من الأمور التي قد يصاب بها المسلم في حياته ، هو مرض قسوة القلب والذي قد يجهل هذا الشخص علاج ما أصابه من صفة سيئة، وهنا نوضح علاج قسوة القلب.
بدوره، كشف الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، عن علاج قسوة القلب، مستدلا في إجابته على السؤال، بالرجل الذي جاء إلى النبي يشكو قساوة قلبه، يريد علاجا من النبي المصطفى يذهب علته ، ويمنحه الصحة في القلب ، منوها أن صحة القلوب أشد خطرا من صحة الأبدان، فشكى الرجل إلى النبي قساوة قلبه، فدله النبي على الدواء، وقال له: ارحم المسكين وامسح رأس اليتيم، تذهب قساوة قلبك.
سبب قسوة القلب
يعتبر مرض قسوة القلب من أخطر الأمراض العصرية التي أصابت المجتمع، والسبب في ذلك استسهال بعضنا المعاصى والتجرؤ على اللَّه وظلم العباد.
والعلاقة بين القلب والعقل وطيدة ومباشرة، فإذا صح القلب صح العقل، ويؤكد ذلك ما ورد في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: «..ألا وإنَّ في الجسد مضغةً، إذا صلحت، صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» [البخاري ومسلم]، ففي هذا الحديث ذكر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كلمةً جامعةً، وهي أنَّ أساس صلاح الجسد وفساده مبني على صلاح القلب وفساده؛ فإذا صلح القلب صلحت إرادته، وصلحت جميع الجوارح، وانبعثت إلى طاعة اللَّه، وإذا فسد القلب فسدت إرادته، ففسدت جميع الجوارح، وانبعثت في معاصي اللَّه عزَّ وجلَّ، والصفة الأصيلة في النّفس البشرية هى الرّحمة؛ ومع ذلك قد يعترى القلب مرض القسوة فيتكبر صاحبه ولا يتقبل موعظة ولا يكترث لفعل معصية.
ما هو الذنب الذي لا توبة له
أكبر ذنب في الإسلام هو الشرك بالله تعالى، قال تعالي: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا".
فالله سبحانه قد يغفر الذنوب ويتجاوز عنها بتوبة العبد ورجوعه الي الطريق المستقيم إلا الشرك فإنه ظلم عظيم وإثم كبير قال تعالي “إن الشرك لظلم عظيم” وروي البزار بسنده عن أنس قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره وظلم لا يتركه: فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك قال تعالي : إن الشرك لظلم عظيم” وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم. وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتي يدين لبعضهم من بعض.
وإن التوبة تكفر الذنوب إلا الشرك: قال تعالي "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ".
تكرار الذنب بعد التوبة
الله لا يمل حتى تملوا فعلى العبد أن يكثر من التوبة مهما عصى ربه فهو الغفور الرحيم.والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فعليه أن يكثر من التوبة مهما كرر المعصية حتى يوفقه الله للامتناع عن هذه المعصية لقوله تعالى "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" ومن فعل المعصية أن يكثر مع التوبة من النفقة والاستغفار والصلاة على النبي، فالصدقة تطفئ غضب الرب.
كيفية التوبة
الإنسان إذا تورط وارتكب جريمة الزنا، ينبغي عليه أولا أن يستر نفسه ولا يجاهر بما فعل محدثًا غيره بما فعل، وعليه أن يندم ندمًا شديدًا ويتوب إلى ربه ويصر على عدم العودة إلى هذا الفعل مرة أخرى.
كما ينبغي أن يستزيد من الأعمال الصالحة كما قال الله تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114)»هود.
ويعتبر دليل قبول التوبة؛ هو التوفيق للعمل الصالح بعدها.
شروط التوبة
الصدق في الندم والحرقة على التفريط في حق الله والعزم على عدم العودة إلى الذنب وثالثًا الإنابة إلى الله تعالى وكثرة الاستغفار، ومن آداب التوبة التي عد منها: اختيار الصحبة الصالحة والبعد عن الأسباب المؤدية إلى الذنب.