كشف الغواصون عن قارب عائلة ال كابوني التي اشتهرت بالثروة وقيادة المافيا في ايطاليا، الذي استمتعوا فيه بحفلاتهم أثناء فترات الحظر عليهم ومطاردة الأمن لهم.
وحسب صحيفة “ديلي ستار” البريطانية، كان القارب عبارة عن سفينة خشبية كبيرة حولها ال كابوني إلى ما يشبه ملهى ليلي خفي احتفلوا فيه بالنبيذ والخمور والنساء، بينما أصبح الآن حطاما تحت الماء قبل ان يكشف الغواصان كريس روكسبيرج ولي روزنبرغ، النقاب عنه وتوثيقه من تحت سطح مياه بحيرة شارلفوا، بولاية ميشيجان الأمريكية.
في عام 1928 تم تحويل السفينة كيوكا إلى قاعة رقص عائمة كاملة مع الموسيقى الحية وبار، بينما غرقت السفينة في ظروف غامضة في أغسطس 1932.
وقال روكسبيرغ: 'إيماني هو أن كابوني ورجاله زودوا سفينة الكازينو هذه خلال فترة تشغيلها في فترة الحظر الذي فرض عليهم، بجميع المؤن اللازمة لاحتفالاتهم، من عام 1929 إلى عام 1932.
وكان لدى كابوني منزل بالقرب من شارلفوا ويدعي الناس أنهم رأوه مرة أخرى في تلك السنوات.
وكان لديه العديد من 'المنازل المخبأة في شمال ميشيجان' - على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من شيكاغو.
وتابع واصفًا السفينة: 'في الداخل ، توجد مناطق مفتوحة طويلة للسفينة ، حيث يبلغ طولها 200 قدمًا وارتفاعها أكثر من طابقين.
ويضيء الضوء من خلال فتحات المنفذ ويلقي بظلاله التي تتحرك بينما نشق طريقنا عبر بارجة الحفلة.
'الحطام سليم بإضاءة جيدة ومياه صافية للغاية.
من هو ال كابوني ؟
آل كابوني، هو زعيمُ عصاباتٍ من أصلٍ إيطالي، كان صيتُه يثيرُ الرعبَ في قلوب البشر. عَمِل في المخدرات وتجارة البشر والعديد من الأعمال الأخرى غير القانونية .تبّرع بجزءٍ من ريع أعماله الإجرامية لصالح الأعمال الخيرية.
شكّلت سُمعة “كابوني” الشهيرة مصدرَ إلهامٍ كبير لمنتجي الأفلام، وصُمّمَ طابعُ الشخصية اعتمادًا على الحكايات التي كانت تُروى عنه. وعلى الرغم من كونِه ينتمي إلى عائلةٍ فقيرة وأنَّه تركَ المدرسة في سنٍ مبكرةٍ، إلّا انَّه تمكّن من أن يترك بصمةً وأن يُصبح ثريًا خلالَ سنواتٍ قليلةٍ.
بعدَ أن عمل كَفترةٍ لصًّأ لدى بعض العصابات الصغيرة، قامَ توريو وهو رجلُ العصاباتِ المشهور بتبنّيه وساعده في تكوين اسمٍ كبيرٍ في عالمِ الجريمة. وقد ساعد كابوني من خلال سُلطتهِ السياسيّ ويليام تومسون بالفوز بالانتخابات.
في البداية اكتسبَ لقبَ “روبن هود” وكانَ ذو صيتٍ جيٍّد بينَ الشعب، حيث تبرّعَ بمبالغَ كبيرة من أعماله الإجرامية لأعمالٍ خيرية، إلّا أنّه أضرَّ بسمعته بعد قيامه بمذبحةِ شارعِ فالنتاين الوحشيّة.
على الرغم من كونه زعيمَ مافيا، لكنه كان على الأرجح مهذبًا وخفيفَ ظلّ، كما تبيّن أيضًا أنّه شخصٌ سيء جدًا إذا ما وقفَ أحدٌ ضده.
وُلِد ألفونسو كابوني وهو اسمه الحقيقيّ في 17يناير 1899 في نيويورك لوالدَيه تيريسينا، وكانت تعمل بالخياطة، أما والده فهو غابرييل كابوني الحلاق.
كان والداه مهاجرانِ من أصلٍ إيطاليّ، ترك مدرسته في الصف السادس ويُقال أن طرده كان بسبب اعتدائِه على معلّمه بالضرب.
عَمِل في وظائف صغيرة لدعمِ نفسه، لكن سرعانَ ما لفت نظر رجلِ العصاباتِ المعروف آنذاك بإسم جوني توريو الذي وضعه تحت جناحيه وجعلهُ جزءًا من عصابة "Chicago Outfit" التي كانت تعمل ضمنَ مجالِ الدّعارة وتجارةِ المخدرات وغيرها الكثير من الأعمال الإجرامية
كان لدى كابوني ثمان أشقاءٍ، عمل اثنان منهما وهما فرانك ورالف معه، وقاما بتأديةِ بعضِ أعمال العصابة.
كان كابوني على علاقةٍ مع إمرأة تُدعى ماي جوزيفين كاوغلين وقد حملت بابنهِ ألبرت قبل الزواج، وبعد ولادة ألبرت تزوّجا، وكان ذلك عام 1918.
بعد أن كسبَ مالًا كافيًا، اشترى منزلًا متواضعًا في الجانب الجنوبيّ من شيكاغو وانتقل إليه مع عائلته وأشقائه.
أُنتِجَت العديد من الأفلام المستوحاة من قصّة آل كابوني رجلِ العصابات، إحدى هذه الأفلام بعنوان "The Untouchable" عام 1984، ويَعرِض الفيلم الخطّة التي رسمتها شخصية عميلُ المخابرات الفيدرالية إليوت نيس الذي قام بتأديتها الممثل كيفين كوستنر للإيقاعٍ بعصابةٍ آل كابوني بسبب إفشائِهم للفساد.
أصدر العميلُ إليوت كتابًا يروي فيه تفاصيل هذه العملية التي جعلته يقضي على أعمال عصابة آل كابوني.
شاركَ في بطولةِ الفيلمِ عمالقةُ هوليوود وقتَها ومنهم شون كونري و روبرت دي نيرو، وأخرجه بريان دي بالما.
فازَ شون كونري بأوسكار أفضلِ ممثلٍ في دور مساعد ورُشِّحَ الفيلم لثلاثِ جوائزَ أوسكار أخرى وحصل على جوائزَ أخرى في مهرجاناتٍ عالميةٍ منها البافتا و الغولدن غلوب.
أُصيبَ مبكرًا بمرض السفلس وتركَهُ دون علاج. عندما سُجن في آلكاتراز، تفاقم المرضُ وتدهورت حالَتُه الصحيّة.
خرج من السجن بعد ست سنوات ونُقِلَ إلى مستشفى في بالتيمور لِتَلقي العلاج النفسيّ، مَكثَ فيه حوالي ثلاثة أعوام، وفي النهاية استسلمَ كابوني للسكتةِ القلبيةِ وتوفيَ في 25 يناير 1947 عن عمرٍ يناهز ال48 عامًا.