الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرض محلج خوريمي.. لماذا سميت بهذا الاسم وقصتها مع أهالي بني سويف

محافظة بني سويف
محافظة بني سويف

يتوسط حي  أرض المحلج القديم، بمدينة بني سويف، شارع صلاح سالم وترعة الإبراهيمية والسكة الحديد، المارة وسط المدينة، وما زالت شاهدة على العصر حتي الآن رغم أنها تحولت إلى أمكنة أخرى وارتفعت فوقها قلاع كليات جامعة بنى سويف وغيرها من البنايات الشاهقة والمحال التجارية المتميزة "والتي أصبحت من الأحياء الراقية والجميلة الهادئة بالمحافظة.

“أرض المحلج ” سميت بهذا الاسم نسبة لوجود محلج قديما كان باسم “محلج ” خوريمى"، وهو رجل أعمال يوناني الأصل يدعى "خوريمي بناكي"، حيث عمل اليونانيون في كل مكان بمصر، وبرعوا في كثير من الأنشطة التجارية ومنها تجارة القطن، فكانوا أكبر تجار الأقطان في بورصتي "العقود، ومينا البصل"، وفي طليعتهم «خوريمي» و«بناكي» و«سلفاجو لوسكارس» وغيرهم، وظلت شخصيتهم التجارية متميزة فقد كانت الأنواع الشهيرة من قطن" الساكلارايدز"، و"الكسولي" ، خير دليل على خبرة اليونانيين الطويلة بتجارة القطن في مصر.

بل وصل الحد إلى أن أحد الشباب اليونانيين ويدعى خارييلوس جورجيادس أرسل إلى رئيس الديوان الملكي على ماهر باشا في 5 نوفمبر سنة 1937، لإبلاغ الملك فاروق الأول بأن اليونانيين ينتظرون من محطة الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية أن تجعل برنامجها يشمل بعض الأغاني والأدوار الموسيقية اليونانية ولو مرة في الأسبوع.

وحي أرض المحلج ببني سويف هو شاهد على ذكاء ثوار 1919 من أبناء المحافظة كان يسيطر عليه الخواجات من اليونانيين وكان وسطه مساكن خشبية رقيقة التصميم وجميلة الشكل، كانت فى نظر أقرانهم أرضًا شبه أوروبية فهربوا إليها طلبًا للأمان والاحتماء بأسوار المحلج العريق من طوفان الثورة.

كما شهدت أرض محلج خوريمى نوعًا آخر من الجهود الراقية لثوار مارس 1919م فى بنى سويف، فقد اتصل المثقفون من لجنة الإدارة باليونانية هناك وحاولوا كسبهم لقضيتهم، وكان ذلك يوم 22 مارس وحاولوا إقناعهم بالانضمام إليهم فى مظاهرة سلمية ضد إنجلترا للمطالبة باستقلال مصر التى تستضيفهم لكن اليونانين رفضوا وخططوا لمغادرة بنى سويف الغاضبة، ولجأوا بعدها للهرب عن طريق النيل فطاردهم الثوار باللنشات البخارية المسلحة فى عرض النيل وأعادوهم إلى بنى سويف مرة ثانية.

أرض المحلج خاصة، ومدينة بنى سويف عامة، نالت مع هذه الأحداث خصوصية ثورية نادرة، ورغم الإعلان الصادر فى القاهرة للسماح بالمظاهرات السلمية، إلا أن هذه المظاهرات رفضت فى بنى سويف وهكذا انفردت بنى سويف بخوف الإنجليز من أحداثها دون مصر كلها من المظاهرات السلمية لعنف أحداثها الثورية وتصاعدها.