EN 
شهدت قرية المخادمة بمحافظة قنا تنفيذ أول تجربة من نوعها لزراعة محصول قصب السكر بنظام الشتلات، والتى أثبتت فعاليتها وقدرتها الفائقة على منافسة الطرق التقليدية، بعدما تفوقت أعواد القصب فى الحقل الإرشادى على نظيرتها في الأراضي القريبة منها، مع توفير كميات هائلة من المياه، وتوقعات بإنتاجية للفدان الواحد تزيد بحوالي 20% عن الفدان التقليدى.
الشتلة الواحدة تنتج من 10 إلى 28 عود قصب
التجربة التى تطبق لأول مرة على مستوى الجمهورية، لا تقتصر فوائدها على نظام الزراعة بالشتلات، التى ينتج من 15 إلى 28 عود قصب من العقلة الواحدة، وتحمل مزايا أخرى تتمثل فى اعتمادها على نظام الرى بالتنقيط، وتوفير مساحات تحرك داخل محصول القصب لا تتوفر فى الأنظمة الأخرى، ما يساهم فى تحقيق بعد أمنى لم يكن متاحاً من قبل.
الزراعة بنظام الشتلات، تحظى باهتمام كبير من قبل القيادات التنفيذية والزراعية بمحافظة قنا، كونها التجربة الأولى، والتى سوف يترتب عليها قرارات هامة فيما يخص محصول قصب السكر، خلال الأعوام القادمة، فمحافظ قنا أعطى اهتماما للتجربة ويتعدها بالمتابعة والرعاية، للاطمئنان على نجاح التجربة الرائدة فى زراعة قصب السكر.
بدأنا زراعة الشتلات بالأرض فى يونيو الماضى
قال عبد العزيز هاشم مهدى، صاحب أول تجربة لزراعة القصب بالشتلات: “الفكرة بدأت فى عام 2021، حيث تم عرض فكرة زراعة الحقل بمحصول القصب بنظام الشتلات، مع اتباع نظام الرى بالتنقيط، واقتنعت بالفكرة بعدما كنت أتبع النظام التقليدى فى زراعة محصول القصب مثل جميع المزارعين والحقول الموجودة بالمنطقة، وفى شهر مارس من العام الماضى بدأنا فى الحرث السطحى للأرض، وبعدها بفترة قمنا بتقليب الأرض من خلال جهاز تحسين الأراضى، وفى شهر مايو بدأنا تهيئة الأرض وتمت زراعة الشتلات فى شهر يونيو من العام الماضى”.
وأضاف مهدى: “تأخرنا فى زراعة المحصول حوالى شهر ونصف عن الحقول المجاورة، وكانت الشتلات ضعيفة، و لم أتوقع أن تقاوم وتصبح بهذا الشكل، لكن بعد فترة تغير الوضع للأفضل، فقمنا بوضع كمبوست وسوبر فوسفات وبعدها بدأنا الرى فى البداية كل يوم بناءً على توصيات وكيل وزارة الزراعة والإرشاد الزراعى الذى أوصى بوقف الرى 4 أيام وبعدها الرى بنظام يوم بعد يوم، ولاحظنا تحسن الشتلات، بدعم ومساندة من الشركات ومدير المحاصيل السكرية للوصول إلى أفضل النتائج، فضلاً عن دعم اللواء أشرف الداوى، محافظ قنا، الذى يتابع بشكل دورى تطورات الوضع ويزور الحقل كل فترة، للاطمئنان وتذليل أى عقبات قد تواجهنا”.
الفدان يعطى من 60 إلى 70 طن قصب
وتابع: "زراعة القصب بنظام الشتلات لها العديد من المزايا التى لا تتوفر للحقول المجاورة، حيث أتوقع أن تصل إنتاجية الفدان الواحد إلى ما بين 60 و70 طنا، وهو بخلاف العام الماضى، حيث كانت الانتاجية لا تتجاوز 45 طنا للفدان، كما أتوقع أن يكون العام القادم أكثر إنتاجية، لأن "الخلفة" تعطى أكثر من "الشتلة"، كما أن الزراعة بهذا النظام توفر حوالى 40% من المياه، وتوفر 50% من الأسمدة، ولا توجد بها حشائش، ما يساهم فى تخفيف العبء على المزارع، وتخفيض كبير فى التكاليف مقابل زيادة فى الإنتاج".
وأشار صاحب أول تجربة قصب بنظام الشتلات، إلى أن اختيار الحقل بقرية المخادمة ليحتضن أول تجربة لزراعة القصب بنظام الشتلات، جاء لعدة معايير منها؛ وجود الحقل على طريق رئيس، وتبعيته لشخص واحد، ما يتيح العمل على المساحة المطلوبة من خلال شخص واحد، منوها إلى أن الشتلة الواحدة تنتج من 15 إلى 28 عود قصب، وهو أمر مختلف تماماً عن الزراعة بالنظام التقليدى.
المزارعون يتنافسون على تطبيق التجربة الجديدة بأراضيهم
وقال عاصم عبد العزيز هاشم، ابن صاحب الحقل: “سعيد بأن تتم هذه التجربة فى أرضنا، رغم المتاعب التى واجهتنا فى البداية، إلا أن التجربة نجحت وأثبتت كفاءتها، وأصبح هناك اهتمام كبير من قبل المزارعين، للتعرف على النظام الجديد، وطلب المشورة لتطبيق التجربة فى أراضيهم مع بداية الموسم الجديد، حيث نفذنا حتى الآن 3 مؤتمرات للتعريف بالتجربة الجديدة، كما أن هناك منافسة كبيرة للحصول على شتلات أول تجربة لزراعتها فى حقولهم، فضلاً عن مديرية الزراعة، التى تسعى للاستفادة من الشتلات لبدء تعميمها بعد ذلك بين المزارعين”.
من جانبه، قال اللواء أشرف الداودى، محافظ قنا: “كنت حريصا علي متابعة مراحل زراعة القصب بالشتلات بأول حقل إرشادي بمحافظة قنا تمهيدا للبدء بالتوسع في زراعته، تماشيا مع اهتمام الدولة بالأساليب الحديثة في الزراعة، لا سيما زراعة قصب السكر، حيث يساهم النظام الجديد فى توفير نفقات مكافحة الحشائش، ورفع كفاءة استخدام الأسمدة وعدم إهدارها، فضلاً عن ترشيد استخدام المياه بما لا يقل عن 40% مقارنة بالزراعة التقليدية، بالإضافة إلى سهولة استخدام الميكنة الزراعية”.
قنا تزرع 37% من إجمالى المساحات المزروعة بالقصب
وأضاف محافظ قنا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجه بالنهوض بمحصول قصب السكر والتوسع في زراعته بنظام الشتلات واستخدام أساليب الري الحديث من أجل زيادة الإنتاجية وتخفيض تكاليف الإنتاج، مما يحقق مردودا اقتصاديا إيجابيا للمزارعين، والتغلب على مشاكل الزراعة التقليدية وزيادة إنتاجية الفدان إلى 60 طنًا للفدان، خاصة أن محافظة قنا تعد الأولى في زراعة قصب السكر على مستوى الجمهورية.
وأشار الداودى إلى أن المساحة المنزرعة بمحصول قصب السكر بمحافظة قنا تبلغ حوالي 120 ألف و360 فدانا، تمثل حوالي 37% من إجمالى المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية، تنتج حوالي 3 ملايين طن قصب خام، تنتج بدورها حوالي 300 ألف طن سكر سنوياً.
