انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لحوائط، وجدران قصر البارون، والتي يبدو عليها آثار الرطوبة والأملاح، بعد 6 أشهر من افتتاحه وانتهاء أعمال الترميم به، والتي أثارت إعجاب كل من زاره، ولكن عاد القصر مرة أخرى لإثارة الجدل، ولكن هذه المرة ليس بسبب الإهمال وإنما بسبب العوامل الطبيعية التي تهدد وأبرزها الرطوبة والأملاح.
أسباب الأملاح والرطوبة على جدران البارون
رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا خلال الساعات الماضية، صورا لقصر البارون يظهر فيها السلم الخارجي للقصر، مشوها بالرطوبة والأملاح، إلى جانب تشقق الطلاء الأحمر، وادعى البعض أن جدران القصر متشققة، ولكن حقيقة الأمر أوضحتها وزارة السياحة والآثار عبر تصريحات مسئوليها، فقد أكد العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لشئوون المشروعات، المشرف على مشروع القاهرة التاريخية، أن العمل جار لإزالة آثار الأملاح والرطوبة عن الحوائط الخارجية قصر البارون، موضحا أن المياه الجوفية التي كانت تروى بها الحديقة على مدار العقود الماضية، هي التي تسببت في ارتفاع منسوب المياه بالتربة وظهورها على الحوائط.
وأضاف سمير، أن فور ظهور هذه الأملاح والرطوبة، وتم اتخاذ اللازم وتحركت أطقم العمل من المهندسين التابعين للوزارة وشركة المقاولون العرب لإزالة الأملاح وتهوية الحوائط، ثم صيانتها.
جدران القصر سليمة والزيارة مستمرة
وأكد أن جدران قصر البارون سليمة وآمنة تماما، والزيارة مستمرة به دون توقف، وما يظهر أسفل الأسوار عبارة عن بعض الرطوبة والأملاح، موضحا أنه تم تغير نظام ري الحديقة إلى الري بالتنقيط، خلال عملية الترميم، وأبعدت المسطحات المزروعة بمسافات آمنة عن الجدران، للمحافظة على القيمة الفنية للعناصر الموجودة بالأسوار.
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين عام المجلس الأعلى للآثار، بأنه جاري عمل اللازم لإنقاذ قصر البارون من تسريب المياة الجوفية به، مشيرا إلى أن الوضع ليس خطير وهناك الكثير من الأراضي التي لها طبيعة خاصة، وتسببت في تسريب المياة الجوفية ولكن حاليا تتم عملية ترميم للقصر مع مراعاة منع تسريب المياة الجوفية.
وكان قد تم افتتاح قصر البارون إمبان في 2020، بعد عملية ترميم استمرت 4 سنوات، لتوفير الدعم اللازم للترميم، وافتتاح القصر للزائرين، ويعد قصر البارون واحداً من الأماكن التي تبنتها وزارة السياحة والآثار؛ لتحسين مستوى الخدمة السياحية من خلال تقديم تجربة حضارية وثقافية متكاملة.
مركز إبداعي يعكس أجواء القرن العشرين
ولا يتم استخدام قصر البارون سياحيا فقط، وإنما يتم اعتباره مركز إبداعي، تسعى وزارة السياحة والآثار دائما في تقديم خدمات مميزة للزائرين من خلاله؛ لنقل خلفية القرن العشرين بكل ما تحمل من أجواء تاريخية وحضارية، حيث تم بناء كل من مطعم فخم وكافتيريا وبيت للهدايا – تم تصميمه بنظام الفك والتركيب أو ما يُدعى بنظام الهياكل الخفيفة.
وتم تصميم الخدمات بالحديقة الخلفية وفى المساحات المكشوفة المُحيطة بالقصر، بما يتوافق مع القواعد العامة للمحافظة على الآثار، وذلك بعد الحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية للمحافظة على القيمة التاريخية، والفنية والأثرية للقصر. يرجع ذلك إلى ضرورة استخدام المواد الطبيعية لحماية الأبنية الأثرية، خوفاً من استحداث عناصر جديدة؛ قد تؤثر بشكل أو بآخر على جماليات وتكوين القصر.