خبراء تعليم:
أهمية استحداث البرامج البينية بالجامعات المصرية.
أبرز معوقات تطبيق البرامج البينية بالجامعات المصرية.
تنمية عقول الطلاب بطريقة حديثة تواكب معطيات العصر الحديث
البرامج البينية تخصصات علمية مزدوجة ولا ترتبط بتخصص علمي تقليدي
تسعى الجامعات المصرية لتطوير برامج دراسية جديدة تواكب سوق العمل، وأثبتت الدراسات المتعلقة بأسواق العمل الدولية أن عددا كبيرا من خريجي الجامعات في العالم لا يلبون تطلعات احتياجات سوق العمل الحديثة.
لذلك اهتمت مصر في الآونة الأخيرة بشكل واسع ببرامج الدراسة الدولية التي تتوافق مع تطلعات احتياجات سوق العمل المحلية والدولية، وذلك في الإطار الذي يهدف إلى الوصول إلى خطة التنمية المستدامة 2030.
وأكد الدكتور ماجد أبو العينين، الخبير التربوي، عميد كلية تربية بجامعة عين شمس السابق، أن الجامعات المصرية في الوقت الحالي تسير إلى تغيير المحتوى التعليمى، وتغيير طرق التفكير وتشجيع الابتكار متعدد التخصصات، وإنشاء حاضنات للابتكار والإبداع، وتحفيز التكنولوجيا وتوطينها لمستلزمات البحث والتطوير، والسعى للمساهمة فى صناعة التكنولوجيات الجديدة، بالإضافة إلى تنمية عقول الطلاب والأبحاث العملية بطريقة حديثة تواكب معطيات العصر الحديث، والتوسع فى برامج تخصصات البيانات الضخمة وغيرها من تخصصات ووظائف المستقبل.
وأوضح عميد كلية تربية بجامعة عين شمس السابق، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن استحداث البرامج البينية ومتعددة التخصصات يسعى لتطور مهارات التفكير البيني لدى الطلاب، وجعلهم قادرين على تحليل رؤى من منظورات مختلفة، وجعلهم قادرين أيضا على الإبداع في مجالات أخرى متكاملة.
وقال الدكتور ماجد ابو العينين، إن بعض الجامعات أقدمت على إنشاء كليات خاصة بالدراسات العليا مثل جامعة عين شمس التي كانت من أولى الجامعات التي اهتمت بالبرامج البينية وجامعة حلوان التي كانت أول كلية تعتمد بالمنطقة العربية للتخصصات البينية تجمع بين العلوم التطبيقية وبين العلوم الإنسانية، كما هي الحال في جامعات الدول المتقدمة التي تمنح شهادات عليا في تخصصات علمية مزدوجة ولا ترتبط بتخصص علمي تقليدي محدد من برامج المرحلة الأولى من التعليم الجامعي.
وأشار عميد كلية تربية بجامعة عين شمس السابق، إلى أن البرامج البينية تعد من أهم التوجهات في الجامعات العالمية والعربية لأهميتها التي تكمن في حل مشكلات واقعية من خلال تكامل أكثر من تخصص علمي، موضحًا أن هذه البرامج تناسب احتياجات ومتطلبات سوق العمل الحالية، وتعمل على إزالة الحواجز المتواجدة بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي لها.
ومن جانبه أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن الجامعاتالمصرية تحرص على مواكبة التخصصات العالمية لان سوق العمل متغير، وهو ما يحتم على الأقسام العلمية إعادة النظر في خططها الدراسية بهدف تضمينها، إلى جانب المواد التخصصية حيث يقوم الطالب باختيار بعضا منها بما يتناسب مع ميوله وتوجهاته المستقبلية.
وأوضح أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، الخبير التربوي،خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن استحداث البرامج البينية ومتعددة التخصصات وتشجيع الابتكار متعدد التخصصات، سيمكن الطالب من الاستعداد بشكل أفضل لعصر التخصصات المتداخلة من خلال ممارسة الانفتاح المبكر على أكثر من مجال معرفي.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن أهمية البرامج البينية تأتي في كونها تساعد في حل مشكلات واقعية من خلال تكامل أكثر من تخصص علمي، وتناسب احتياجات ومتطلبات سوق العمل الحالي، وتعمل علي إزالة الحواجز بين المعرفة النظرية و التطبيق العملي لها، كما تطور هذه البرامج مهارات التفكير البيني لدي الطلاب بحيث يكونون قادرين علي تحليل رؤي من منظورات مختلفة و قادرين علي الإبداع في مجالات متكاملة.
وشدد أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، علي أن طبيعة سوق العمل متغيرة لذلك يجب مواكبة تلك المتغيرات عن طريق إضافة تخصصات جديدة أو إغلاق بعضها وهو ما يحصل في معظم الجامعات فعلى سبيل المثال يتم تفعيل بعض البرامج بعد أن تم إيقافها لفترة من الزمن ثم يعاد فتحها مرة أخرى لحاجة السوق إليها وتتم إعادة هيكلة البرامج بشكل مستمر.
وأوضح الدكتور حسن شحاتة، أن التخصصات العلمية مطلوبة أكثر من قبل الطلبة ولكنها تحتاج إلى مجهود إضافي وهي تلبي طموحات الطالب بشكل كبير، مشيرًا إلى أن مدارس الثانوية تقوم بتوجيه الطالب مهنيا وتعطيه لمحة عامة عن سوق العمل حتى يقوم باختيار التخصص المطلوب والذي يتناسب مع قدراته وطموحاته.
ومن جانب اخر أكد الدكتور حازم راشد، عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن الدولة المصرية تبذل مجهودًا كبيراً في عملية تثقيف وتوعية الطلاب بأهمية استحداث البرامج البينية ومتعددة التخصصات وتشجيع الابتكار متعدد التخصصات، تنمية عقول الطلاب بمتطلبات سوق العمل في العصر الحديث، ومواكبة التخصصات المطلوبة عالميًا.
وأوضح عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، أن جامعة عين شمس بدأت فى الانتقال إلى مرحلة التخصصات البينية، ومسايرة الأبحاث العلمية المتقدمة حاليًا القائمة على التداخل بين التخصصات لتقديم بحث علمى متكامل، ونسعى إلى الدخول إلى عصر التكنولوجيا الدقيقة المتقدمة، وتخريج طالب دولى من خلال التطوير المستمر فى اللوائح والبرامج الدراسية والمعامل، وتعظيم علاقة الجامعة مع الصناعة والتكنولوجيا، وإنشاء كليات جديدة غير تقليدية مثل كلية النانو تكنولوجى.
وأشار الدكتور حازم راشد، إلى وجود مجموعة من أبرز التحديات التي تواجه تطبيق مثل هذه البرامج منها: تحديد تبعية الدرجة العلمية التي تمنح من البرنامج البيني لأي كلية من الكليات التي تقدمها التخصصات المشتركة في البرنامج، بالإضافة إلى اقتراح مقررات جديدة في هذه البرامج ذات هوية مستقلة تختلف عن مقررات التخصصات المكونة لهذه البرامج، تشجيع ثقافة الفريق التدريسي و مجتمعات التعلم المهنية بين أعضاء هيئة التدريس، و أخيرا أليات التقويم في هذه البرامج.
وأضاف عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، أن يوجد عدد كبير من التخصصات المستحدثة التي تقوم الجامعات بتصميمها في الوقت الحالي وبدء استقبال طلاب في تلك الأقسام وتأهيلهم جيدا، لتلبية احتياجات سوق العمل وسوق العمل، مشيرًا إلى أن الاتجاه حاليًا نحو تخصصات جديدة هندسة البرمجيات والتسويق الإلكتروني وهندسة الميكاترونيكس وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والهندسة الطبية الحيوية .