رغم الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا من خلال تقديم الأسلحة الثقيلة ومنظومات الدفاع الجوي المتطورة، إلا أن رفض ألمانيا إرسال دبابات ليوبارد من أي دولة في الناتو إلى أوكرانيا شكل خطوة فارقة في الدعم لكييف... فلماذا وقفت ألمانيا في وججه هذا القرار وما أهمية دبابات ليوبارد في ساحة القتال؟
ما هي دبابات ليوبارد 2؟
تُعد الدبابة الألمانية الصنع «ليوبارد 2« إحدى أبرز دبابات قتال الرئيسية، بدأ تطويرها في العام 1970، وكان ذلك بعد عامين فقط من دخول النسخة الأولى منها «ليوبارد 1» إلى الخدمة.
وفي العام 1977، أنتجت ألمانيا 1800 دبابة من طراز ليوبارد 2، لتدخل الخدمة بشكل رسمي لأول مرة في عام 1979.
تزن الدبابة «ليوبارد 2» أكثر من 60 طنا وتبلغ سرعتها القصوى 68 كيلومترًا في الساعة، وعن تجهيزاتها القتالية، فقد تم تزويدها بمدفع عيار 120 ملم كسلاح رئيسي، ومُسلحة بمدفعين رشاشين خفيفين، ويمكنها إصابة الأهداف على مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات.
مواصفات فائقة
من أبرز ما يميز دبابات «ليوبارد 2» توفيرها حماية شاملة للطاقم من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات، كما تتوفر على أنظمة تبريد بمقصورة الطاقم، ومولد طاقة إضافي، وهاتف يسمح للطاقم بالاتصال الخارجي.
وتمتلك الدبابة مستشعرات إلكترونية للاستطلاع لمسافات بعيدة، وذخيرة تفجير قابلة للبرمجة، وتستخدم ليوبارد 2 نوعين رئيسيين من الذخيرة – طلقات APFSDS-T الخارقة للدروع وHEAT-MP-T متعددة الأغراض.
تخترق طلقة APFSDS-T حوالي 450 ملم من الدروع على مدى 2 كيلومتر.
إصرار أوكرانيا على امتلاكها
تعتقد أوكرانيا أن القوات الروسية ستشن هجومًا مكثفًا خلال الفترة المقبلة، وترى أنها لو تمكنت من هزيمة القوات الروسية قبل تلك العملية وخلال الهجمات المضادة التي تشنها القوات الأوكرانية في ساحة القتال حاليًا لاستعادتها الأراضي التي تحتلها روسيا.
وفي سبيل نجاح هجماتها المضادة، تقول كييف إنها بحاجة ماسة لمدرعات ثقيلة في حربها ضد الغزو الروسي.
ورغم تحقيق أوكرانيا انتصارات مهمة خلال الفترة الماضية، إلا أن نقص الدبابات عرقل دعم عملياتها بينما تواجه القوات الروسية التي تستخدم دبابات طراز "تي-90" أكثر تطوراً وقدرة قتالية إلى حد كبير، كما أن انتشار دبابات "ليوبارد 2" على نطاق واسع في المنطقة، بما في ذلك في بولندا المجاورة التي ترغب في إمداد أوكرانيا بها، يجعلها مناسبة تماماً لكييف.
لماذا ترفض ألمانيا
وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام، يعتقد البعض أن رفض ألمانيا سببه أن توريد الدبابات سيكون تصعيداً لتورط دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الحرب، ما يزيد من خطر توسع نطاقها.
ويأتي اعتقاد ألمانيا هذا رغم تأكيد كييف أنها لن تستخدم الدبابات إلا داخل حدودها المعترف بها دولياً، بينما يقول مؤيدون لها إن موسكو هي التي واصلت تصعيد الصراع، وحشد المزيد من القوات، واستهداف البنية التحتية المدنية، ووجهت تهديدات مبطنة بضربات نووية.
أما الرد الرسمي، فقال المستشار الألماني أولاف شولز إن ألمانيا تمتلك حوالي 350 دبابة ليوبارد 2 فقط، وإنه من المستحيل شراء كمية كبيرة من دبابات ليوبارد 2 بسرعة، حيث يحظر القانون على صناعة الدفاع الألمانية إنتاجها من أجل التخزين.
وتحتاج الدول التي تطلب خزانات جديدة إلى الاستعداد للانتظار من سنتين إلى ثلاث سنوات للتسليم وحتى لو تم زيادة الإنتاج، يقول الخبراء إن الأمر قد يستغرق عامين على الأقل حتى تغادر الدبابات الجديدة المصنع.
عروض أوروبية بتسليم الدبابات
ورغم رفض ألمانيا، عرضت كل من بولندا وفنلندا تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، لكن إعادة تصدير أي من المعدات العسكرية الألمانية الصنع مشروط بالحصول على موافقة برلين.
وأعلن الرئيس البولندي أندريه دودا خلال زيارة إلى أوكرانيا أن بلاده مستعدّة لأن تزوّد كييف بـ14 دبّابة "ليوبارد-2" على أن يحصل ذلك في إطار تحالف دولي يجري العمل حالياً على بنائه.