يجري الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوج، جهودا للوساطة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة المعارضة، على أثر الخلافات الإسرائيلية فيما يتعلق بخطة الإصلاحات القضائية لوزير العدل ياريف ليفين.
وفي المقابل، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى استفتاء شعبي على خطة الإصلاحات القضائية للائتلاف الحكومي، مؤكدا أنه لم يشارك في المظاهرات ضد خطة ليفين؛ لضمان عدم جعلها سياسية.
وقال هرتسوج، في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية بـ"تويتر"، إنه "يبذل قصارى جهده من أجل التوصل لاتفاق مقبول للجميع فيما يتعلق بالإصلاحات القضائية المقترحة"، مشيراً إلى أنه "يحاول إيجاد حل للصراع بين الائتلاف الحكومي والمعارضة".
وأضاف: "نحن في خضم صراع عميق يمزق إسرائيل، وهذا الصراع يقلقني ويقلق جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين في الداخل والخارج"، متابعًا: "إن أسس الديمقراطية الإسرائيلية التي تشمل نظام العدالة مقدسة ويجب علينا حمايتها بأي ثمن".
وتابع هرتسوج: "أركز في الوقت الحالي على وظيفتين حاسمتين أعتقد أنهما مفروضتان عليَّ كرئيس للدولة في هذا الوقت، الأولى منع حدوث أزمة قانونية تاريخية، والثانية منع استمرار انقسام الجمهور الإسرائيلي".
واستكمل: "بما أن مقر إقامة الرئيس هو المكان الوحيد الذي لا يزال يحظى بثقة جميع سكان إسرائيل؛ فقد كان مناسباً تماماً التوسط لإيجاد حل مقبول للجميع"، مستطرداً: "أواصل مشاورات مع جميع الأطراف لخلق حوار واسع النطاق، وآمل أن تظهر النتائج".
ومضى بالقول: "لن يُسمح لأي شخص بالمس بمبادئ إعلان الاستقلال أو الخطوط العريضة اليهودية والديمقراطية لإسرائيل، وآمل أن نتمكن من إيجاد الطريقة الصحيحة للخروج من هذه الأزمة الصعبة".
بدوره، دعا لابيد، إلى إجراء استفتاء شعبي على خطة الإصلاحات القضائية للائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو، قائلًا: "من غير المعقول أن نقرر تحويل إسرائيل إلى دولة غير ديمقراطية"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأضاف لابيد: "رأيت ردود فعل قادة التحالف الذين قالوا إن الشعب معنا، الجمهور الإسرائيلي ليس معهم؛ لأن هذا ليس ما قالوه لهم في انتخابات الكنيست الأخيرة"، متابعاً: "هذا ليس إصلاحاً قانونياً؛ ولكن تدميرا لنظام العدالة".
وأكد لابيد، أنه "في حال عدم تمرير خطة وزير العدل الإسرائيلي الخاصة بالقضاء؛ فإن ذلك سيؤدي لأن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية"، مستكملاً: "بما أنني أريد العيش في دولة ديمقراطية فسأقاتل من أجل عدم تمرير تلك الخطة".
وأشار إلى أن "عدم مشاركته في المظاهرات ضد حكومة نتنياهو، جاء بسبب عدم رغبته في تحويلها لسياسية"، متابعاً: "أنا سعيد لأن هذه التظاهرة كانت ناجحة جدًا؛ ولكنها الخطوة الأولى على طريق طويل، وسيكون هناك المزيد من المظاهرات".
من جهته، قال نتنياهو، إن "ملايين الإسرائيليين صوتوا دعماً لإصلاح النظام القضائي"، متابعاً: "قبل عدة أشهر كانت هناك مظاهرة ضخمة نزل فيها الملايين للشوارع من أجل التصويت بالانتخابات وتأييد إصلاح النظام القضائي".
وأضاف نتنياهو، في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته: "سنجري التغييرات اللازمة في النظام القضائي بحكمة ومسئولية، وسنقوم بتغيير النظام وحفظه وعدم تدميره"، حسب قوله.
وأمس السبت، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، في عدة مدن ضد سياسات حكومة نتنياهو، والإصلاحات القضائية لوزير العدل، فيما شارك زعيم معسكر الدولة بيني جانتس لأول مرة في المظاهرات.