عيد محافظة أسوان القومى يعتبر علامة بارزة ومضيئة فى تاريخ مصرنا الحديثة، ويرتبط هذا العيد بذكرى بإفتتاح مشروع السد العالى فى 15 يناير 1971، فقد تم إنشاء هذا الصرح بأيدى مصرية من بناة السد العالى.
وبمناسبة الذكرى الـ 52 لإفتتاح هذا الصرح الهندسى العظيم نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " علي أحد بناة السد العالى وهو الحاج " محمد يوسف محمد " من قدامى العاملين بالسد العالى ومن بناة السد.
السد العالى
وقدم الحاج محمد التهنئة بعيد أسوان القومى للعاملين بالهيئة العامة للسد العالى، مؤكداً فى تصريحات خاصة “ لصدى البلد ” على أن هناك الكثير من كواليس إنشاء أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، فالسد العالى هو الذى حمى مصر من جفاف المياه في السبعينات ، ومن الفيضانات المتراكمة في الثمانينات حيث كان يعمل به 25 ألف مهندس وخبير وعامل خلال فترة إنشاؤه.
فالسد العالى الذى أنشئت عليه الصناعات الثقيلة المختلفة كالحديد والصلب ، ومجمع الألمونيوم ، على سبيل المثال لا الحصر ، وغير مصر من رى الحياض إلى الرى الدائم ، ويعتبر كلية تخرج منها العامل الماهر والخبير في مهنته ، والسد العالى له شهداء ، ويجب تكريمهم ، وتصميم نصب تذكارى لشهداء السد العالى لأهميته في أنه لا يقل عن شهداء القوات المسلحة والشرطة ، وتم وفر المياه التي إستخدمت في حرب أكتوبر العظيمة ، والسد العالى يعتبر نبراساً للقومية العربية ، وأظهر تلاحم الشعب في المواقف الصعبة.
وأشار بأن بناة السد وقفوا خلف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وحالياً أبناء السد العالى وقفوا ويقفوا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق المزيد من جهود التنمية والخير والرخاء ، فالسد العالى يعتبر مفخرة بكل المقاييس للشعب المصرى ، ويتباهى به الجميع أمام العالم.
العيد القومى
فالسد العالى أقيم في أسوان الحضارة ، وأصبح قبلة للسياح من جميع دول العالم ، والسد العالى شامخ وراسخ ، ويخرج أجيال بعد أجيال ، وهو مثال حى للوطنية ، وهنا أناشد الشباب والكبار بأهمية الإلتفاف حول مسئولي الدولة ، والبعد عن أي محاولات لخرق وحدة الصف لعبور المرحلة الحالية على خير.
وأكمل محمد يوسف بأننا نحن الآن سلمنا الراية لأبنائنا وأولادنا من الجيل الحالي ليستكملوا رسالتنا المتمثلة في الحفاظ على مشروع السد العالى ، الصرح العظيم الذى غير وجه الحياة ليس لمحافظة أسوان فقط ، بل لمصرنا الحبيبة كلها ، لما حققه من إضافة نحو 2100 ميجاوات من الكهرباء للشبكة القومية الموحدة ، بجانب أن السد العالى ساهم في الترويج السياحى لأسوان ، لأنه تم وضعه على البرامج السياحية لإستمتاع الأفواج السياحية بهذا الصرح العظيم .
وعن أبرز الأحداث التى عاصرها، وكان الحاج محمد شاهد عيان عليها أثناء مراحل إنشاء السد العالى هو أنه كان هناك شهداء من زملاؤه ، وكانوا يحملون أراواحهم على أيديهم ، كما أنهم كانوا يحملون جثث الشهداء من زملاءهم ، ويقومون بدفنها في المقابر ، ثم يعودون مرة أخرى لإستكمال منظومة العمل مرة أخرى .
وتابع محمد يوسف مشروع السد العالى يمثل قيمة وطنية كبيرة ، ونحن جميعاً كنا نفنى أجسدانا في سبيل خدمة السد العالى ، فهى بحق كانت ملحمة وطنية بمعنى الكلمة من الجد والإجتهاد والإنجاز ، لنحقق هذا الحلم ، ويظل السد العالى صرحاً شامخاً لأمد الدهر .