قالت جماعة يهودية مناهضة للصهيونية إن وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن جفير لديه 'موقف استيطاني متطرف'. ويخوض بن جفير نزاعًا مستمرًا مع جماعة ناطوري كارتا بشأن رفع الأعلام الفلسطينية ولقاء الجماعة اليهودية المعادية للصهيونية والحريديم مع زعيم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وتعد جماعة ناطوري كارتا حركة يهودية حريدية ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل. تعدادهم يقارب 5000 ويتواجدون في القدس المحتلة ولندن ونيويورك.

بن جفير متطرف

وقال متحدث باسم ناطوري كارتا إن بن جفير لديه "موقف استيطاني متطرف" ردا على دعواته لترحيل بعض أعضاء جماعته من إسرائيل.

ففي 1 يناير، نشرت جماعة ناطوري كارتا مقطع فيديو يظهر جنودا إسرائيليين يزيلون العلم الفلسطيني من حي ميا شعاريم في القدس المحتلة.

وسكان ميا شعاريم هم في الغالب من اليهود الأرثوذكس المتطرفين، المعروفين أيضًا باسم الحريديم، الذين يعيشون في مجتمعات منعزلة نسبيًا ومنفصلة عن المجتمع الإسرائيلي. معظمهم لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي، على سبيل المثال.

بعد ذلك، في 5 يناير، تم إطلاق سراح السجين الفلسطيني كريم يونس من سجن إسرائيلي وتم استقباله بالأعلام الفلسطينية عندما عاد إلى منزله شمال الأراضي المحتلة بمنطقة يسكنها في الغالب عرب.

وردا على ذلك، أمر بن جفير يوم الإثنين الشرطة بتمزيق الأعلام الفلسطينية المعروضة في الأماكن العامة، على الرغم من أن رفع العلم أمر قانوني.

وتوجه بعض أعضاء جماعة ناطوري كارتا يوم الاثنين إلى مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة للقاء زعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني بسام السعدي. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن ناطوري كارتا التقطت صورة لها وهي تحمل الأعلام الفلسطينية خلال الاجتماع.

وخاضت حركة الجهاد الإسلامي حربًا ضد إسرائيل في أغسطس من العام الماضي.

وغرد بن جفير "إلى سوريا!" بالعبرية ردًا على صورة ناطوري كارتا في جنين، ما يشير إلى وجوب ترحيل المجموعة من الأراضي المحتلة.

تاريخ بن جفير وناطوري كارتا

في الوقت نفسه، غرد إيتاي بلومنتال، مراسل الإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس الأربعاء أن أعضاء ناطوري كارتا الثلاثة الذين التقوا مع حركة الجهاد الإسلامي يخضعون لتحقيق الشرطة بزعم دخولهم جنين بشكل غير قانوني. وجنين جزء من المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

من جهتهم، قالت جماعة ناطوري كارتا إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معادية لهم.

وقال دوفيد فيلدمان، المتحدث باسم ناطوري كارتا المقيم في نيويورك، في تصريحات صحفية: "يتظاهر بن جفير بأنه متدين وفي نفس الوقت لديه موقف استيطاني متطرف.. هذا أسوأ بكثير مما كان عليه من قبل."

بن جفير هو أيضًا يهودي أرثوذكسي، لكنه، على عكس ناطوري كارتا، يؤمن بالصهيونية الدينية.

ولدي بن جفير تاريخ طويل في انتقاد ناطوري كارتا. ففي عام 2021، دعا إلى طردهم من الأراضي المحتلة بسبب قيام المجموعة بإحراق الأعلام الإسرائيلية. كما وصفهم بـ "الأعداء" في تغريدة عام 2019.

وتعارض ناطوري كارتا قيام دولة إسرائيل المحتلة لأسباب دينية، معتبرة أن اليهود ممنوعون من إقامة دولة في المنطقة حتى يأتي المسيح.