خبير تربوي: معرض الكتاب فرصة على أولياء الأمور استغلاله لزرع حب القراءة داخل أبنائهم
خبير تعليم:يجب على الأسرة أن تحرص على اقتناء الكتب التي تتحدث عن أساليب التربية الإيجابية
اولياء الأمور : القراءة تكون الشخصية و تجعل الشخص لديه رؤية
مها تحدث الخبراء وكتب وتكلم الكتاب والمثقفين علي أهمية أن يكون الإنسان مطلع وأن يواظب علي القراءه فلن نجد دليل أفضل من كلام الله عز وجل حيث أول آية نزلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، "اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ"، وهذا خير دليل على فضل القراءة وأهميتها وعظم منزلتها.
فالقراءة هي التي تنمي الفكر والتفكير والمهارات، كما لها دور بارز في الإبداع والابتكار والتطور والازدهار، ولقد أدركت جميع الثقافات والشعوب والأمم المتقدمة أهمية القراءة منذ قديم الأزل ووجدوا أنها هي طريقتهم لبناء دولتهم ومجتمعهم، ومسجل أن أول مكتبة وضعها المصريين القدماء - أصحاب أقدم وأعظم حضارة عرفها البشر - كتبوا على بابها: "هنا غذاء النفوس وطب العقول"، فالقراءة وسيلة التقدم والرقي والمعرفة والازدهار.
ودائمآ كان المصري محب القراءة ويحرص علي التعلم فلقد كان المصري القديم هو أول من استخدم القلم وصنع الورق وبداء في تعريف باقي الأمم والشعوب كيفية إستخدامهم، فقد أستطاع المصري القديم أن يصنع الورقة والقلم من غاب النيل وسيقان البردي حتي يتمكتنوا من تسجيل حياتهم وعلمهم ليعلمه لإبناءهم وأحفادهم من بعدهم وليأكدوا لأهم علي أهمية القراءة والتعلم.
وما زال الأحفاد يحافظون علي ميراث الإجداد، فنجد أننا علي بعد أيام قليلة تفصلنا عن إنطلاق الدورة الـ54، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يعد إحتفال يحرص علي حضوره جميع المصريين الإستمتاع بالندواث الثقافية بيه وشراء الكتب الجديده لقراءاتها والتعلم منها، ومن المقرر إقامة المعرض يوم 25 يناير الجاري بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس،ويفتح المعرض أبوابه للجمهور يوميًّا من الساعة الـ10 صباحًا، بدءًا من يوم 26 يناير الجاري حتى 6 فبراير المقبل، وتُغلق الأبواب يوميًّا في الثامنة مساءً، فيما عدا يومي الخميس والجمعة بداية من الـ10 صباحًا حتى الـ9مساء.
وحول أهمية معرض الكتاب ويكيف يستفيد بيه الطلاب وأولياء الأمور، قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن معرض الكتاب حدث كبير يجب أن يحرص الطلاب واولياء الأمور علي الإستفادة منه عظيم الإستفادة وأن يزرع الإباء حب القراءة داخل إبناءهم منذ السن الصغير ويعلمهم علي أهمية مطالعة الكتب بشكل مستمر.
واوضح شحاتة خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”،أن مثل تلك الإحداث الثقافية الهامة والزخم الكبير الذي يصاحبها يزرع وينمي حب القراءة ومهارتها لدي الطلاب ويحسسهم بمدى أهمية المطالعه لإنها سوف تساعدهم علىاكتساب المعرفة والعلوم، لأنه يستحيل بناء مواطن من دون تمكينه من القراءة وسبل الوصول إلى المعرفة والعلم.
والفت الخبير التربوي إلي أن اصطحاب اولياء الأمور لإبناءهم لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، سيكسب الطفل إهتمامات جديدة وتنمي وعيه الإجتماعي، بإضافة إلي تشجع الطلاب على القراءة والإطلاع وأن يستفيدوا من مصادر الكتب المختلفة، وتنمية الحس النقدي لديهم بسبب كثرة المصادر المعرفية، تنمي الجانب الثقافي لدى الفرد كما ينشأ الطفل ميالا لحب النظام والإلتزام، تجعل الطالب قارئ جيد منذ صغره.
وفي إطار متصل قال الدكتور عاصم حجازى أستاذ علم النفس التربوي المساعد ومدير مركز القياس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة: انه مهما تعددت الوسائل الرقمية للحصول على المعرفة يبقى الكتاب الورقي متربعا على عرش هذه المصادر بما يوفره من متعة واسترخاء عضلي وعقلي أثناء القراءة فضلا عن إكسابه العديد من الصفات الإيجابية للقارئ كالتركيز والهدوء والتأني والعمق .
وصرح حجازي خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الكتاب الورقي يحمى من العديد من الأضرار الأخرى التي تصاحب الحصول على المعرفة من المصادر الرقمية كإجهاد العينين والتعب والشعور بالكسل وإدمان الانترنت ، ولذلك فإن الحرص على تنمية عادة القراءة لدى الأبناء يعتبر من أهم التحديات التي تواجه الأسرة المصرية في العصر الرقمي ولكي تكون الأسرة قادرة على مواجهة هذا التحدي.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، كيفية جعل نشاط القراءة نشاطا مثمرا، فقال انه يجب على الأسرة الالتزام بما يلي:
- الاهتمام بالتمهيد الجيد لمعرض الكتاب والحديث بشكل مشوق وجذاب عن الفعاليات التي تقام على هامش المعرض وأهمية المعرض وأهمية الثقافة بوجه عام وتهيئة الطفل نفسيا وتشويقه لزيارة المعرض فور انعقاده.
- الحرص على نشر جو من البهجة والسعادة أثناء الرحلات التي تنظمها الأسرة إلى المعرض وذلك بالتخطيط الجيد لهذه الزيارة واستحضار كل ما من شانه أن يجعلها رحلة غامرة بالسعادة تحقق للطالب قدرا كبيرا من المتعة والراحة النفسية حيث إن ذلك يعد من العوامل المهمة في جذب الطفل نحو القراءة.
- ترك الحرية الكاملة للطفل في اختيار المجالات التي يرغب في قراءتها في البداية حتى تتكون لديه عادة القراءة أولا ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة الترشيحات ولكن بدون إجبار.
- عدم سؤال الطفل فيما قرأه حتى لا يشعر بأن القراءة تمثل عبئا معرفيا وتلقي على عاتقه بالمزيد من الالتزامات – فقط اجعله يستمتع بالقراءة دون توجيه أسئلة له عن مدى استفادته مما قرأه أو غير ذلك من الأسئلة التي تعوق عملية الاسترخاء الذهني وتعوق تكون عادة القراءة لدى الطفل.
- الحرص على الحديث الإيجابي عن رحلات المعرض وإبراز مزاياه وأهمية القراءة في بناء شخصية الإنسان بشكل مستمر وببساطة وبدون تكلف.
- يمكن تقديم بعض الكتب في المجالات التي يرى الآباء أنها مفيدة لأبنائهم كهدايا ولكن دون أن يلزمهم بقراءتها , فهم سيسعون لاحقا لاكتشافها ولكن بدون إلزام.
- إنشاء مكتبة صغيرة في البيت وتخصيص مكان للقراءة وعمل حلقات نقاشية لجميع أفراد الأسرة كل منهم يحكي فيها تجربته مع القراءة ويمكن البدء بالوالدين كنموذج في البداية وشيئا فشيئا سيرغب الأبناء أيضا في المشاركة.
- تدريب الأبناء على عادات القراءة السليمة كالجلوس معتدلا وفي مكان هادئ بعيدا عن المشتتات وجيد التهوية والإضاءة.
أما عن الكتب التي يجب أن يقراءها الطفل وأن يحرص إولياء الأمور علي إقتناها من معرض الكتاب فأشار الدكتور عاصم حجازي انه في البداية يجب على الأسرة أن تحرص على اقتناء الكتب التي تتحدث عن أساليب التربية الإيجابية وأساليب الرعاية الصحية والاجتماعية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة وأساليب رعاية الإبداع فضلا عن الكتب التي تناسب ميولهم واهتماماتهم ومجالات العمل الخاصة بهم .
أما فيما يتعلق بالطفل فيمكن إهداؤه بعض الكتب التي تتحدث عن وظائف المستقبل والمهارات الداعمة لها وبعض الكتب الممهدة لها مع الأخذ في الاعتبار أن البرمجة باعتبارها مجالا من المجالات المستقبلية الهامة يجب أن تؤخذ في الاعتبار , كما أن كتب تنمية المهارات العقلية وبناء الشخصية والكتب الرقمية يجب أن تأخذ أيضا حيزا مناسبا من مكتبة الطفل.
وعلي جانب آخر قالت هبة سعيد ولي أمر طالب، أنها بالتأكيد سوف تحرص علي أن تذهب هذا العام إلي معرض الكتاب وسوف تصطاحب أبناءها معاها لأنها تريد أن تعلمهم حب القراءة وأن القراءة تنمي العقل أكثر بكثير من أن ينميه المناهج الدراسية لأن الطالب يقرأ في المجال الذي يحبه والقراءه تجعله يتعلق بذلك المجال بشكل أكبر.
بينما قالت رضا عبد الفتاح ولي أمر طالب، أن معرض الكتاب هو حدث ننتظره في كل عام حيث أن التنوع الكبير الذي يشهده والتواجد الكبير لدور النشر والكتب يصعب تواجدها في مكان آخر ولأنها واظبت علي الذهاب إلي المعرض منذ أن كانت صغيرة وأنا ولدها زرع فيها ذلك حيث كانت تذهب معه وكانت تدخر من مصروفها حتي تتمكن من شراء الكتب والروايات ولذلك سوف تحرص علي أن تلعب نفس الدور الذى لعبه معاها ولدها مع إبناءها، لأن القراءة تكون الشخصية و تجعل الشخص لديه رؤية، ويستطيع تكوين الرأي الصحيح.
وأكد عاصم فكري ولي أمر طالب، أن معرض الكتاب يضم أنشطة كثيرة للغاية قد يسعد بها الإطفال الذين قد يجدون صعوبة في القراءة أو لا يميلون إليها مثل العروض المسرحية، وإماكن للمطاعم وانها سوف تكون فسحة يسعد بها الجميع.
وكان قد أعلن الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، رئيس هيئة الكتاب، عن تقديم مبادر «الثقافة والفن للجميع»، في المعرض، والتي تقدم كتب بأسعار تبدأ من جنيه واحد حتى 20 جنيها، حيث يتمكن زائر المعرض هذا العام شراء ما يقرب من 50 كتابًا أو أكثر بـ100 جنيه.
تشارك في المبادرة عددًا من قطاعات وزارة الثقافة، العنية بالنشر، لدعم الزوار، وتشجيعهم على اقتناء الكتب، والقراءة ورفع الوعي.
كما وعد رئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده، تقديم كتب من خلال دور النشر المشاركة باسعار مخفضة، واتفق معه في ذلك محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب.
كشف سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين، إنّه تم الاتفاق مع بنك مصر لإتاحة خدمة بيع كتب معرض القاهرة الدولي للكتاب من خلال التقسيط عبر فيزا البنك، على أن يكون السداد خلال فترة تتراوح بين 6 شهور أو سنة حسب حاجة العميل.
وقال رئيس اتحاد الناشرين، على هامش التجهيز لفاعليات معرض الكتاب، إنّ هذه الخدمة ستكون متوفرة لدى جميع المؤسسات والهيئات المشاركة في المعرض من خلال اتحاد الناشرين.