الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخلاق الفرسان

صدى البلد

تختلف طبيعة كل إنسان عن الآخر في ميوله و البيئة التي يعيش فيها وتكسبه صفات تنعكس علي تصرفاته وتكتمل بها صورة  الأخلاق الحميدة التي يتحلي بها وتكون إما حسنة وهو ما نتطلع إليه أو سيئة وهو ما يجب أن نرفضه ونعالجه .

 

ومفهوم الأخلاق الحميدة ينبت من حسن التربية في مراحل النمو المختلفة وتنقسم إلي صفات غريزية ينشأ بها منذ مولده و صفات مكتسبة يكتسبها من خلال التعامل مع البيئة المحيطة به. ويتطبع بها الإنسان و تكون عنوانا لكمال تصرفاته مع من حوله . وبها ترتقي التعاملات الاجتماعية وتنشأ المودة وتزداد الألفة .  ويقول عنها ابن القيّم  رحمة الله عليه : إن حسن الخلق يقوم على أربعة أمور أساسية هي : الصّبر، والعفّة، والشّجاعة، والعدل . و أعتقد أن تحتها تندرج أمور كثيرة .

و تأتي المقولة التي توارثناها عن أجدادنا  وهي التحلي ' بأخلاق الفرسان ' و التي يتصف بها من يتعامل بإنسانية مع ضعيف يقابله لتدلل علي أن المفهوم 
كان سائدا في كل العصور  . فكان من أخلاق الفرسان عدم مبارزة فارس سقط من علي جواده أو فقد سلاحه أو قتال المدنيين وقت الحرب أو ضعيف التقاه . 
وتكتمل الصورة في نقاء الضمير والسلوك الحسن وعدم ظلم الآخرين و إعلاء كلمة الحق و العدل في كل موقف لأنها طبيعة يجب أن يتحلي بها من يتحلي بأخلاق الفرسان ويقود آخرين ليكون قدوة حسنة لهم ..

و الأخلاق الحسنة غير مرتبطة بمنصب يتولاه البعض أو علو مكانه أو قيادة آخرين . فيمكن أن تجدها في صاحب مهنة أو عامل أو موظف بسيط تحلي بالصفات الحميده التي جعلته يحترم من حوله  . يجل الكبير و يحترم الصغير . وتكون تصرفاته مطابقة لما ينطق به، و بالتالي ينطبق عليه مفهوم القدوة الصالحة التي تتحلي بالأخلاق الحميدة . وأحيانا القدوة تكون علي شكل فرد  أو جماعة، فيمكن أن تكون مؤسسة ما  قدوة للآخرين فيما تحلت به . وتبدو القدوة الصالحة التي تتحلي بالخلق الحسن واضحة فيما يجب أن يكون عليه المربي و القائد وكل من يترأس او يقود مجموعة من الآخرين .

 

واحيانا القدوة الحسنة  تكون علي شكل فرد  أو جماعة  . فيمكن أن تكون مؤسسة ما  قدوة للآخرين فيما تحلت به . و يجب أن تكون أخلاق الفرسان في  القدوة الصالحة واضحة فيما يجب أن يكون من هو ذو شأن وله مكانة ويقود أمور الآخرين  .

ولكن كيف يمكن أن تكون قدوة صالحة وتتحلي بأخلاق الفرسان وتتعامل مع من حولك لتؤثر فيهم بإيجابية تفيد المجتمع وتقلل من حجم الجرائم و الخلافات ونشر الفتن  وتنمي العلاقات الإنسانية الإيجابية بينهم .

 

أنت عنوان لمن ترأسهم . بإمكانك أن تساهم في تغيير المجتمع للأفضل . بإمكانك أن تخلو صفحات الحوادث في الصحف من جرائم شيطانية لو أحسنت زراعة القيم و الأخلاق الحميدة سواء في أسرتك أو البيئة المحيطة بك أو مكان قيادتك .  بإمكانك أن تتحلي بأخلاق الفرسان لتكون قدوة صالحة يسير علي نهجك من يتعامل معك .. يجب أن تكون  آداة تغيير إيجابية للأفضل لتساهم في رفعة مكانتك ومكانك وبالتالي بلدك .

يجب أن تبث في من تتولي شأنهم أمور وصفات حميدة يرونها فيك ويلمسونها في تعاملاتك اليومية معهم عن قناعة ، وتتمثل في مبادئك التي تسير خطاك عليها  و بالتالي تستطيع التأثير فيهم . سر بطبيعة تكوينك دون إفتعال تكلف ولا تمثيل مواقف وإدعاء بطولة أو التمسك بقرار . كن متواضعا في تصرفاتك . 


ماتقوله من نصائح إيجابية يجب أن يكون هو ما تفعله . فلأ تدعي الأمانة وهي بعيدة عنك .  ولا تدعي العدل وتفرق في المعاملة .  ولا تدعي الأخلاق ولسانك ينطق بالشر . دوما لسانك ينطق بالشكر للآخرين وتشجيعهم  علي ما يبذلونه من جهد حتي لو كان بسيطا . ولا تنهاهم عن أمر خطا وتفعله . مثلما يفعل الطبيب المدخن الذي يطلب من مرضاه الإمتناع عن التدخين . أو المعلم الذي يسب طلابه ثم يطلب منهم التعامل بالحسني مع بعضهم .

لن يتقبل أحدا تصرفاتك الحميدة التي تدعيها دون أن يرونها فيك . يجب أن تكون مقتنعا بما تفعله ويكون سلوكأ طبيعيا إيجابيا تسير عليه . كن عادلا في مواقفك ولا تساند المقربين منك فقط . كن بشوشا في وجه الجميع . كن مطيعا لما يأمرك به رؤسائك لتكون قدوة للآخرين معك . عندما  تأمر بفعل شئ . فيجب أن تكون كلماتك بسيطة و حسنة وواضحة و فيها لغة الألفة . وأن يكون ما تأمر به مستطاع علي الآخرين دون أن تكبدهم آي أعباء . كن ثابتأ علي مبادئك . فلا تدعي رأي ولا قرار ثم  تقوم بتغيره بعد لحظات . لا تعطي أذنك لمن يتلصص ويبلغك بما يحدث . بل أنصحه بالعدول عن هذا الفعل السيئ .

 

عليك بالإنصات لما يقال لك . لا تصد فكرة ولا تستهزأ بإقتراح . التمس الجوانب الإيجابية في كل ما تسمع و تصدي بالمشاركة معهم في السلبيات . كن ديمقراطيا في التعامل . لا تحجر علي رأي ولا تتبني أفكارك فقط . إنشر  الحب و الإخاء مع من حولك وإدعم تجمعهم وتواصلهم معا ، ولا تبث الفتن و الأكاذيب للإيقاع بمن يختلف معك . لا ترصد الأخطاء فقط . نمي داخلهم الإيجابيات وأجعل لسانك ينطق بالحق و العدل و الإحترام .. أنت عنوان لأسرتك ولعائلتك ولمن حولك ومن تقودهم  ..
أنت عنوان لبلدك ..