحكم وتوارى الشعور بالأمن على جميع المستويات، وبث نتائج كاذبة، عن انتصارات وهمية للإرهابيين على الأرض لبث المزيد من الارتباك وفقد ثقة الجمهور بالقيادة، فالهدف الأساسي لذلك الجيل من الحروب هو الوصول بك الإحساس  باليأس وفقدان الثقة التامة فى أدنى انجاز تقوم به الدولة  فعلى سبيل المثال .


إذا شاهدت تلك الكتائب التابعة للطابور السابع  مشروعات  البنية التحتية و شبكات الطرق تروج على الفور نحن لن نأكل كبارى وطرق.

وإذا شاهدوا  حركة السياحة عادت للنشاط يروجون على الفور انها حرام شرعا وأموالها حرام  .
واذا شاهدوا  المستثمرين الاجانب يعتزمون الاستثمار داخل الاراضي المصرية  يرجون على الفور أنه يتم بيع أصول الدولة، وإذا لم يروا استثمارات أجنبية داخل البلاد 
يروجون على الفور أنها  دولة  فاشلة في جذب الاستثمارات 
يقومون بتصوير العشوائيات والترويج عن سكانها معلومات غير صحيحة و يقولون للمشاهدين  بلد ظلم 
وعند رؤيتهم الانجازات والثورة العمرانية العملاقة يروجون " ذكرياتنا طمسوها"  .
ويستعينون  بصور من دول أخرى و يقولون فخامة و شياكة 
واذا شاهدها في مصر يقولون ليست لنا 
يغضون  النظر عن الأزمات العالمية ويروجون انها  بسبب تخبط سياسة متخذي القرار، فالهدف هو جعل العنصر البشري فى حالة إحباط ويأس لضمان السيطرة الكاملة على تفكيره وتوجيه وتجنيده.