الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا جنينا من 25 يناير؟

صدى البلد

تأخذنى الأوضاع المتردية التى تعيشها دول من حولنا إلى شريط ذكريات مؤلم ومرير بدأ مع شتاء الغضب فى يناير 2011 عندما سلب من المصريين أمنهم, وقطعت أرزاقهم، واستبيحت دماؤهم, وأضحى وطنهم أرضا للخوف.

ثلاثة أيام فقط حلم فيها المصريون بوطن لايضن على أهله بالسكن والعلاج، ثم استفاقوا فى 28يناير على كابوس وطن يحتضر ويساق إلى مصير مجهول!

مايحدث الآن فى دول تجاورنا من دمار وخراب ومحاولات لإعادة إشعال ثورات فى المنطقة فى تقديرى ماهو إلاإخراج جديد لسيناريو قديم بدأ فى 2011 وفشل فى عام 2013 تحت مسمى ثورات الربيع العربى.
سؤال ليس بريئا, وحاشا لله أن يكون هدفه تبرئة أنظمة ديكتاتورية ألبست شعوبها لباس الخوف والجوع سقطت ماذا جنت الشعوب العربية من ثوراتها؟
نحر القذافى, فهل استمتع الليبيون بأنهار نفطهم المستباح؟
أعدم صدام حسين، فاحتل العراق احتلالا مزدوجا من إرهابى داعش وأمريكا, ودمرت سوريا تماما, وأصبحت الموطن الرسمى لكل إرهابيى العالم، وتحولت سماؤها إلى ساحة تدريب للطيران الإسرائيلى يقصف مايشاء من أهداف سورية!

يقينى أن الثورات الهوجاء التى ضربت منطقتنا فى توقيت واحد, ومحاولات استنساخها من جديد ما هي إلا استمرار لعملية تحويل مقصود وممنهج لصراعنا الأبدى مع اسرائيل ليصبح تناحرات دامية بين الشعوب العربية تحديدا, وأنظمتها الحاكمة، وصراعات مذهبية وطائفية تقودها إلى الهلاك.

رهان بعض القوى الكبرى التى تريد بنا السوء أن الثورات فى أزمنة السوشيال ميديا يمكن أن تكون أوبئة معدية تنتقل من أمة لأخرى بكل السهولة.

علينا الانتباه والحذر أكثر من أى وقت مضى كشعب ومن قبله الحكومة التى عليها أن تعى مخاطر اللحظة, وأن تسعى بكل صرامة لضبط الأسعار الجائرة, ولاتترك مواطنيها نهبا لجشع تجار قست قلوبهم، فكانت كالحجارة أو أشد قسوة!

إذا فعلت الحكومة، فإنها تكون بذلك قد أغلقت كل نوافذ الخطر التى يمكن أن تهب منها رياح الفوضى لتضربنا من جديد.

  • "حجم الخسائر المباشرة التى تكبدتها الدولة المصرية فى عام 2011 بلغ 400 مليار دولار بما يعادل 6 تريليونات جنيه، وكادت الدولة تتعرض وقتها إلى الدمار نتيجة توصيف غير حقيقى للواقع"! هذا ما صرح به الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح عدد من مشروعات الإسكان بديل المناطق غير الآمنة يوم السبت 16 أكتوبر 2021
  • منذ بداية الأسبوع الحالى تتوالى احتفالات المصريين وحتى اليوم بالذكرى الحادية والعشرين لعيد الشرطة والذى سجل يوم 25 يناير عام 1952 فيه صفحة ناصعة من البطولة والمجد والفداء، حين تصدت الشرطة المصرية ببسالة رجالها الأوفياء لمحاولة الاحتلال الانجليزى الغاشم الاستيلاء على مبنى محافظة الإسماعيلية، ورفض الإنذار بتسليم أسلحتها لهم، وكان الرد هو لن نسلم إلا جثثا هامدة, فدارت معركة بين الطرفين. وعلى الرغم من الفارق الكبير فى العدد والتسليح إلا أن قوات الشرطة المصرية قاتلت بشجاعة وشرف حتى آخر طلقة لديها، ودارت معركة حامية الوطيس، نذر فيها جنودنا أرواحهم الطاهرة، وافتدوا مصر بدمائهم الذكية، مابين قتلى وجرحى وأسرى، بل لم يكتف البريطانيون بالقتل والجرح والأسر, بل قاموا بهدم قرى مسالمة تابعة للمحافظة, لاعتقادهم أنها مقر يتخفى خلاله الفدائيون، مما أثار الغضب والأسى فى قلوب المصريين قاطبة، ودق ناقوس الخطر, وعمت المظاهرات أرجاء البلاد فى مصر المحروسة، لتشق عنان السماء بصيحات هائجة ونفوس مكلومة, تثير حماسة تلك الجماهير الغاضبة, وتنادى بحمل السلاح لمواجهة العدو الغاشم, ومنذ ذلك اليوم اعتبر هذا اليوم عيدا للشرطة المصرية يحتفل به كل عام, وما هى إلا عدة شهور قليلة حتى قامت ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة لتعلن للقاصى والدانى أن المصريين قادرون على الخلاص من الاستعمار والاحتلال إلى الأبد, وانتصرت إرادة الشعب بشرارة غضبته، وإعلانه الحاسم بأن مصر ستظل فقط للمصريين الأوفياء الخلصاء النجباء، فحق علينا جميعا تخليد ذكراهم، وتداول بطولاتهم جيلا بعد جيل، وأعلن متحف الشرطة القومى بقلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة فى يناير من العام الماضى عن عرض لوحة شرف سجل عليها أسماء 50 شهيدا من شهداء الشرطة المصرية فى قاعة العرض الرئيسية داخل المتحف.