أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال افتتاحي أن الدعم العسكري من جانب الدول الغربية لأوكرانيا، يعد عامل حسم في غاية الأهمية من أجل إحراز كييف النصر في الحرب المشتعلة حاليا بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأضافت الصحيفة أن الأسلحة الثقيلة ولاسيما الدبابات التي تقدمها الولايات المتحدة ودول أخرى داعمة لأوكرانيا تعد مفتاح النصر في تلك الحرب، مشيرة في نفس الوقت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتزم شن عملية عسكرية ضخمة في أوكرانيا خلال الأسابيع أو الشهور القليلة المقبلة.
وتسلط الصحيفة الضوء على تقديرات الخبراء العسكريين الذين يقولون إن بوتين يسعى من أجل السيطرة على العاصمة كييف وشل حركة الحكومة الأوكرانية بالكامل وهو ما يمثل انتصار موسكو في تلك الحرب وهزيمة الدول الغربية بأكملها وليس أوكرانيا فقط، موضحة أن الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلنطي لن يقبلوا بتلك النتيجة بأي حال من الأحوال.
وتوضح الصحيفة أنه للحيلولة دون تحقيق موسكو لأي مكاسب عسكرية في أوكرانيا يجب على الدول الغربية إمداد كييف بالأسلحة المتطورة والثقيلة التي تضمن لها ليس فقط صد الهجمات الروسية ولكن أيضا الوصول لحدود ما قبل العملية العسكرية الروسية والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.
وتستطرد الصحيفة أن أحد هذه الأسلحة التي يجب إمداد أوكرانيا بها هي الدبابات الحديثة ولاسيما الدبابات الألمانية من طراز ليوبارد-2 والتي يجب توفيرها للجانب الأوكراني بالكميات المطلوبة والكافية لتحقيق طفرة ملموسة في ساحة القتال.
وتبرز الصحيفة أهمية مساعدة الدول الغربية للقوات الأوكرانية في مجال التدريب والإعداد من أجل استيعاب تلك النوعية من الأسلحة المتطورة إلى جانب توفير الدعم اللوجسيتي اللازم لأوكرانيا مع الأخذ في الحسبان أهمية عنصر الوقت في هذا الخصوص.
وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة الدول الأوروبية حتي وقت قريب كانوا يقدمون المعونة العسكرية لأوكرانيا بحرص خشية الوقوع في مغامرة تصعيد الصراع العسكري هناك ولاسيما أن الكرملين قد هدد صراحة أن أي تصعيد في الموقف العسكري في أوكرانيا سوف يواجه باستخدام السلاح النووي كما أعلن أن شحنات السلاح التي يقدمها الغرب لأوكرانيا أصبحت هدفا مشروعا للقوات الروسية.
وأضافت أن المساعدات العسكرية التي يقدمها الغرب أسهمت بما لا يدع مجالا للشك في قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الحرب مع القوات الروسية حتي الآن، موضحة أن الدول الغربية بدأت تدرك أهمية تلك المساعدات لأوكرانيا وبدأت تفكر ليس فقط في كيفية تجنب الهزيمة ولكن في كيفية تحقيق النصر وهو ما دفعها إلى تقديم مساعدات عسكرية غير مسبوقة في الفترة الأخيرة، والتي كانت تعد في وقت سابق خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وتختتم الصحيفة المقال بالتأكيد علي أهمية تقديم تلك المساعدات من جانب الدول الغربية لأوكرانيا ولاسيما بعد أن بات من الواضح أن تلك الحرب تتجه نحو مرحلة حرجة وحاسمة من الصراع بين الطرفين.