اعتقلت قوات الأمن اللبنانية جاسوسا يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي مقابل 15 ألف دولار، ويدعي "حسن. ع"، عمل لدى استخبارات إسرائيل، وزوّدها بأسماء زملائه وأرقام هواتفهم، ووشى بأبناء بلدته، وأعطى معلومات عما زعم أنها مستودعات لصواريخ المقاومة وفقاً لوسائل الإعلام اللبنانية.
استمرت رحلة تجسس "حسن. ع"، عامين، وبدأت في يونيو 2020، برسالة عبر تطبيق «واتساب» تعرض عليه عملاً، وانتهت في يونيو 2022 بتوقيفه على أيدي عناصر فرع المعلومات في بلدة قانا الجنوبية.
تنقّل "حسن. ع" (مواليد 1991) بين عدد من المهن: نجار موبيليا، وسائق في أحد المعارض، و«سائق عمومي»، وعامل دليفري، ثم سائق شاحنة لدى شركة مقاولات.
عام 2020، تقدم عبر «فيسبوك» بطلبات توظيف مع «خبرة في قيادة الشاحنات والمبيعات».
في يونيو 2020، تلقّى اتصالاً من رقم أجنبي عبر «واتساب»، عرّف المتصل عن نفسه بأنه لبناني اسمه سامر، ويعمل مسئولاً عن التوظيف في شركة أمن متخصصة بتأمين الحماية لرجال الأعمال في كل أنحاء العالم. دام الاتصال نحو نصف ساعة، سأل خلاله حسن عن الراتب، فأبلغه المتصل بأنه يُحدّد بعد خضوعه للاختبار.
بحلول يونيو 2020، بدأ التواصل بين حسن و«ألكسي» الذي خدم سابقاً كضابط في الجيش الروسي، قبل أن ينتقل الى العمل في شركة الأمن، وكشف الأخير أنه ضابط في الموساد، وبرّر الموقوف ذلك بأنه ربما كان واثقاً من «أنني سأواصل العمل لحاجتي إلى المال بسبب الوضع الصحي لوالديّ وشقيقي وتراكم الديون عليّ».
كانت مهمة "حسن. ع" جمع معلومات عن أحد المجمّعات التجارية في صيدا، لكن حسن لم يتمكن من تنفيذ المهمة بسبب الإقفال العام جراء جائحة كورونا.
أخضع حسن لتدريبات ميدانية وكُلّف بمهام تجريبية، من بينها تصوير صيدلي داخل صيدليته، وإحصاء الموظفين وكاميرات المراقبة في مركز موسيقي، والتدرّب على التمويه بعدم الذهاب إلى الهدف مباشرة، وكيفية تغيير مظهره بارتداء كمامة ونظارة شمسية وقبعة وسترة، وخلعها ووضعها في كيس قبل الانتقال إلى نقطة أخرى.
بعد عودته إلى بيروت، كُلف حسن بالتقصي عن مستودعات صواريخ لحزب الله في بلدة قانا، فزوّد مشغله بإحداثيات لفيلّا مهجورة ومركز للحزب ومنزل أحد المشايخ ومزرعة دواجن في بلدة عيتا الشعب، كما زوّده بأسماء عناصر في الحزب من أبناء قانا وعمل كل منهم.
وبعد تنفيذه المهمة الأخيرة، قرّر حسن وقف التواصل مع مشغّله، ولجأ إلى أمن حزب الله لكنه لم يعترف بعمله مع الموساد، إذ زعم أنّه تلقّى عرض عمل من شركة أجنبية تعمل في مجال حماية الشخصيات في لبنان وخارجه، وأن شكوكه ثارت في أن تكون الشركة تابعة للاستخبارات الإسرائيلية، بعدما طُلبت منه معلومات تتعلق بحزب الله، قبل أن يعتقله فرع المعلومات ويدلي باعترافاته كاملة.