عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًا، في ختام زيارته اليوم لمحافظة شمال سيناء، بحضور عدد من الوزراء ومحافظ شمال سيناء، ورئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
وأكد رئيس الوزراء، في مستهل حديثه، أنه يعتبر هذا اليوم يومًا تاريخيًا بالنسبة له كمواطن مصري، حيث يتواجد بصحبة ٧ وزراء من الحكومة، بالإضافة إلى محافظ شمال سيناء، ورئيس الهيئة الاقتصادية لتنمية قناة السويس، وقيادة الجيش الثاني الميداني للقوات المسلحة المصرية، لتفقد عدد من مشروعات المحافظة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هذه الزيارة المهمة شهدت تفقد مناطق كثيرة داخل شمال سيناء، بداية من رفح، مرورًا بالشيخ زويد، ووصولا إلى العريش، موضحاً أن التواجد اليوم في هذه المحافظة، وحجم الأعمال والمشروعات المنفذة بها، والقدرة على التحرك بمنتهى الأمان في الطرق والميادين، لم يكن ليتحقق لولا تضحيات آلاف الشهداء من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، الذين سجلوا تضحياتهم على كل شبر من هذه الأرض، وكانوا سببا مباشرا في حجم الحركة التي نشهدها اليوم في تنمية شمال سيناء وسيناء كلها، والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن ما رأوه في شمال سيناء اليوم يدعو للفخر، حيث شاهدوا على امتداد الطريق آثار هجمات الإرهاب البغيض على منشآت حكومية، أو ارتكازات أمنية، تابعة للقوات المسلحة والشرطة، والتي ما زالت تحمل آثاراً لإطلاق الرصاص على واجهات مبانيها، لافتا الى أن الحركة باتت تتم بمنتهى السهولة واليسر، على النحو الذي شهدته الزيارة، من الوصول الى رفح ثم العودة إلى الشيخ زويد والعريش، في رسالة واضحة بأن الدولة المصرية على مدار سنوات سابقة قامت بجهد هائل بكل أجهزتها في تطهير سيناء من الإرهاب، والعمل بالتوازي على تنفيذ مشروعات التنمية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه الجولة بدأت بمدينة رفح الجديدة التي يتم إنشاؤها كبديل لمدينة رفح القديمة، لافتا إلى ان "رفح الجديدة" مع اكتمالها، ستضم أكثر من 10 الاف وحدة سكنية، بالاضافة الى 400 بيت بدوي، وكافة الخدمات المطلوبة في أي مدينة حديثة، موضحا انه تم تفقد الجزء الأول من المرحلة الاولى، والذي يضم ١٤٠٠ وحدة سكنية اكتمل تنفيذها، من إجمالي نحو ٤٥٠٠ وحدة بالمرحلة الأولى، مؤكدا ان المدينة مخططة ومنفذة من خلال رجال القوات المسلحة والهيئة الهندسية والجيش الثاني، على أعلى مستوى لخدمة كل المواطنين المصريين الذين سيكونون موجودين في رفح الجديدة.
وأضاف مدبولي أن الزيارة انتقلت الى مدينة الشيخ زويد، حيث تم تفقد مشروع محطة المحولات التي تخدم المدينة، من خلال تنفيذ وزارة الكهرباء والقوات المسلحة، الذين نجحوا في إنجاز هذا العمل لتكون الشيخ زويد مؤمنة بالكامل بالشبكة الكهربائية، لافتا الى أنه بالانتقال إلى مدينة العريش، تم تفقد عدد كبير من المشروعات، بداية من جامعة العريش التي تضم ١١ كلية و ٧٣٠٠ طالب، من أهالي شمال سيناء، وكانت فرصة للقاء شباب مميز من شمال سيناء، الذين يتلقون التعليم على أعلى مستوى بالجامعة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن محافظة شمال سيناء وحدها غدت تضم ٥ جامعات؛ سواء حكومية أو أهلية أو تكنولوجية أو خاصة، بما يكشف اهتمام الدولة بالتعليم وبناء المواطن المصري، في هذه الرقعة العزيزة من أرض مصر، موضحا أيضا أن زيارته شملت تفقد المحكمة الابتدائية بشمال سيناء، والتى كانت مبنى قائما، وتمت إعادة تجهيزه، لبدء تشغيله خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي : هنا أود التأكيد على أن جميع الأسر المصرية ضحت بأبنائها من كل الفئات، وعلى جميع المستويات، وربما لا يعرف الكثيرون أن الشقيق الأصغر لوزير العدل كان يعمل قاضيا في هذه المحكمة، واستشهد في العام ٢٠١٥ في إحدى الهجمات الإرهابية، واليوم ومعي وزير العدل نقوم بتفقد إحدى القاعات التي تم إطلاق اسم أخيه الشهيد عليها، وهي بمثابة رسالة قوية لكل المصريين مفادها أن مصر لا يمكن أن تنسى أبناءها من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم، وهو ما نراه جميعا في كل مكان، فكل الميادين بأسماء الشهداء وكذا الشوارع، حتى تظل ذكرى هؤلاء الشهداء وأن يتم تذكر غلاوة الدم الذي دفع في هذا المكان.
وأضاف: انتقلنا بعد ذلك للمشروعات التنموية الكبرى وتفقدنا ميناء العريش، الذي لم يكن سوى مجرد ميناء صغير، لم تكن تتجاوز مساحته ٥٠ فدانا، وفي إطار رؤية شاملة لتنمية سيناء، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بأن يتم تطويره ليكون ميناء دوليا على أعلى مستوى، فتمت إضافة ٥٤٠ فدانا له، وهو ما يعادل ١١ ضعف المساحة السالف ذكرها، ويجري الان تطوير ارصفة بطول يتجاوز ٢.٥ كم، وتم الانتهاء بالفعل من تطوير نصف هذه الأطوال، شاملة الخدمات التي ستقدم عبر هذه الأرصفة، وكان هذا الميناء يستخدم فقط للصيد وتصدير الملح، واليوم سيكون هذا الميناء واجهة بحرية مهمة للغاية لتصدير جميع المنتجات والصناعات الكبيرة التي يجري إنتاجها في شمال سيناء، وتشمل أعمال تطوير الميناء، تعميق الغاطس من ٧ امتار إلى ١٣مترا، موضحا ان الأرصفة التي يتم تطويرها والخدمات اللوجستية التي ستقدم عبر الميناء ستكون نهضة حقيقية لمحافظة شمال سيناء ومدينة العريش، كما ستوفر فرص عمل كبيرة لأهالينا في هذه المدينة.
وتابع: تفقدنا مستشفى العريش، ورأينا حجم التطوير الجاري بها، وكذا مستوى الخدمات المقدمة بها، والمباني الجديدة المقرر إنشاؤها خلال الفترة المقبلة حتى نستطيع رفع مستوى الخدمة وتقديم ذات الخدمة التي يتلقاها المواطن في كل ربوع مصر.
وأضاف: تفقدنا عددا من مشروعات الإسكان سواء رفع الكفاءة أو الإنشاء والتطوير التي تتم في مدينة العريش، ومنها مشروع رفع كفاءة وإعادة إنشاء مشروع للإسكان التعاوني، وهو مشروع قديم ومتهالك وكان يمثل خطورة داهمة على المواطنين، ومن هنا جاء تدخل الدولة لإعادة إنشاء هذا المشروع بالكامل ورفع كفاءته.
وقال: كما تفقدنا مشروعين مهمين للغاية وتقريبا دخلا مرحلة التشغيل التجريبي الخاصة بهما، تمهيداً لافتتاحهما من جانب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ويتمثلان في محطة الكهرباء الرئيسية بحي المساعيد، ومحطة تحلية مياه البحر، مشيرا إلى أن محطة الكهرباء هي المسئولة عن توليد الكهرباء ليس فقط لمدينة العريش بل لمختلف مناطق المحافظة، وذلك بطاقة تشغيل مبدئية تقدر بـ 350 ميجاوات، تصل إلى 700 ميجاوات خلال الفترة القليلة القادمة، موضحاً أن الدولة تستهدف من خلال إقامة هذه المحطة إحداث تنمية حقيقية بمحافظة شمال سيناء، وتلبية الاحتياجات والمتطلبات المستقبلية لمختلف القطاعات من صناعة وزراعة وتجارة، وغيرها من مختلف أوجه التنمية التى ستتم على هذه الأرض الغالية.
وفيما يتعلق بتفقد محطة تحلية مياه البحر، أوضح رئيس الوزراء أن هذا المشروع يُعد من المشروعات الضخمة، حيث إنه من المقرر مع اكتمال إنشائها أن تصل طاقتها الاجمالية إلى 300 ألف م3/يوم، يستفيد منها نحو 1.5 مليون مواطن، لافتا إلى أن المرحلة الأولى منها والتي بدأ التشغيل التجريبي لها تصل طاقتها الإجمالية إلى 100 ألف م3/يوم، تكفي قاطني محافظة شمال سيناء، مؤكداً أن استكمال باقي مراحل المحطة يأتي بهدف تلبية متطلبات التنمية المستهدفة في المحافظة.
وأكد رئيس الوزراء أن ما تم تفقده اليوم من مشروعات تنموية وخدمية، يعتبر مشروعات قومية ضخمة يتم تنفيذها بمختلف المناطق على أرض سيناء الغالية، وتستثمر بها الدولة عشرات بل مئات المليارات، وذلك تحقيقاً لأوجه التنمية الحقيقية على هذه البقعة الغالية، التى شهدت العديد من التضحيات من مختلف ابناء الوطن.
ولفت رئيس الوزراء إلى القرار الحكيم الذى أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بأن عملية مكافحة الارهاب، تتم بالتوازي مع عملية التنمية، قائلا: "خلال السنوات الماضية كنا نحارب الارهاب ولم نتوقف عن تنفيذ المشروعات القومية الكبرى"، مضيفاً أنه كان من الممكن وفقا للتفكير العادي وقف عمليات التنمية لحين الانتهاء من الارهاب، وهو ما كان سيفقدنا انجاز مشروعات خلال مدة السنوات الاربع الماضية، فضلا عن التكلفة المضاعفة لهذه المشروعات، لو كان بدء تنفيذها من اليوم.
وأكد رئيس الوزراء أن المشروعات المستهدفة تم انجازها، وجاهزة لخدمة مختلف أوجه عمليات التنمية فى محافظة شمال سيناء.
وقدم رئيس الوزراء، خلال حديثه، الشكر لكل رجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة، وكذا المواطنين من مختلف انحاء الجمهورية، وخاصة من أهالى محافظة شمال سيناء، حيث قدموا أرواحهم أو اصيبوا جراء الأعمال الارهابية الغاشمة التى شهدتها المحافظة على مدار الفترة السابقة، قائلا:" لولا هؤلاء الابطال والمواطنين الشرفاء، ما كنا نقف اليوم هنا على هذه الأرض الغالية".