توقفت صباح اليوم الاثنين، حركة الملاحة في مضيق البوسفور، وذلك بعد جنوح سفينة قادمة من أوكرانيا، لتتوقف حركة الملاحة لأسباب أمنية، في ظل محاولات السلطات التركية إعادة حركة الملاحة بشكل سريع، بالتزامن مع توجه معدات ولانشات القطر، إلى السفينة MKK التي تحمل 13 ألف طن من البازلاء، لتقديم المساعدة.
وأظهرت اللقطات التليفزيونية قوس السفينة، جانحا بالقرب من الساحل على الجانب الآسيوي من مضيق البوسفور، كما ذكر مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، الذي يدير عمليات اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، مطلع الأسبوع إن السفينة كانت متجهة من بيفديني إلى ميناء مرسين التركي على البحر المتوسط.
وذكرت وكالة "تريبيكا" للشحن، إن السفينة ترفع علم بالاو، وجنحت عند أكاربورنو بالطرف الشمالي من المضيق في وقت مبكر اليوم الاثنين، بينما كانت متجهة جنوبا، مؤكدة أنه لم ترد أي أنباء بوقوع أضرار أو انسكاب للحمولة.
وكانت السلطات التركية، أعلنت الأسبوع الماضي، تعليق حركة مرور السفن عبر مضيق البوسفور، بسبب الضباب الكثيف في مدينة إسطنبول.
تعطيل الملاحة في مضيق البوسفور
وفيما يلي، نستعرض أبرز المعلومات هو مضيق البوسفور، كونه يعد أهم الممرات الملاحية حول العالم.
يربط مضيق البوسفور، بين البحر الأسود، وبحر مرمرة، ويعتبر مع مضيق الدردنيل، الحدود الجنوبية بين قارتي آسيا وأوروبا، ويبلغ طوله 30 كم، فيما يتراوح عرضه، ما بين 550 متر، و 3000 مترا، ويسمى ممر البقر، طبقا للمعتقدات اليونانية القديمة.
وتصنف مياه مضيق البوسفور، ضمن مجال الملاحة الدولية، ويعتبر أحد أهم نقاط الملاحة البحرية في العالم، ويخترق المضيق تيارات مائية خطيرة، ويضيق اتساعه في بعض المناطق، ما يتسبب في صعوبة الملاحة به، وقد وقعت العديد من الحوادث الخطيرة، أبرزها كالتالي:
- تصادم سفينتين محملتين بالنفط في 13 مارس 1994 أدت إلى وفاة 25 بحار.
- في 15 يوليو 2005، غرقت باخرة بانامية بالمضيق في ظروف غامضة.
- في 29 ديسمبر 2021، تم تعطبل الملاحة بسبب تعطل سفينة طولها 70 متراً، بسبب اصطدامها بسفينة أخرى.
أهمية مضيق البوسفور للتجارة العالمية
ويعتبر مضيق البوسفور مع الدردنيل، واللذان يربطان بين آسيا وأوروبا، لهما اهمية كبيرة، ويمر منهما حوالي 2.4 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية يومياً، وهما طرق رئيسية لتصدير النفط من روسيا ومنطقة بحر قزوين إلى غرب أوروبا وجنوبها، وممرات حيوية لأمن الطاقة الأوروبية.
ولعب مضيق البوسفور، دورا مهما في التجارة العالمية لعدة قرون، حيث تمر من خلاله متوسط حوالي 48000 سفينة سنويا، ما يجعل هذه المنطقة واحدة من أكثر المداخل البحرية ازدحاما واختناقا في العالم، خاصة فيما يتعلق بعبور النفط البحري، إذ يمر من خلاله أكثر من 3٪ من الإمدادات العالمية أو 3 ملايين برميل يوميًا ، معظمها من روسيا وبحر قزوين، كما يعتبر طريقا لكميات هائلة من الحبوب القادمة من روسيا وأوكرانيا وكازاخستان إلى الأسواق العالمية.
أما عن الجسور التي تربط الشرق والغرب، فيقطع مضيق البوسفور، جسر البوسفور، وجسر السلطان محمد الفاتح، وفي عام 2016 تم الانتهاء من جسر السلطان سليم الأول أو جسر إسطنبول الثالث، كما وافتتح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان في 29 أكتوبر نفق مرمراي احتفالاً بمرور 90 عاماً على تأسيس الجمهورية التركية.