بعد انتهاء مرحلة حروب الجيل الرابع والخامس، دون أن تحقق النتائج المرجوة منها كان لابد من البدء فى تنفيذ حروب الجيل السادس والسابع معا، فبالرغم من أن مفهوم “الجيل الخامس” ينبثق من مصطلح الحرب المفتوحة، دون قيود أخلاقية، بين دولة وعصابات مقاتلة؛ وتستخدم فيها القوة المسلحة وغير المسلحة، لإخضاع الخصوم، كما توصف بأنها “حرب هجينة” أو “حرب الأشباح” إذ قد يكون العدو فاعلا، لكنه غير منظور أو محدد، من خلال الإرهاب الإلكترونى، وتوظف تكتيكات “الأشباح” بالعمل على تجنيد كيانات متعددة، مهمتها الزج بالشعوب نفسها وتهييجها، لتكون لاعبا أساسيا، يتم تحريكه ضمن أهداف تلك الحرب، عبر عناصر مخابراتية وقوى معارضة ومنظمات حقوقية ومدنية، وكم عشوائي مركب من ذويي الأغراض والنوايا السيئة.
ومن مظاهر هذا الجيل سعي الأفراد والمجموعات الإرهابية للوصول إلى المعرفة المتطورة والتكنولوجيا الحديثة، واستخدامها كوسائل هجومية في معارك غير متماثلة؛ لتحقيق المصالح الفردية والجماعية، بشن هجمات إلكترونية أو تقليدية تعطل المؤسسات الحكومية والبنية التحتية، وإثارة الخوف العام، عبر وسائل شديدة الخفاء، فائقة التخطيط والمفاجأة، بما فيها قرصنة الكمبيوتر، وزعزعة ثقة الحكومات والشركات على نطاق عالمي، واستخدام برامج وشبكات المعلومات للتواصل والتنظيم والاستعلام والحشد وتوجيه الجهود وإدارة الجموع، وبث الإشاعات والأخبار المغلوطة وهذا ما تعايشنا معه خلال السنوات الماضية أثناء حرب الدولة المصرية ضد الارهاب والجيوش والخلايا والكتائب الالكترونية .
ويمكن أيضاً استخدام العمليات الالكترونية للتأثير السياسي من خلال تعطيل التمويل والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية، وخلق اضطراب مجتمعي وخلخلة بالبنية التحتية، وهذا ما شاهدناه داخل جدران الدولة المصرية خلال الفترة من يونيه 2010 للتأهل لاحداث يناير 2011 حتى الفترة الحالية لترجمة هذا النمط الجديد من الحروب؛ لتتجاوز في حد ذاتها الصراعات التقليدية المقيدة لتشمل في أهدافها الحرب المعلوماتية، والحرب الاقتصادية والحرب الهجينة.
فتحت حروب الجيل السابع أفقاً غير اعتيادي لم نعرفه سابقاً، وذلك من خلال استخدام الأسلحة الذكية لتأليب المجتمع من خلال التوجيه والتجنيد الجزئي والكامل لشبكات الحوسبة الرقمية العالمية، وذلك من أجل خلخلة النظام وهدم أعمدة الدولة عن بعد . وتوظيف الذكاء الصناعي لاستهداف النظم العسكرية والمؤسسات والأفراد وصناعة الشيطنة المعلوماتية وتزييف الحقائق من أجل تحقيق أغراضها، وكذا في صناعة فصائل مدعومة من حكومات دول أخرى لإدارة حروب كاملة عن بعد.
يمكننا أن نرى حروب الجيل السابع كشكل من أشكال التطور الإنساني الكبير، وليس بالمطلق، لكن تصل بنا إلى تصميم متكامل دقيق للفكرة التي نريد أن تقع فيها دولة أو فرد أو مجموعة، مستخدمين في ذلك وسائل متطورة جدّاً، وتعد الحرب الإلكترونية شكلاً من أشكال حروب الجيل السابع، وهي الأخطر على العالم من الحروب النووية وأسلحة الدمار الشامل إذا وظّفت لحرب خاطفة، وهي لا تتطلّب ميزانية ضخمة لتطوير الأسلحة وتحسينها، كما لا تسبقها أي مؤشّرات ما يصعّب كشفها والتنبؤ بها، فالنمط الافتراضي احتكره محاربو الحرب الإلكترونية .