EN
نشاط مكثف قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ بداية العام الجديد، تضمن افتتاح عددا من المشاريع التنموية واحتفالات بعيد الميلاد المجيد وأيضاً تقديم عدد من المبادرات لدعم المواطنين.
وحرص الرئيس السيسي على توجيه العديد من رسائل الطمأنة إلى المصريين بشأن بعض القضايا والملفات التي تؤرقهم، والتي نتجت عن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، ومن قبلها وباء كورونا الذي اجتاح العالم في 2020.
فلسفة إدارة الأزمة
وقال الرئيس السيسي خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية في سوهاج يوم 5 يناير 2023: "في مصر واجهنا ولا نزال هذه التداعيات بثبات وقوة مستفيدين من خطوات الإصلاح الاقتصادي التي شرعنا فيها وانعكست أثارها على قدراتنا في مواجهة تلك الأزمة العالمية، وكانت فلسفة إدارة هذه الأزمة قائمة في المقام الأول على بذل الجهود لتقليل أثارها المباشرة على المواطن من خلال تنفيذ سلسلة متكاملة من إجراءات الحماية الاجتماعية والعمل على تقليل أثار موجات التضخم التي ضربت العالم وألقت بظلالها علينا جميعًا".
وأضاف الرئيس السيسي: "أؤكد لكم بكل صدق وتجرد أننا ورغم كل الصعاب سنمضي معًا ليس فقط لعبور الأزمة، ولكن لصناعة مستقبل باهر بإذن الله يليق بتضحياتنا ونفتخر ونحن نقدمه للأبناء والأحفاد".
وطمأن الرئيس السيسيl المصريين خلال تقديم التهنئة إلى البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وأقباط مصر بمناسبة عيد الميلاد المجيد في 6 يناير 2023، بأن الدولة تسير بخطى ثابتة، رغم الأزمة العالمية.
وقال الرئيس خلال قداس عيد الميلاد من داخل كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة: "أنا بوجه كلامي لكل المصريين اللي شايفيني فالبيوت دلوقتي، وبقولكم متخافوش لسببين؛ السبب الأول: هو إن ربنا اللي خلقنا كلنا موجود"، متسائلاً "هل هو هيسيب مصر يعني؟"، متابعا: "أما السبب الثاني أننا كدولة الحمد لله ماشيين كويس جداً، مطالباً من المواطنين عدم القلق وعدم الالتفات إلى الشائعات التي يتم ترديدها".
وأكد الرئيس السيسي، أن الأزمة العالمية تأثيراتها ضخمة، لافتا إلى أن "الدنيا بعد الأزمة هتبقى مختلفة والأزمة الاقتصادية هتأثر كتير لو استمرت الحرب القائمة هذه السنة وأكتر".
وقال السيسي: "أنا شايف وسامع كويس أوي إن الناس قلقانة عشان خايفين عليها"، متابعا: "أنا مبسوط إنكم خايفين عليها بس متخافوش، إحنا الحمد لله ماشيين كويس جدا، وإن كنا بنعاني بس منخافش ومتقلقش، وناس كتير بتتكلم من غير ما تكون فاهمة، ولو في حاجة هعملها هقولكم"، موجهاً سؤالا للمصريين، قائلا: "هي مصر لو تعبت هنتخلى عنها؟".
عدم الالتفات للشائعات
كما بعث السيسيl رسائل طمأنة للمواطنين على أوضاع الدولة المصرية وعدم الالتفات للشائعات، قائلًا: "يا جماعة اسمعوا مننا مش علشان إحنا أصدق من غيرنا، ولكن مدركين لحجم التحدي أكثر من غيرنا، والبيانات والحلول بتبقى مطروحة من الدولة، وبالتالي أي اجتهاد من الآخرين ليس مكروه ولا مرفوض ولكن بيعمل بلبلة ويزعج الناس".
,جاء ذلك خلال كلمة للرئيس بالمؤتمر الأول للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في 9 يناير، مضيفا أن الظروف الموجودة في العالم تضغط على الأوضاع داخل الدول، وبالتالي هذا يضغط على الناس، متابعا: "لو أنا النهاردة خوفتكم النتيجة إيه؟ هل لمصلحتكم؟، لأ، هل إحنا منقدرش كدولة وشعب نصمد قدام أي تحدي ولا إيه؟!".
وأكمل السيسي في حديثه للمصريين، قائلا: "لو مصر ظروفها صعبة هنتخلى عنها؟ أنا بكلمكم كلهم، ولو ظروف مصر صعبة أهل مصر هيتخلوا عنها؟، هو إحنا دخلنا حروب وضيعنا فيها أموال مصر، ولا إحنا دخلنا مغامرات ضيعنا فيها أموال مصر؟، الحرب دي مش بتاعتنا والأزمة مش بتاعتنا، ولكن مصر بتدفع ثمن زي كل دول العالم".
وقال الدكتور صبري الجندي الكاتب الصحفي مستشار وزير التنمية الأدارية الأسبق، إن النشاط والظهور المكثف للرئيس السيسي في الفترة الأخيرة كان أمراً مطلوبا، حيث إن هناك حالة من القلق يشعر بها المواطنون في مصر وتجعلهم يصدقون الشائعات ويستمعون للمعلومات المغلوطة وغير الصحيحة، وبالتالي ظهور الرئيس برسائل طمأنة للمواطنين في أكثر من احتفالية خاصة في ذلك التوقيت هو أمر غاية في الأهمية.
وأضاف الجندي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": إننا لا ننكر أن هناك أزمة في مصر حتى أن الرئيس اعترف بنفسه بذلك، حيث إنه قال إن هناك "أزمة اقتصادية تمر بها البلاد مثلها مثل باقي دول العالم نتيجة وباء كورونا والأزمة الروسية الاوكرانية، والتي يشعر بها المواطنون".
وتابع: رسائل السيسي جاءت للطمأنة ولكي يهدأ المواطنون في مصرk حتى إنه عندما قال: "بطلوا هري"، قالها بصيغة المداعبة للمواطنين المصريين ولم يكن الهدف التقليل من قلق المصريين أو التقليل من حجم الأزمة و"هذه الرسائل جاءت في توقيتها الصحيح والمطلوب".
مشروعات واقعية
وأردف: الرئيس السيسي قام مؤخراً بافتتاح عدد من المشروعات التنموية بسوهاج في ظل الأزمة العالمية وبالتالي هذا يبعث رسائل هامة مفادها أن الحياة مستمرة ولا تتوقف بالرغم من الازمات العالمية، فضلاً عن أن الدولة مستمرة وستستمر في كل خطط التنمية الموضوعة والتي يتم تنفيذها.
واختتم الجندي: "أما عن المشروعات التي لم يتم العمل بها بعد والتي تحتاج لعملات أجنبية هي فقط التي سوف تؤجل، ولكن المشروعات التي يتم العمل بها الآن مستمرة؛ لإحداث التنمية الشاملة في مصر".
