EN
تحظى وسائل الإعلام بأهميّةٍ كبيرة في المجتمعات العالميّة بشكلٍ عام، باعتبارها مصدراً أساسيّاً لتثقيف الإنسان وترفيههِ، بالإضافة لدورها في نقل وتبادل المعلومات والأخبار السياسيّة، الاقتصاديّة، والاجتماعيّة.
أخلاقيات الإعلام
ويتعاظم دور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والدور الذي تؤديه في المجال الإعلامي يوماً بعد يوم، وتزداد المساحات التي تحتلها في ميدان صناعة المحتوى، كما يتضاعف جمهورها، وظهر مؤخرا مصطلح الترند والحصول على الشو لذلك أصبح الكثير يهول الأمور ويذيع الأخبار التي من شأنها إثارة البلبلة والذعر عند الجمهور.
ربما يجد البعض أن الحديث عن الأخلاق فيما يتعلق بالأمور المهنية الاحترافية أمر غير عملي؛ لكنّ الواقع يؤكد أن الالتزامات الأخلاقية ظلّت حاكماً رئيسياً لنجاح الأداء المهني، وشرطاً واجباً لضمان حماية مصالح الأطراف المتصلة به؛ لذلك ظهرت مواثيق الشرف الصحفي في عالم "الإعلام التقليدي"، كما ظهرت أدلة العمل التحريري، إضافة إلى ميراث كبير من آليات التنظيم الذاتي للعمل الإعلامي، وهي آليات استهدفت جميعها تعزيز الممارسة الأخلاقية المهنية، ومحاولة الحد إلى أقصى درجة مُمكنة من الأضرار غير الموضوعية التي يمكن أن تُسببها الممارسات الإعلامية لبعض الأطراف.
وأصبح هناك حالة من الخواء الثقافي والفكري نلاحظها في كثير من شبابنا هذه الأيام لم تأتِ من فراغ، ولكنها نتيجة ما يتعرض له هؤلاء الشباب من قِبَل بعض وسائل إعلام إما لا تعرف حقيقة دورها وأثرها في المجتمع، أو أنها تعرف ذلك وتدركه جيدًا وتوظف تلك المعرفة وذلك الإدراك لإنشاء جيل من الشباب الأجوف، اللاهي بملذات الحياة وشكلياتها.
وكأن الدنيا أصبحت محصورة فيها، فأصبحنا نكرسها ونرسخ الاهتمام بها عبر وسائل إعلامنا الموقرة في كل لحظة، وبكل وسيلة، لا نوفر جهدًا ولا وقتًا، مغفلين القضايا الحقيقية والأمور المصيرية التي يجب أن نوجه إليها شبابنا كي يكونوا عدّة لنا في المستقبل وسط عالم يمور بالمتغيرات.
وتنوع أشكال المؤسسات الإعلامية، ومرافقتها لأفراد المجتمع في مختلف الأوقات والأماكن بعكس المؤسسة التربوية، وغير ذلك من عوامل، مما يستوجب استثمار الإعلام في توجيه شبابنا نحو ما يعود بالخير والنفع على مجتمعنا على الأمد البعيد.
وتحتفل مصر كل عام وتحديدا يوم 25 يناير بذكرى عيد الشرطة، والذي يأتي احتفالا بما قام به رجال الأمن المصري في ذلك اليوم قبل 71 عاما، والصمود في وجه المحتل الإنجليزي، حيث تحرص القيادة السياسية على توجيه التهنئة والتحية لأبطال الشرطة والمشاركة في احتفالاتهم بهذه المناسبة.
السيسي والإعلام
ووجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة إلى الإعلام، خلال حضوره احتفالية عيد الشرطة، الـ71، قائلًا: "أنا ليا عتاب على الإعلام، أنتوا ليه بتصوروا المصريين أن هما ملتاعين على الأكل والشرب، ميصحش، والحاجة زادت، أنا مبقولش إن ده كلام مش صحيح، بس بقول مش ده آخر الدنيا في مصر".
وشدد الرئيس السيسي على أن المصريين تحملوا بصبر تبعات الإصلاح الاقتصادي، وتثبيت أركان الدولة، وصولا لبناء الجمهورية الجديدة، مشددا على أن بناء الدولة لا سبيل له إلا بالحفاظ على الأمن القومي بجميع عناصره ومكوناته، وأن مصر سوف تعبر هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة بسلام؛ لأن المصريين يتميزون بروح التحدي والصمود والتي حافظت على مصر، وحموا بصدورهم ممتلكاتهم.
وأكد السيسي، ثقته في الشعب المصري، مشددا على "ضرورة وجدوى المشروعات التي نفذتها الدولة، مشيرا إلى أنه في حال لم يتم تطوير قناة السويس، كانت القناة ستحصد 4 مليارات دولار فقط، ولكن الآن بفضل التطوير، تحصد القناة سنويا 8 مليارات دولار".
من جانبه قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإعلام يجب أن يؤدي كل الخدمات المعلوماتية وكل الحقائق التي تنير الطريق لكل المواطنين بما فيها أسعار السلع والخدمات والطعام والأكل والشرب وكذلك كل الرسائل الإعلامية التي تحدد سياسات الدولة في كافة المجالات سواء في الخدمات أو الأمن العام أو الإعلام وهكذا وسياسات الدولة في كل المسارات التي تحقق الأمن والاستقرار والسكينة وتزيد من وعي المواطن والجمهور.
وأضاف العالم - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن رسائل الإعلام تختلف مصداقيتها من مرحلة لأخرى وكلما كانت رسائل الإعلام صادقة وحقيقية وتتابع الشأن العام بموضوعية ودقة كلما كان لها درجة من المصداقية، وكلما كانت انفعالية عاطفية فلا تحظى بثقة الرأي العام لذلك يجب على وسائل الإعلام أن تكون صادقة وموضوعية ومنطقية.
واختتم أنه يجب مواجهة الشائعات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بالرد عليها وضحضها وتزليلها وتقديم الحقائق الموضوعية التي ترد وتفند هذه الشائعات.
