بحضور أكثر من ألف سيدة بينهن محاربات للسرطان، بالإضافة إلى كبار أساتذة الأورام وممثلي وزارة الصحة، انطلقت اليوم فعاليات، المنتدى العربي لصحة المرأة في دورته الثانية، تحت عنوان "السمنة والسرطان"، والذي نظمته الجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم، تحت رعاية وحضور وزيرة التضامن الاجتماعي، ورئيس الهيئة العامة للشراء الموحد، وجامعة الدول العربية.
وفي كلمته قال الدكتور محمد العزب، المدير التنفيذي للمنتدى، ورئيس الجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم، إن المنتدى شهد هذا العام الإعلان عن المبادرات الصحية الجديدة التي لها علاقة بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم والمبيض والقولون والرئة، مؤكدًا أنها مبادرات جديدة هدفها الكشف المبكر للمرض والتوعية بصحة السيدة المصرية، والقضاء على الأورام السرطانية ذات الطبيعة النسائية.
وأضاف العزب، أن المنتدى استندت فكرته من المبادرات الرئاسية لصحة المرآة حيث تهتم بالقضاء على السمنة باعتبارها أخطر العوامل على الصحة العامة، كما يوجد علاقة بينها وبين انواع مختلف من الأورام، خصوصا سرطان الثدي والقولون والمبيض، ولذا تم انعقاد المنتدى لحماية السيدات من خطر السمنة، والحماية من سرطان الثدي والرئة والقولون والمبيض.
واستعرض الدكتور محمد العزب، ما حققته الجمعية خلال السنوات الثلاث الماضية للحد من انتشار المرض والكشف المبكر ودعم المصابات، كما استعرض دور المبادرة الرئاسية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي في تقليل معدلات الاكتشاف المتأخرة للمرض.
وأكد العزب، على أهمية الكشف المبكر عن مرض سرطان عنق الرحم، من خلال إجراء فحوصات طبية دورية، والحصول على اللقاحات الوقائية من المرض، موضحا أن الكشف المبكر عن المرض يساهم في زيادة نسب الشفاء.
وأضاف، أن سرطان عنق الرحم يظهر في منطقة عنق الرحم عند المرأة (أي في مدخل الرَّحِم قدومًا من المهبل). وتكاد تكون جميع حالات سرطان عنق الرحم (99%) مرتبطة بالعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري الشديد الخطورة، وفي حين تُشفى معظم حالات العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري تلقائيًّا، ولا تُسهِم في حدوث أي أعراض، وإن استمرار العدوى يمكن أن يُسبِّب سرطان عنق الرحم عند النساء.
فيما أكد اللواء دكتور بهاء زيدان، رئيس الهيئة العامة للشراء الموحد والتموين والإمداد الطبي، على اهتمام القيادة السياسية بدعم صحة المرأة من خلال المبادرات الصحية المختلفة، باعتبار المرأة هي عماد المجتمع، مؤكدًا أن الهيئة ساهمت خلال المبادرات الرئاسية المختلفة في توفير المستلزمات الطبية، بأعلى جودة وأقل سعر، وأنها أثبتت قدرة الدولة وجدارتها على اتخاذ إجراءات وقائية للحد من المرض.
ونوه زيدان، إلى أن المبادرات الصحية لم تتوقف خلال الفترة الماضية رغم الظروف الاقتصادية والتحديات المالية، وذلك حرصا من القيادة السياسية على أهمية تلك المبادرات وضرورة الاستدامة المالية لها للكشف المبكر عن الأمراض خاصة المتعلقة بصحة المرأة التي تعتبرها عماد الأسرة المصرية.
وفي الوقت نفسه، أوضح الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان للمبادرات الرئاسية، أن الفترة القليلة المقبلة سوف تشهد الإعلان عن مبادرات صحية جديدة تستهدف الكشف المبكر عن أربعة أورام سرطانية تشمل أورام: عنق الرحم، البروستاتا، الرئة والقولون.
وأضاف حساني خلال مشاركته بالمؤتمر، أن الإصابة بسرطان الثدي في مصر تحدث في مراحل عمرية مبكرة وتكتشف في مراحل متأخرة، وذلك مقارنة ببعض الدول الأخرى، لكن من خلال المبادرة الرئاسية صحة المرأة ساهمت في اكتشاف 60% من الحالات في المراحل الأولية، ما رفع بشكل كبير من نسبة الشفاء.
وأضاف مساعد وزير الصحة للمبادرات العامة، أن السمنة من المشاكل الصحية التي تشكل عبء على ميزانية الإنفاق الحكومي، ومصر تحتل المرتبة رقم 18 في معدلات الإصابة بالسمنة، والمرتبة التاسعة في الإصابة بسرطان الثدي.
وخلاله جلسة مخصصة عن الأورام السرطانية، أوضح الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بطب قصر العيني، ورئيس اللجنة العلمية للمبادرة الصحية الجديدة للكشف عن الأورام سرطانية، أن تلك المبادرة الجديدة هدفها الأساسي الكشف المبكر عن تلك الأمراض، واكتشاف الإصابة في شخص لا يشتكي ولا يعاني من مضاعفات صحية، ونقوم من خلالها بفحص دوري للأشخاص المدخنين فوق سن 45 – 50 عامًا، وأيضا فحص من هم في مناطق ذات تلوث بيئي عالي، ومعرض إصابتهم بأورام الرئة.
وتابع: الأهم في المبادرة هو التشخيص والعلاج، وحاليًا نقوم بوضع برتوكولات علاجية مع نخبة من كبار أساتذة الأورام، والمرحلة المقبلة هي التفاوض مع الشركات المنتجة للعقار فيما يتعلق بالسعر.
وفي السياق نفسه، قال الدكتور أحمد مرسي، المدير التنفيذ للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أن الكشف المبكر عن الأورام بدأت بمبادرة فيروس سي، من خلال الكشف عن أورام الكبد والتي كانت تعد رقم الأكبر في نسب الإصابة، مؤكدًا أن صحة المرأة تأتي على رأس اهتمامات الدولة المصرية.
وشدد المدير التنفيذي للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، على أن المبادرة تتبع أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدي، من خلال 14 مركزًا تابعًا لوزارة الصحة والسكان، بالإضافة إلى تفعيل البروتوكولات في 14 مستشفى تابع للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، وذلك لعلاج السيدات بالمجان، ضمن رؤية القيادة السياسية للاهتمام بالصحة العامة للمواطنين.
وشدد المدير التنفيذي للمبادرة، على تقديم العلاج «مجانا» للحالات التي تأكدت إصابتها بسرطان الثدي، وفقًا لأحدث بروتوكولات العلاج العالمية، مشيرًا إلى أنه يجرى متابعة علاج السيدات المصابات سواء الخاضعات للتأمين الصحي، أو منظومة العلاج على نفقة الدولة.