راهن المستشار الألماني أولاف شولتس على أن بلاده "لن تدخل في حالة ركود" في 2023 ، وأنها لن تذهب إلى أسوأ من الأوضاع الحالية، رغم وضع اقتصادها القلق في مواجهة أزمة الطاقة التي افتعلتها روسيا، لمعاقبة أكبر اقتصاد في أوروبا، وفق ما ذكرت صحف دولية.
بعدما أمضت ألمانيا وقتا طويلا منذ بداية الحرب الأوكرانية بعدم التدخل فيها بقوة في مواجهة روسيا، غيرت طريقتها تلك لموقف أكثر تشددا ضد روسيا لكنها تظل متخلفة عن باقي أوروبا بدرجات.
وتضغط دول أوروبية على ألمانيا لكي تغير نهجها إلى نهج أكثر تشددا كمثل موقف بريطانيا التي قررت أن تزود أوكرانيا بأقوى دباباتها في مواجهة روسيا، وكذلك قررت فرنسا وأمريكا بتزويد أوكرانيا بمركبات ومدرعات.
تعمل الحرب الأوكرانية كجبهة ضغط على ألمانيا من جهة، وهي الحرب التي تؤثر بشكل بالغ عليها، من حيث الطاقة والمهاجرين.
ومن جهة أخرى، ترجم هذا الضغط الخارجي على أنه تأخير للنشاط الاقتصادي الداخلي.
رغم ذلك يجادل شولتز ويقول: "أنا مقتنع تماما بأن هذا لن يحدث، وأننا لن ندخل في حالة ركود".
في توقعاتها قبل أشهر، راهنت الحكومة على انكماش بنسبة 0,4 % من إجمالي الناتج الداخلي هذا العام.
وراهن الكثير من المعاهد الاقتصادية والخبراء أيضا على تراجع الثروة المتراكمة في 2023.
ذكر أولاف شولتس لدعم أقواله "لقد أظهرنا أننا قادرون على التعامل مع المواقف الصعبة للغاية"، بحسب وكالة "بلومبيرج".
انعكست أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا، سلبا على النموذج الألماني الذي يعتمد بشكل أساسي على استيراد الغاز الرخيص من روسيا.
وضعت الحرب حدا للامدادات الروسية من الغاز، مما تسبب في ارتفاع الأسعار في أوروبا خلال فترة من العام.
ارتفع معدل التضخم وكذلك تكاليف الإنتاج الصناعي، محرك النمو الألماني، مما أثار مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية كبيرة في البلاد.
لكن أكبر اقتصاد في أوروبا صمد بشكل أفضل من المتوقع، بفضل الاستهلاك القوي والمساعدات الحكومية والتوفير الكبير في الطاقة في القطاع الصناعي، وهذا ما يعتمد عليه شولتز في تأكيد فكرة عدم ذهابه بلاده إلى الأسوأ، وأن الحيرة بين الوقوف ضد روسيا والإصطفاف مع الغرب لدعم أوكرانيا، فكرة منفية.