الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من خزائن أسرار سامي شرف|حكايات جمال عبدالناصر مع العائلة: اللي هيستغل اسمي مش هرحمه

سامي شرف مع جمال
سامي شرف مع جمال عبدالناصر

غيب الموت سامي شرف، الوزير الأسبق لشؤون رئاسة الجمهورية وسكرتير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمعلومات عن عمر يناهز 94 عامًا بعد فترة معاناة مع المرض استمرت عدة أشهر.

لُقب الراحل بخزانة أسرار جمال عبد الناصر، نظرا لفترة عمله تحت قيادة الرئيس الراحل، والتي استمرت لسنوات، جعلته قريبا من الرئيس ومطلعا على الكثير من أسراره.

كشف سامي شرف عن الكثير من هذه الأسرار في مذكراته "سنوات مع عبدالناصر"، ومنها جزء خاصة بعائلة الرئيس الراحل وطريقة تعاملهم معهم تحت عنوان "أحاديث ومواقف شخصية مع العائلة"، سرد خلاله المواقف التالية:

1- شروط تكوين ثروة العائلة

قال جمال عبدالناصر لشقيقه شوقي: ”أنا معنديش مانع أن مستواكم المادي ينمو  ويتحسن، بس مع نمو المستوى الاقتصادي للبلد كلها، وبشرط أن تعتمدوا على  أنفسكم.. يعني الناس كلها مستواها ينمو وانتم كمان مستواكم يتحسن علشان إنتم مش  مميزين عن بقية الناس.. وبصراحة شديدة لو حد منكم فكر إنه يستغل اسمي أنا مش  هرحمه.“

وفي حضور الحاج عبدالناصر وجميع الاخوة وحديث عن المصاهرة والزواج للعائلة ، قال لهم عبدالناصر: ”أنا ما عنديش مانع تناسبوا أي شخص بس بشرط ما يكونش  إقطاعي ولا مفروض عليه الحراسة ولا من الأسماء الرنانة.. دي محظورات ثلاثة .. ارجوكم أن تفهموها كويس.“

2- شرط عبدالناصر لزواج اخته

في العام 1968، قررت العائلة إتمام زواج الأخت غير الشقيقة لجمال عبدالناصر، وقد  حضروا إلى منشية البكري لإبلاغه بالموعد المقترح ودعوته للمشاركة في هذه  المناسبة، فكان رد الرئيس”: مبروك على هذه الزيجة.. بس أنا مش هأقدر أحضر الحفل في الوقت اللي فيه شهيد في كل بيت مصري“.

وطلب منهم عبدالناصر، أن يكون الفرح على أضيق نطاق، حيث أقيم الفرح في القناطر الخيرية بعيداً عن القاهرة نسبيا.

3- سيارة والده ومعاش عمه

الحاج عبدالناصر حسين، والد جمال عبدالناصر كان يستخدم المواصلات العادية في  تنقلاته حتى العام 1958 حيث اشترى له الرئيس سيارة نصر 1300 صغيرة بالتقسيط.

العم سلطان.. العم الأكبر للرئيس جمال عبدالناصر لم يتقاض معاشاً إلا سنة 1972  وكان قدره 16.673 جنيه (ستة عشر جنيهاً وستمائة وثلاثة وسبعون مليماً).

4- ”هنعمل إيه في خالد“؟

في نهاية المكالمة التليفونية الصباحية في أحد أيام شهر سبتمبر/أيلول ،1970 لعرض  أهم وآخر صورة للموقف على جبهة القناة والصورة العامة لأهم المعلومات، قال لي  الرئيس جمال عبدالناصر: ”يا سامي حصّلني على الجنينة في طابور الصباح.“
فقلت: ”حاضر يافندم.“

دخلت من بوابة منشية البكري لاستمع إلى صوت المصحف المرتل ومشيت بجوار سور المكتبة حتى مدخل الحديقة، والذي كان قد وصل إليه من قبلي فقال لي باسماً: ”صباح  الخير يا استاذ.“

فقلت: ”صباح الخير يا فندم“، ثم سكتّ انتظاراً لما سيبادرني به هو، كانت تلك عادته  عندما يطلب مني مصاحبته في طابور الصباح، ان يبدأ هو بالحديث، فسألني: ”ما بتتكلّمش ليه“؟  قلت: ”مش عايز أقطع تفكير سيادتك انتظاراً لما ستأمر به.“

قال بعد ان وقف ناظراً إليّ ليرى رد فعل سؤاله عليّ: ”إيه رأيك في خالد ابني؟.. هنعمل  فيه إيه بالنسبة للتجنيد“؟  فقلت دون تفكير: ”طبعاً سيجند يا فندم.“

قال: ”ما أنا عارف انه ها يتجند.. إنما سؤالي لك هو: حا يتجند فين؟“، وأكمل كلامه  بقوله: ”إنت عارف طبعاً لما حايتجند في أي وحدة ستتم مجاملات له أو لنا.. وده شيء أنا مش عايزه يحصل لسببين: الأول يخص خالد.. ليعرف ويعتاد على حياة جديدة  خشنة تؤهله لمدخل حياته بالشكل الصحيح، والثاني لازم الكل يعرف إن خالد مثله كمثل  كل شباب البلد مجند عادي وغير مميّز.

قلت: ”الحقيقة أنا فكرت في هذا الموضوع منذ أن أنهى خالد الامتحانات، ورأيي ان يجند في سلاح المشاة ويلحق بالحرس الجمهوري.. فنكون بذلك حققنا هدفين: الأول ان يصبح خالد جندي عادي مثله كالآخرين، والثاني ان نتفادى المجاملات حيث سيكون  تحت قيادة الليثي ناصف مع إشرافي عليه من ناحية أخرى، وننبه الليثي ان تكون  المعاملة له معاملة عادية وطبيعية مثله كمثل باقي جنود الحرس الجمهوري ومن خلال  علاقتي بالحرس سأتأكد من تحقيق هذين الهدفين أي لا مجاملة ومعاملته آجندي عادي”.

وافق الرئيس جمال عبدالناصر على هذا الرأي وقال لي” : ابقى نسّق مع الفريق فوزي والليثي ناصف.“