يكثر البحث مع دخول وقت الفجر عن دعاء وذكر لقضاء الحاجة وزيادة الرزق، حيث وردت كلمات وأذكار وأدعية من شأنها أن تقضي حاجتك وتزيد رزقك، كما أن لها مفعول يفوق السحر في تحقيق ما لا يتخيله بشر.

وفي أفضل أوقات اليوم من الدعاء، ينزل المولى تبارك وتعالى فيستجيب لداعٍ وسائلٍ ومستغفرٍ، فما بالك أيها المسلم بمن بدأ دعاؤه واختتم صلاته وذكره بالصلاة والسلام على الحبيب المصطفى فهو أحق أن يوسع الله رزقه ويقضي حاجته ويكشف همه وغمه بل ويكتب له شفاعة أشرف الخلق وسيدهم يوم القيامة.

صلاة لقضاء الحوائج المستعجلة والرزق

والصلاة على النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم هي صلاة مفروضة ومأمور بها في الكتاب والسنة، ولأجرها يصعب الحصر والعد، فقد أمر المولى تبارك وتعالى أمة نبيه المصطفى أن يصلوا عليه، ولم يحدد لتلك الصلاة موعد أو شروط فهي مقبولة من الكافة ودون الحاجة لوضوء وليس لها أوقات كراهة أو نهي.

أمر الله تعالى الأمة بالصلاة على النبي بقوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

وجاء من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللهَ اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَي: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» رواه الترمذي واللفظ له، والحاكم وصححاه.

ويقول الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضى الله تعالى عنهما : " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهِ صَلَاةً إِلَّا وَهِيَ تَبْلُغُهُ يَقُولُ له الْمَلَكُ: فُلَانٌ يُصَلِّي عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا صَلَاةً ".

هل تقبل الصلاة على النبي من الفاسق والمنافق؟.. علي جمعة يجيب

دعاء النبي عند ضيق الرزق .. ردده يرزقك الله من حيث لا تحتسب

أقل ما يقال للصلاة على النبي يومياً

ويبين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فضل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث إنها من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومهما كان الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو قليل بالنسبة إلى عظيم حقه ورفيع مقامه عند ربه.

قال العلماء: أقل الإكثار ألف مرة، وقيل أقله ثلاثمائة، وألَّف في ذلك العلامة المتَّقي الهندي كتابه الماتع "هداية ربي عند فقد المربي" تعرض فيه للأوقات التي يُفْتَقَدُ فيها الشيخ المربي والمرشد إلى الله تعالى وأن واجب الوقت حينئذٍ يكون هو الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحيث يصلي المسلم عليه ألف مرة كل يوم على الأقل.
وقد ورد في ذلك حديث مرفوع عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي يَوْمٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ» أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" والضياء في "الأحاديث المختارة"، وهو وإن كان ضعيف الإسناد إلا أنه يؤخذ بمثله في فضائل الأعمال.

ولفت إلى أنه بالجملة فكل إكثار في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو قليل بالنسبة إلى عظيم حقه ورفيع مقامه عند ربه، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ» رواه ابن ماجه وأحمد واللفظ له، وحسنه المنذري وابن حجر.

وشدد: لم يزل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم علامةً مميزة لأهل السنة والجماعة على مر القرون كما يقول الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين عليهما السلام: "عَلامَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ: كَثْرَةُ الصَّلاةِ عَلَى رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ" رواه أبو القاسم التيمي في "الترغيب والترهيب".

4 كلمات تقضي حاجتك وتزيد رزقك

ومما يقال في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من صيغ ما يلي:

1- الصيغة الإبراهيمية الواردة في التحيات من الصلاة:"اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد".

2- اللهم ﺃﺑﻠﻎ ﺳﻴﺪﻧﺎ ومولانا محمدا سلاما تاما وصلاة كاملة وأبلغه حبا قلبيا ظاهرا لاتصل دائما ﺑﻨﻮﺭﻩ وكماله اللَّهُمَّ اطْوِ لِسَانِي بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَكُونَ لِي فِي كُلِّ نَفَسٍ بِقَدْرِ ذَرَّاتِ الْعَوَالِمِ كُلِّهَا الْسِنَةٌ تُصَلِّ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَسَلَّمَ بِكُلِّ لُغَاتِ خَلْقِكَ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْفَرْشِ مِنْ بَدْءِ الْبَدْءِ إِلَى مَالا نِهَايَةَ لِكَمَالِ اللهِ وَبَقَائِهِ حَتَّى أَنْغَمِسَ في أَنْوَارِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَأَكُونَ نُورًا كُلِّيًا رُوحَا نِيًّا أَسْتَمِدُّ مِنْهُ الْعِلْمَ وَالْفَهْمَ وَالْحِكْمَةَ وَالرَّشَدَ وَصَلاحَ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالأَخِرَة، فَاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الزَّكِيِّ صَلاتَكَ الدَّائِمَةَالأَزَلِيَّةَ الأَبَدِيَّة وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ .

3- اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. صَلاَةً دَائِمَةً بَاقِيَةً إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى نَجِدَهَا وِقَايَةً لَنَا مِنْ نَارِ الْجَحِيمِ. وَمُوَصِّلَةً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى دَارِ النَّعِيمِ وَرُؤْيَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا عَظِيمُ.

4- اللهم صل صلاة كاملة، وسلم سلاما تاما، على سيدنا محمد النبي الأمي، الذى تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب، وحسن الخواتم، ويستسقى الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه عدد كل معلوم لله.

5- اللهم صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد، وعَلَى سيدنا آلِ مُحَمَّد في الأَوَّلِينَ وَفي الآخِرِينَ، وَفِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.

6- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، عدد ما في علم الله، صلاة دائمة بدوام ملك الله.

7- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، عدد كمال الله وكما يليق بكماله، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇملأ ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺒﺎ للصلاﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺷﻮﻗﺎً ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺣﺒﺎً ﻳﻮﺻﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﺸﻘﺎ ﻳﻮﺻﻠﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺻﻠﺔ ﻻ ﺃﻧﻔﺼﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻴﻪ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله، عدد حروف القرآن حرفا حرفا، وعدد كل حرف ألفا ألفا، وعدد صفوف الملائكة صفا صفا، وعدد كل صف ألفا ألفا، وعدد الرمال ذرة ذرة، وعدد كل ذرة ألف ألف مرة.

8- اللهم إن في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي حلمك ما يسد الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم عفوك وسعة حلمك وفيض كرمك، نسألك أن تدبرنا بأحسن التدابير، وتلطف بنا وتنجينا مما يخيفنا ويهمنا، فلا نضام وأنت حسبنا، ولا نفتقر وأنت ربنا، فأصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بك.

عجائب الصلاة على النبي

1. امتثال أمر الله بالصلاة عليه.
2. موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه.
3. موافقة الملائكة في الصلاة عليه.
4. حصول عشر صلوات من الله تعالى.
5. أن يرفع له عشر درجات.
6. يكتب له عشر حسنات.
7. يمحى عنه عشر سيئات.
8. ترجى إجابة دعوته.
9. أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم.
10. أنها سبب لغفران الذنوب وستر العيوب.
11. أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه.