استضافت القاهرة الثلاثاء، قمة ثلاثية جمعت كلا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن؛ لبحث تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها، خلال الفترة الماضية.
ماذا بحثت قمة القاهرة الثلاثية؟
القمة التي يتم عقدها مطلع كل عام، لدعم القضية الفلسطينية بمختلف أشكالها، جاءت وسط وضع متأزم في الداخل والخارج وعقب تشكيل حكومة إسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، وصفت بأنها الأكثر يمينية وتطرفا منذ قيام دولة الاحتلال.
ويشهد الوضع داخل المدن الفلسطينية خاصة مدينة القدس المحتلة توترا شديدا ناتج عن الأعمال العدائية التي يمارسها عدد من وزراء حكومة نتنياهو المتطرفين.
وأكد الرئيس السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار جهودهم المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وجدد الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني دعمهما الكامل لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة.
وشدد القادة الثلاث على ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار.
وقف إجراءات إسرائيل الأحادية
كما أكدوا ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل والتي تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وشددوا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة (144) دونما وهو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه.
كما أكد الزعيمان السيسي وأبو مازن أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس ودورها في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وشدد القادة على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، الذي يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطيني، لما لذلك من تأثير على وحدة الموقف الفلسطيني وصلابته في الدفاع عن قضيته، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشاد الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس، بالجهود المصرية المبذولة للحفاظ على التهدئة في القطاع وإعادة الإعمار، مع التأكيد مجددا على مسؤولية المانحين الدوليين في جهود إعادة إعمار القطاع.
قمة القاهرة ودعم الأمم المتحدة
وأكد القادة أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة توفير الدعم المالي الذي تحتاجه للاستمرار في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي، لا سيما في ظل الدور الإنساني والتنموي الهام الذي تقوم به الوكالة لصالح أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق.
هذا، واتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المكثف في إطار صيغة التنسيق الثلاثية المصرية - الأردنية - الفلسطينية على جميع المستويات، من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقا للمرجعيات المعتمدة، وذلك في إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطيني على نيل جميع حقوقه المشروعة، وفي مقدمها حقه في الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين.
وقال المستشار طه الخطيب، المحلل السياسي الفلسطيني، إن الدولة المصرية دائمًا يكون شغلها الشاغل القضية الفلسطينية، لذلك في أي قمة أو مؤتمر يتاح فيه للدولة المصرية التحدث عن القضية الفلسطينية يحدث ذلك بدون تردد أو تراجع، ولا سيما أن تلك القمة الثلاثية التي أقيمت في القاهرة هي الثالثة، وتحدث كل عام في مطلع شهر يناير لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وحث المجتمع الدولي على التدخل بشكل صارم.
وأكد الخطيب - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تلك القمة الهدف الأساسي منها هو دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والبيان الختامي لتلك القمة هو المتوقع لأن هذا موقف مصر منذ البداية تجاه قضيتنا، ولكننا نحن أمام حكومة إسرائيلية تريد أن تمارس القتل بكل أشكاله، وتريد أن تسولي على كل شبر في الأراضي الفلسطينية، وترغب أيضًا في تغير النظام القضائي في إسرائيل بحيث لا توجد محاكم لأي نوع من أنواع القتل أو الفساد في المجتمع الإسرائيلي.
الحكومة الإسرائيلية المتطرفة
وأشار: الحكومة الإسرائيلية لا تستجيب للبيانات، والشعب الفلسطيني لا يستطيع أن ينتظر مجتمع دولي غائب ولن يفعل شيئا، والدليل على ذلك أن إسرائيل تستغل أقل فرصة لكي تقتل وتمنع وترهب الشعب الفلسطيني بجميع الأساليب المختلفة.
ولفت المحلل السياسي الفلسطيني: دولة الاحتلال لم ترحم الأشجار أيضًا، فهم يقومون بنقل أشجار الزيتون التي يتجاوز عمرها الـ"80" عاما من الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنات بشكل كامل، فكيف يكون الحديث مع هذه الحكومة العدوانية والدموية؟.
واختتم الخطيب، أن الجيل الحالي من الشعب الفلسطيني لم يتمكن من الدفاع عن نفسه، ضد طاغوت الإسرائيليين، تل أبيب لديها مخططات كثيرة، ولكن القاهرة تقف لها بالمرصاد وتستغل كل فرصة لتصدير القضية الفلسطينية لجميع أنحاء العالم، وهذا مجهود تشكر عليه الدولة المصرية شعبًا وحكومة وقيادة سياسية، فالدولة المصرية لم ولن تنسى فلسطين.