وصل مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إلى الآراضي المحتلة أمس؛ لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وسط أحاديث عن تطورات في الملف النووي الإيراني وتعقيدات حكومة بنيامين نتنياهو.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمربكية نيد برايس أن مستشار الأمن القومي سيبحث ملفي إيران وحل الدولتين وأضاف أن الولايات المتحدة، تسعى للمساعدة في تهدئة التوترات ولتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على الامتناع عن التصعيد، مضيفا أن حل الدولتين هو هدف واشنطن لكن تحقيقه لن يكون قريبا.
التطبيع وإيران.. أهم ملفات سوليفان
ويقول مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن المحادثات تهدف في المقام الأول إلى التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشأن سياساتها المتعلقة بالفلسطينيين وإيران وعملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة وفقا لـ"أكسيوس".
لكن الأزمة التي تواجه ائتلاف نتنياهو بما في ذلك الاحتجاجات على خطته لإضعاف المحكمة العليا والمؤسسات الديمقراطية الأخرى من المتوقع أن تظهر خلال اجتماعات سوليفان ولم تشر إدارة بايدن حتى الآن إلى أي مدى تريد التأثير في هذه القضية.
وأعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك خطط توسيع المستوطنات وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وضم الأراضي بطريقة تجعل حل الدولتين غير ذي صلة.
لقاء نتنياهو وعباس اليوم
والتقى سوليفان بالرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوج أمس الأربعاء وسيلتقي مع نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين اليوم الخميس ومن المتوقع أن يلتقي أيضا بزعيم المعارضة يائير لبيد.
وقال مسؤول أمربكي إن الهدف من زيارة سوليفان هو توضيح ما تتوقعه الولايات المتحدة من نتنياهو والحكومة الجديدة بوضوح شديد.
وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض إن نتنياهو لن يتعامل مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي بتجاهل وأن استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن وتوجيهاته لمستشاريه هي "العمل معه واستخدام الجزرة وليس العصا".
كما يتوجه سوليفان اليوم الخميس أيضا إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
قمة القاهرة لتنسيق المواقف مع مصر والأردن
وتصاعدت التوترات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن فرضت الحكومة الإسرائيلية عقوبات على السلطة الفلسطينية للرد على سعيها لإصدار رأي قانوني عن طريق محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن القيادة الفلسطينية محبطة للغاية من سياسات إدارة بايدن وتريد من الولايات المتحدة أن تضغط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وعقد عباس الثلاثاء، قمة في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والتقى الملك بكبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط بريت ماكجورك قبل القمة.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان الهدف من القمة هو تنسيق المواقف مع الأردن ومصر قبل زيارة سوليفان.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن سوليفان سيناقش التحديات والفرص التي تواجه المنطقة، بما في ذلك التهديد الذي تمثله إيران والتقدم في تعميق التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
وأضاف المتحدث: "سيؤكد التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين ومعارضة أي سياسات وممارسات تقوض قابليتها للحياة أو تهدد الوضع الراهن التاريخي في القدس".