استيقظت بورسعيد أمس، الثلاثاء، على جريمة بثّت الرعب في نفوس المواطنين، عقب قيام مسجل خطر مفرج عنه حديثا بإطلاق النار العشوائي على أحد محال قطع غيار السيارات بمنطقة بنك الإسكان فى حى الضواحى بمحافظة بورسعيد، لخلاف مع أصحاب المحل.
رعب في بورسعيد
وظل المسجل يطلق النار عشوائيا، ما أصاب المواطنين بحالة من الذعر والخوف الشديد، حتى لحقت به قوات قسم شرطة الضواحى بقيادة العقيد محمود بداية، مأمور القسم، والرائد أحمد مسعد، رئيس مباحث القسم، لتصيبه بـ3 طلقات وألقت القبض عليه وضبطت السلاح الآلى بحوزته.
بدأت قصة المسجل خطر "م. ا"، عندما كان شابا صغيرا أراد العمل فى تهريب بضائع المنطقة الحرة من المنافذ الجمركية بمحافظة بورسعيد، مستغلا مقابر بورسعيد القريبة من المنفذ ليختبئ بها ويراوغ ضباط المنافذ والموظفين من خلال توقيت مناسب يستطيع فيه الهروب بما يحمله من بضائع.
تهريب المخدرات
ومع ذيوع صيت مسجل بورسعيد فى استغلال المقابر للتهريب، بدأت قيادات الأمن توجه مأموريات لمسح المقابر بحثا عن ذلك الشاب دون جدوى لدراسته مخارج ومداخل المقابر واستطاعته الفرار من الحملات الأمنية.
وبمرور الأيام وتغير القيادات، بدأ صيت مسجل بورسعيد يكبر تدريجيا حتى بنى لنفسه امبراطورية فى عالم التهريب لقب خلالها بـ"الأسطورة".
واقعة قميص النوم
وتملك الغرور من مسجل بورسعيد، فظن أنه أقوى من رجال الشرطة وامتد نشاطه إلى البلطجة ونشر الفزع في قلوب الأهالي، حتى وقع في مشاجرة مع عصابات مسلحة ذات مرة بعد أن أعدوا له كمينا “ولبسوه قميص نوم”، وزفوه فى بورسعيد بأكملها، وصدر له وقتها خطاب اعتقال في عهد الرئيس السابق مبارك أثناء ولاية زكى بدر لوزارة الداخلية.
واستمرت الأجهزة الأمنية فى ملاحقة مسجل بورسعيد الخطر كلما عاود نشاطه الإجرامي فى البلطجة عقب إخلاء سبيله فيتم ضبطه واعتقاله مجددا.
وحاول مسجل بورسعيد إثبات استمرار سطوته رغم تكرار اعتقاله، فقام بالتعدى على مواطن داخل قسم الشرطة وأحدث به عدة إصابات تركت أثرها كعاهات مستديمة، ليزج بمسجل بورسعيد خلف القضبان عام 2008 فى واقعة استمر حبسه على ذمتها عدة سنوات .
107 جرائم
وعقب الإفراج عن مسجل بورسعيد كان الثأر ينتظره ممن أصابه، فقطع يده داخل محل جزارة يمتلكه كان قد فتحه عقب خروجه من السجن .
صنف مسجل بورسعيد من العناصر شديدة الخطورة على الأمن العام، وصحيفته الجنائية القديمة تضم 107 من الجرائم، وعلى رأسها جرائم شغب وجنح وتعدٍّ على رجال شرطة ومقاومة السلطات وحريق عمد وخطف، بالإضافة إلى صدور 13 قرار اعتقال بشأنه.
فيديو إطلاق النار في بورسعيد
كان “صدى البلد” نشر فيديو تداوله عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لحظة إلقاء القبض على مسجل بورسعيد الخطر، والذي أطلق النار عشوائيا من سلاح آلي كان بحوزته.
وأوضح مقطع الفيديو تمكن رجال الأمن بقسم شرطة ضواحى بورسعيد من ضبط المسجل عقب إصابته بـ3 طلقات نارية استقرت إحداها فى يده والأخريان بقدمه.
كما أظهر الفيديو هلع مواطني منطقة الحاسب الآلي بحى المناخ فى بورسعيد، والتى سقط بها المسجل مصابا من جراء طلقات النار لاستهدافه.
صور مسجل خطر بورسعيد
وحصل “صدى البلد” على صورة لمسجل بورسعيد استطاع أحد المواطنين التقاطها له أثناء واقعة إطلاق النار العشوائى بنطاق حى الضواحى فى بورسعيد اليوم.
و ظهر المسجل الذي أثار الذعر فى شوارع منطقتي بنك الإسكان والحاسب الآلي بمحافظة بورسعيد، حاملا السلاح الآلي الذي استخدمه فى إطلاق النار العشوائى ويمسكه بيده أسفل عباءة كان يرتديها.
شهود عيان يروون لحظات الرعب
وأكد شهود العيان ممن تمكنوا من النجاة من الحادث، أن المسجل كان يحمل السلاح بيد ويضمه بالأخرى، وبدا أنه فاقد لإحدى يديه فى حادث قديم قبل سجنه والإفراج عنه مؤخرا.
كان ضباط قسم شرطة الضواحى فى محافظة بورسعيد تمكنوا من إصابة مسجل خطر أثار الذعر بمنطقة بنك الإسكان عقب إطلاقه نار عشوائيا على أحد محلات قطع الغيار المستعملة والشوارع المحيطة به، ما تسبب فى إصابة أحد العمال بالمنطقة.
القبض على مسجل خطر في بورسعيد
وهرع مأمور قسم شرطة الضواحى العقيد مسعد بداية، والرائد أحمد مسعد، رئيس مباحث القسم، والقوة المرافقة لهما إلى منطقة بنك الإسكان التى تبعد عن القسم 100 متر، على صوت إطلاق نار بالمنطقة، ليشاهدوا شخصا يحاول الفرار حاملا سلاحا ناريا يطلق منه طلقات عشوائية.
وقامت القوات بمطاردة المسجل وتضييق الخناق عليه دون إطلاق نار حتى لا يصاب مواطنون أبرياء.
وانتظرت القوات لحين وصول المسجل منطقة أبراج الحاسب الآلي بمنطقة خالية، فبادرت بإصابته بثلاث طلقات استقرت إحداها فى يده والأخريان فى قدمه.
تم نقل المصاب "م. ا" إلى مستشفي الزهور التابع لمنظومة التأمين الصحى الشامل فى بورسعيد لتلقي العلاج تحت الحراسة المشددة، بينما نقل العامل المصاب إلى مستشفى السلام لتلقي العلاج.
وتم إخطار اللواء مدحت عبد الرحيم، مساعد وزير الداخلية لأمن بورسعيد، الذي وجه بسرعة انتقال قيادات المديرية النظامية والبحثية إلى موقع الحادث ومعاينة الواقعة والوقوف على أسبابها، وإخطار النيابة العامة لمباشرة تحقيقاتها.
جدير بالذكر أن المسجل أفرج عنه منذ وقت قريب بعد قضائه عدة سنوات قيد الحبس فى عدة قضايا تسببت فى بقائه خلف القضبان لسنوات طويلة، ليخرج رجلا مسنا ولكن لم يردعه السجن أو شيبته عن مواصلة فرض سيطرته على المواطنين وتصفية حساباته القديمة مع خصومه.