تمّ مؤخرًا في مدينة بوسطن الأمريكية الكشف عن نصب تذكاري جديد، تكريمًا لإرث زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج وأرملته كوريتا سكوت كينج، يحمل عنوان "العناق"، ويرمز إلى عناق الزوجين بعد فوز كينج بجائزة نوبل للسلام عام 1964.
النصب الضخم هو من تصميم الفنان هانك ويليس توماس، وهو مصنوع من مادة البرونز، ويبلغ وزنه 19 طناً، وارتفاعه 20 قدماً، ويتألف من 609 قطع متّصلة ببعضها، بحسب صحيفة "ذا نيويورك تايمز".
ويقع النصب في ساحة الحرية بأقدم حديقة في البلاد، وهي الحديقة التي كرّمت 69 من قادة الحقوق المدنية المحليين من جيل الخمسينيات وحتى السبعينيات.
رسالة حب
الفنان هانك توماس أوضح للصحيفة، أن المنحوتة "تنشر رسالة حب، وتكرّر رسالة كينج المتمثّلة في اللاعنف والتكافل المجتمعي، وتأتي أهمية هذا العمل المختلف، انطلاقاً من وجود منحوتات كثيرة ترمز إلى الحرب".
وقال توماس: "المنحوتة مأخوذة من صورة كينج وزوجته عام 1964، عندما كانت ذراعيه ملفوفة حولها وثقله أيضاً، وكانت هي تحمل هذا الوزن بمحبة".
وأضاف: "حقيقة أني تمكّنت من المساهمة بشكلٍ هادف في إرث الدكتور مارتن لوثر كينج وزوجته، فهذا أمر عظيم وكبير بالنسبة لي".
المدير الفني للمشروع باريس جيفريز قال: "نريد أن يسمع الناس قصّة قوية عن بوسطن وحركة الحقوق المدنية فيها، نحن نعلم أن الدكتور كينج لم يفعل ذلك بمفرده، بل كلنا قمنا بذلك كمجتمع متضامن، ونريدهم أن يسمعوا تلك القصّة ".
مسيرة روكسبري
قاد الدكتور مارتن لوثر كينج جونيور مسيرةً من روكسبري عام 1965، وهو حيّ يغلب عليه السود في بوسطن، مع حشد مؤلف من 20 ألف متظاهر، ردّدوا أغاني الحرية، وكان هذا التجمع بمثابة أولى مسيرات الحقوق المدنية في الشمال الشرقي، بعد أكثر من 50 عاماً.
بين الأعوام 1951-1954، كان مارتن لوثر كينج جونيور طالب دراساتٍ عليا في بوسطن، وكانت كوريتا سكوت تدرس الأوبرا في معهد نيو إنجلاند للموسيقى. كتب كينج أنهما تزوجا في ألاباما، لكنهما استأنفا حياتهما الزوجية معاً في بوسطن. وقد عاد كينج إلى بوسطن مرات عدّة على مرّ السنين.