خبراء تعليم لصدى البلد :
- المرونة في عقد الامتحانات للطلاب الموهوبين حال تعارض مواعيد امتحاناتهم
- المدارس هي البيئة الأولي لاكتشاف الموهوبين
- يمكن اكتشاف الموهبة لدى الأطفال منذ السنوات المبكرة من حياتهم
تهتم الدولة المصرية باكتشاف ورعاية الموهوبين والمتميزين في جميع المجالات في المدارس والجامعات.
وقال الدكتور عاصم حجازى، أستاذ علم النفس التربوي المساعد ومدير مركز القياس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة: “يعتبر الموهوبون ثروة بشرية لا تقدر بثمن، وعليهم تعقد الآمال في تسريع عجلة التنمية والأخذ بيد المجتمع إلى المستقبل بخطوات سريعة”.
وأضاف الدكتور عاصم حجازي، في تصريح لـ"صدى البلد": “ما يجب أخذه في الاعتبار، أن الموهبة فطرية ولكن البيئة والظروف المحيطة قد تساعدها على الظهور والنمو، وقد تؤدي هذه العوامل البيئية إلى كبتها والقضاء عليها، ومن هنا تبرز أهمية التدخل للكشف عن هذه المواهب ورعايتها”.
وأوضح أن المرحلة الأساسية في برنامج رعاية الموهوبين هي مرحلة اكتشافهم، وهي مرحلة في حد ذاتها مقسمة إلى مرحلتين؛ المرحلة الأولى مرحلة الترشيح، وذلك من خلال ملاحظة الخصائص السلوكية للموهوبين سواء الجسمية أو العقلية أو الانفعالية، والمرحلة الثانية تعتمد على استخدام الاختبارات المقننة كاختبارات الذكاء والتفكير الابتكاري وغيرها.
وتابع: “يتطلب ذلك تدريب المعلمين على عملية التشخيص والاكتشاف هذه من حيث الإلمام الكافي بالخصائص السلوكية للموهوبين، ويمكن أن يكتفى بذلك للمعلمين على أن يتم تفعيل دور الأخصائي النفسي في المدارس للقيام بالمرحلة الثانية، وهي مرحلة الاختبارات المقننة للوصول بشكل صحيح إلى الموهوبين تمهيدا لتقديم البرامج المناسبة لرعايتهم”.
وأشار إلى أنه فيما يخص رعاية الموهوبين، فمن الضروري إعادة هيكلة النظام التعليمي والسماح فيه بقدر أكبر من المرونة، وذلك حتى يمكن التوسع في تطبيق برامج الإسراع، والتي تسمح للطالب باجتياز المرحلة التعليمية في عدد أقل من السنوات وفقا لقدراته.
وأكد “حجازى” كذلك ضرورة تفعيل نظام الإثراء (ما يقابل المستوى الرفيع)، حيث يجب عودته مرة أخرى للنظام التعليمي إنصافا للموهوبين، هذا فيما يخص بنية النظام التعليمي نفسه، وفيما يخص التسهيلات الأخرى يجب التوسع في إقامة وتطبيق الأنشطة المختلفة والحرص على تعددها وتنوعها والتخطيط لممارستها بشكل جيد ودعم هوايات الطلاب ونشاطاتهم وتحفيزهم وإتاحة الفرصة الكاملة لهم لإظهار مواهبهم وتقديم الدعم المادي والتربوي المناسب لتنمية هذه المواهب، ويجب أن تكون الأسرة شريكا أساسيا في برامج رعاية الموهوبين، كما أنه يجب عقد دورات تدريبية للأسر لتوعيتهم بأساليب التنشئة الأسرية الداعمة للموهبة.
وذكر أنه على مستوى طرق التدريس، فإن الموهوبين يحتاجون إلى طرق تدريس غير تقليدية قائمة على البحث والاكتشاف وتتحدى قدراتهم بقدر مناسب، بحيث تثير حماستهم، حيث إن الطرق التقليدية قد تتسبب في شعورهم بالملل والإحباط والعزوف عن المشاركة، وينبغي الانتباه إلى أن فئة الموهوبين يوجد بينها من يعانون من صعوبات التعلم أو التوحد أو التأخر الدراسي، فلا يعني كون الطالب موهوبا أنه متفوق بالضرورة، فهذا مفهوم خاطئ ويجب الحذر منه عند البحث عن الموهوبين ورعايتهم.
وفى نفس السياق ، كشف الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي واستاذ بكلية تربية جامعة عين شمس ، ما هي الالية الصحيحة لاكتشاف هؤلاء الطلاب ورعايتهم .
وقال الدكتور تامر شوقى خلال تصريح لصدى البلد ، لا شك أن الدول المتقدمة لا تقوم علي أكتاف الناجحين فقط بل تقوم علي أكتاف الموهوبين والمبدعين والمتميزين في كافة المجالات، ومن هنا يأتي اهتمام الدولة المصرية وعلي رأسها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإكتشاف ورعاية الموهوبين والمتميزين في مختلف المجالات. وتعد المدارس هي البيئة الأولي لاكتشاف الموهوبين ولك لعدة أسباب منها أنها المؤسسة الوحيدة التي:
1. تستوعب جميع الأطفال في المجتمع بدون تمييز وبلا مقابل مادي بما يسمح بتوسيع قماشة اختيار الموهوبين منهم .
2. تضم متخصصين قادرين علي اكتشاف الموهوبين في كافة المجالات ( سواء اللغوية من خلال معلمي اللغات، أو الرياضية من خلال معلمي التربية الرياضية، أو الموسيقية من خلال معلمي التربية الموسيقية، أو الفنية مثل الرسم من خلال معلمي التربية الفنية ).
3. يستمر فيها الطفل معظم سنوات حياته ( حوالي 12 عاما) مما يسمح بتتبع نمو موهبته وتنميتها عبر تلك السنوات .
4. تستطيع اكتشاف الموهبة لدي الأطفال منذ السنوات المبكرة من حياتهم مما يسمح بصقلها فيما بعد وذلك علي عكس ما اذا تم اكتشاف تلك المواهب في سن متأخر، أو لم يتم اكتشافها من الأساس .
5. تسمح للطفل بممارسة مواهبه واستخدامه للأدوات اللازمة المتصلة بها بالمجان وبدون اي مقابل
6. يمكن أن توافر للطفل التوقيت المناسب لممارسة موهبته دون ان تتعارض مع مواعيد الامتحانات .
و أشار إلى أن بعض الاليات الصحيحة لاكتشاف هؤلاء الطلاب ورعايتهم تتمثل فى :
1. توفير معلمين متخصصين علي مستويات عالية من الكفاءة والتدريب الذين يمكنهم اكتشاف الطلاب الموهوبين في كافة المجالات ( سواء لغوية، أو علمية، أو رياصية، أو موسيقية أو فنية ) وخاصة في السنوات الأولي من حياة الطفل في المدرسة .
2. تيسير التواصل بين أولياء أمور الطلاب الموهوبين وإدارة المدرسة بما يسمح بتوفير الظروف التي تعمل علي تنمية مواهب أطفالهم ( مثل توفير أنماط معينة من التغذية الصحية لأولادهم، أو تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ لهم )
3. توجيه أولياء الأمور الي اشراك أولادهم الموهوبين في الأندية ( في حال التفوق الرياضي) او الفرق المسرحية ( حال التفوق الفني) أو قصور الثقافة ( حال التفوق اللغوي).
4. عقد مسابقات متعددة المستويات لاكتشاف الموهوبين علي مستوي المدرسة ثم الإدارة ثم المديرية ثم الجمهورية .
5. منح درجات كحافز للطلاب المتفوقين في المجالات المختلفة .
6. استضافة بعض المتخصصين في مجالات المواهب المختلفة ( سواء من الأندية أو قصور الثقافة أو الفرق المسرحية) بالمدرسة لرؤية هؤلاء الموهوبين علي الطبيعة ومشاهدة اعمالهم، وبالتالي بيسير ضمهم الي تلك النوادي
7. المرونة في عقد الامتحانات للطلاب الموهوبين حال تعارض مواعيد امتحاناتهم مع اشتراكهم مع مسابقات مهمة بما يسمح لهم بدخول الامتحانات مرة أخري بعذر .
8. توعية أولياء الأمور أن موهبة أولادهم سواء الرياضية أو الفنية أو الموسيقية ليست مضيعة لللوقت بل تتكامل مع عملية التعليم.