طرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في اجتماع خاص مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس يوم الخميس خطة الحكومة الإسرائيلية لإصلاح النظام القضائي في تل ابيب، حسبما قال مسؤولون أمريكيون لموقع "أكسيوس" الأمريكي.
وهذه هي المرة الأولى التي يناقش فيها مسؤول كبير في إدارة بايدن القضية بشكل مباشرة مع نتنياهو. وتشعر إدارة بايدن بالقلق من أن الخطة قد تضر باستقلال النظام القضائي الإسرائيلي والمؤسسات الأخرى.
وعمقت الخطة، التي تم الإعلان عنها بعد أقل من أسبوعين من تولي حكومة نتنياهو اليمينية السلطة، الانقسامات السياسية وأثارت الخوف بين البعض من أن التوترات المتزايدة يمكن أن تمزق المجتمع الإسرائيلي.
وناقش البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة مدى رغبته في التأثير على القضية الداخلية الإسرائيلية الحساسة والمشحونة سياسيًا والتي يخشى الكثيرون في اعضاء الحكومة الأمريكية أن تؤثر على إسرائيل، وعلى علاقة الولايات المتحدة تل ابيب أيضاً فيما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على ما قاله سوليفان بخصوص الخطة.
وستحد خطة الحكومة الإسرائيلية، في حالة تنفيذها، بشكل كبير من قدرة المحكمة العليا على مراجعة القوانين وإلغائها.
ويشمل تمرير قانون الذي من شأنه أن يسمح للائتلاف الحاكم بتجاوز قرارات المحكمة العليا بأغلبية بسيطة تبلغ 61 صوتًا في الكنيست المكون من 120 عضوًا.
كما يسعى إلى إنهاء قدرة المحكمة العليا على إلغاء القرارات الإدارية للحكومة على أساس "المعقولية" ، مما يقلل بشكل كبير من الرقابة القضائية. وتتوخى الخطة منح الحكومة والتحالف في البرلمان سيطرة مطلقة على تعيين القضاة.
وتتضمن الخطة تغيير القانون بحيث يتمكن الوزراء من تعيين معينين سياسيين كمستشارين قانونيين في وزاراتهم، وهو أمر لا يخضع لسلطتهم اليوم.
يذكر أن المسؤولين الأمريكيون قالو إن سوليفان أثار أيضًا مخاوف إدارة بايدن بشأن توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في لقائه الخاص مع نتنياهو.
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في أرفع مستوى من المحادثات بين الحليفين منذ تولي الحكومة الإسرائيلية اليمينية السلطة الشهر الماضي.
تأتي زيارة سوليفان وسط قلق واشنطن بشأن سياسات نتنياهو وإزاء العديد من أعضاء ائتلافه الحاكم القومي المتطرف، الذي يتخذ بالفعل خطأ متشددا ضد الفلسطينيين، ومن المتوقع أن يكثف البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وأبلغ نتنياهو سوليفان، بحسب مقطع مسجل مصور عن الاجتماع "أعرف الرئيس بايدن منذ 40 عاما كصديق عظيم لإسرائيل".
وأضاف "نرى فيكم شريكا موثوقا في قضايا ضمان الأمن، وبالطبع دفع السلام".
بدروه أبلغ سوليفان نتنياهو أن "التزام بايدن بدولة إسرائيل قوي للغاية، وهو التزام متجذر في التاريخ المشترك والمصالح المشتركة والقيم المشتركة" بين البلدين.
كانت الولايات المتحدة أعلنت أنها ستتعامل مع حكومة نتنياهو الجديدة على أساس السياسات وليس الشخصيات، بمن فيهم وزراء بارزون في الحكومة عبروا في الماضي عن وجهات نظر معادية للفلسطينيين والعرب.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إنه استكشف خلال مباحثات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان فرص تحقيق انفراجة دبلوماسية مع السعودية.
كما استمع سوليفان الزائر من الفلسطينيين أن آمالهم في تحقيق دولة، وهي شرط للرياض منذ فترة طويلة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، تواجه خطرا بسبب الأعمال الإسرائيلية.
وتعهد نتنياهو، الذي استعاد منصب رئيس الوزراء الشهر الماضي ولمدة ستة أشهر، بالسعي لتدشين علاقات رسمية مع الرياض بعد توقيع اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والبحرين في عام 2020 تحمل اسم "اتفاقات إبراهيم".
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن سوليفان ناقش مع نتنياهو الشأن الإيراني فضلا عن "الخطوات التالية لتعميق اتفاقيات إبراهيم وتوسيع دائرة السلام، مع التركيز على تحقيق انفراجة في العلاقات مع السعودية".
وقال مكتب نتنياهو إن مناقشاتهما أعقبها اجتماع عبر الإنترنت بين سوليفان ونظرائه من إسرائيل والإمارات والبحرين. وجاء في بيان مشترك أنهم ناقشوا التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا الناشئة والأمن الإقليمي والتجارة.
وتتشارك إسرائيل وحلفاؤها في الخليج المخاوف إزاء إيران لكن عودة نتنياهو إلى السلطة على رأس حكومة يمينية قومية أثارت مخاوف من تصعيد الصراع المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين.
وشهدت الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وهي من بين المناطق التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها، تصاعدا في أعمال العنف منذ أن كثفت إسرائيل غاراتها العام الماضي ردا على سلسلة من الهجمات الدامية في الشوارع بمدنها.
وحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي استضاف سوليفان في مدينة رام الله بالضفة الغربية، الولايات المتحدة على التدخل.
ونقل حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على تويتر عن عباس قوله "الأوضاع الخطيرة جراء التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.. تهدد الأمن والاستقرار وتدمر حل الدولتين".
وحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود يوم الأربعاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة على الانخراط بجدية في حل الصراع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن سوليفان سيؤكد التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال زيارته.
في السنوات الأخيرة، ابتعدت سويسرا هي الأخرى عن المفهوم التقليدي للحياد وتوجّهت بشكل أكبر نحو المجتمع الدولي.
وانهارت في 2014 محادثات السلام التي كانت تتوسط فيها الولايات المتحدة بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغزة.
وتضاءلت آفاق إحيائها بصورة أكبر منذ تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة التي يعارض كثير من الشركاء فيها إقامة الدولة الفلسطينية ويدفعون لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.