يحل غدا 7 يناير، احتفال بـ عيد الميلاد المجيد، وهي الذكرى التي اعتاد في الرئيس السيسي الحضور شخصيا لتهنئة الأقباط بأعيادعم، وهو نهج اتبعته الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة، كما وزار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أمس، المقر البابوي بالقاهرة، ليهنئ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، معربا عن خالص تمنياته بأن يُعيد الله عز وجل هذه المناسبة الغالية على قداسة البابا، وأبناء مصر المسيحيين، بالداخل والخارج، بدوام الصحة والخير.
وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني تقديره لحرص رئيس الوزراء على القدوم للمقر البابوي للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، عقب يوم طويل فى سوهاج، متمنياً للحكومة والدولة المصرية المزيد من النجاح في مسيرة التقدم والبناء، وراجياً أن ينعم الله على مصر وشعبها بدوام الأمن والرخاء، مثمنا جهود الدولة في التواصل الفاعل مع الرأي العام، بلغة تناسب العصر، مدللاً على ذلك بإستخدام أدوات عصرية مثل "الإنفوجراف" الذي بعده مركز معلومات مجلس الوزراء، وييسر وصول المعلومة بصورة دقيقة ومبسطة.
تعزيز الوحدة الوطنية بداية من 2014
ومنذ تولى الرئيس السيسي المسئولية، وقدمت الدولة العديد من الجهود إلى أبنائها الأقباط لتحقيق الإخاء والمساواة والوحدة الوطنية، حيث يحرص الرئيس السيسي، على المشاركة في احتفالية عيد الميلاد، وتهنئة أقباط مصر بالخارج والداخل، فمنذ تولي الرئيس السيسي المسئولية، سجل التاريخ مرحلة جديدة من الوحدة والتلاحم الوطني، باعتباره أول رئيس مصري يسعى للحضور والمشاركة فى أعياد الميلاد المجيد بالكاتدرائية الأرثوذكسية ليؤكد للجميع أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي فكلاهما مصري ولا فرق بينهما كما نص الدستور.
القوات الجوية تثأر لأبنائها الأقباط
ومن الملاحم التي سوف يذكرها التاريخ، هو تحرك القوات المسلحة المصرية للثأر لشهدائنا الأبرار، عندما قامت جماعة داعش الإرهابية عام 2015، بعملية إرهابية ضد 21 مصري قبطي في ليبيا، ليصدر الرئيس السيسي أوامره للقوات المسلحة بأخذ الثأر لشهداء الوطني في غضون 24 ساعة، وبالفعل قامت القوات الجوية المصرية بتدمير مواقع ومعسكرات تنظيم داعش بالمنطقة الشرقية بليبيا، وأكد الرئيس أن حق المصريين لا يضيع هدراً.
كما وينص الدستور المصري، على فكرة الدولة المدنية بمعناها الشامل الذي لا يتعارض مع الدين، واستخدامه لتحقيق أهداف سياسية، وهو ما تجلى بوضوح فى نص المادة الثانية ( مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع)،كما ظهر بوضوح في نص المادة الثالثة التي تنص على مبادئ شرائع المصريين من المسحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظمة لأحوالهم وشئونهم الدينية واختيار قيادتهم الروحية.
كما وتلتزم الدولة طبقا للدستور بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، دون تمييز، والتعامل بغض النظر عن الجنس والعقيدة، وضمان حريتها.
ترميم وبناء الكنائس الجديدة
ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريراً تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على الطفرات الإيجابية الحادثة في تعامل الدولة مع ملف الأقباط وملف المرأة باعتبارهما أهم عناصر ترسيخ الجمهورية الجديدة لمبادئ المواطنة والمساواة وعدم التمييز، إيماناً بأن المواطنة هي حجر الزاوية في بناء دولة العدالة.
وفيما يخص الأقباط، أشار التقرير إلى أنه تطبيقاً للقانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس في إطار تفعيل المادة 235 من الدستور، فقد تم صدور 24 قراراً من قبل اللجنة المعنية، وذلك منذ مايو 2018 وحتى الآن، حيث تم تقنين أوضاع2526 كنيسة ومبنى تابعاً، يتمثلوا في 1364 كنيسة و1162 مبنى.
كما تم إنشاء 47 كنيسة بالمدن الجديدة، فضلاً عن 38 كنيسة جاري إنشاؤها بالمدن الجديدة أيضاً، فيما تم إحلال وتجديد 75 كنيسة بعد تدميرها بأحداث العنف الإرهابية عام 2013.
توفيق أوضاع الكنائس
واستعرض التقرير التوزيع الجغرافى للكنائس والمبانى التى تم توفيق أوضاعها، ففي الجيزة تم توفيق أوضاع 224 كنيسة ومبنى، وفي الإسكندرية 208، وسوهاج 202، والقاهرة 153، والمنيا 481، والقليوبية 150، وأسيوط 358، والشرقية 144، والبحيرة 122، وبني سويف 95، وأسوان 54، والغربية 43، والبحر الأحمر 38، والدقهلية 45، والمنوفية 41، والأقصر 29، وقنا 36، والسويس والإسماعيلية 17، ومطروح 15، وبورسعيد 12، والفيوم 24، وكفر الشيخ 8، وشمال سيناء 6، وجنوب سيناء والوادي الجديد 2.
إنشاء هيئات أوقاف الكنيسة
وسلط التقرير الضوء على الحقوق السياسية والمدنية، حيث تم إنشاء هيئتي أوقاف الكنيسة الكاثوليكية والطائفة الإنجيلية، موضحاً أنه في سبتمبر 2020 تم إصدار القانون رقم 190 لسنة 2020 الخاص بإنشائهما، بهدف إدارة الأصول والأموال الموقوفة لصالح كل من الكنيسة الكاثوليكية والطائفة الإنجيلية، في ضوء وجود تنظيم تشريعي يحكم أمر إدارة الأوقاف واستثمارها بالنسبة لطائفة الأقباط الأرثوذكس.
وجاء في التقرير أنه لأول مرة يجرى إعداد قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين (الأرثوذكس، الإنجليين، الكاثوليك) مقترح من الثلاث كنائس، وجارى إعداده في وزارة العدل.
زيادة تمثيل المسيحيين في البرلمان
وعلى صعيد متصل، ذكر التقرير أنه تم زيادة تمثيل المسيحيين بمجلس النواب ليصبح عددهم 37 نائباً مسيحياُ في مجلس 2022، بعد 5 نواب مسيحيين في مجلس 2012، موضحاً أن أماني عزيز تعد أول نائبة مسيحية تحصل على منصب وكيل اللجنة الدينية في تاريخ البرلمان المصري عام 2015، ولأول مرة عام 2018 شهدت حركة المحافظين تعيين 2 مسيحيين في منصب المحافظ.
وعن زيادة تمثيل المسحيين بمجلس الشيوخ، أشار التقرير إلى أن عدد النواب المسيحين أصبح 24 نائباً مسيحياً في مجلس 2022، مقارنةً بـ 15 نائباً مسيحياً في مجلس 2012، لافتاً إلى أن فيبي جرجس أول سيدة مسيحية تتولى منصب وكيل ثاني للمجلس عام 2022.
الرئيس يهنئ الأخوة المسيحيين
قال الرئيس السيسي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "كل عام وشعبنا وبلدنا بخير بمناسبة عيد الميلاد المجيد، تلك المناسبة العطرة التي تجمعنا على حب الوطن وتؤكد أننا على طريق المواطنة سائرون ولن نحيد أبدا عن التعايش الإنساني والإيمان الأصيل بوحدة الوطن والجماعة الإنسانية".
ودعا الرئيس السيسي في هذه المناسبة لاستلهام المعاني العطرة التي أرساها السيد المسيح عليه السلام من الحب والتسامح والعفو والإحسان.
واختتم: "كل عام وأنتم بكل الخير والسلام، ومصر دائما وأبدا في أمن وأمان".
مشاركات الرئيس في احتفالات عيد الميلاد
وشارك الرئيس السيسي، في احتفالات أعياد الميلاد، منذ توليه المسئولية عام 2014، وفيما يلي نستعرض مشاركات الرئيس وتصريحاته في هذه المناسبة:
المشاركة الأولى في عام 2015
كانت في عام 2015، عندما زار الرئيس السيسي، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في 6 يناير، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، وفاجئ الرئيس السيسي، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بحضوره، ما جعله يقطع الصلاة من أجل الترحيب بالرئيس.
وقال الرئيس السيسي في هذه الاحتفالية، إنه كان من الضروري الحضور لكي أقدم لكم التهاني قائلا: كان من الضروري أجي عشان أقولكم كل سنة وانتم طيبين، وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم".
المشاركة الثانية في عام 2016
كانت في 6 يناير 2016، حيث زار الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتقديم التهنئية للأقباط ومشاركتهم في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وتعهد وقتها للبابا تواضروس بترميم جميع الكنائس التي احترقت.
المشاركة الثالثة عام 2017
وفي 6 يناير عام 2017، شارك الرئيس السيسي، في احتفالات عيد الميلاد، حيث زار الكاتدرائية، لتقديم التهنئة كعادته التي بدأتها في 2015، وأكد الرئيس أن العام القادم سيمر على الكاتدرائية 50 عاما، وستكون في العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كنيسة ومسجد في مصر.
المشاركة الرابعة 2018
كانت الزيارة الرابعة في 6 يناير 2018، وشارك الرئيس السيسي في احتفالات عيد الميلاد وكانت في الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية، خلال الافتتاح الجزئي لها، كما وعد في احتفالات العام العام السابق، وقدم التهنئة للبابا تواضروس والأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
المشاركة الخامسة 2019
هذه الزيارة كانت في 6 يناير 2019، وفيها افتتح الرئيس السيسي، كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديد، وهي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، والاحتفال تهنئة الرئيس السيسي للبابا تواضروس الثاني.
المشاركة السادسة 2020
جاءت الزيارة السادسة للرئيس السيسي، في كاتدرائيةميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة في 6 يناير 2020، وشارك الرئيس في احتفالات عيد الميلاد، وقدم التهنئة للأقباط.
المشاركة السابعة 2021
كانت هذه المشاركة في 6 يناير 2021، ولكن بسبب ظروف جائحة كورونا، جاءت مشاركة الرئيس من خلال تقنية الفيديو كونفرانس، وهو ما يؤكد حرصه على المشاركة والتهنئة، رغم الظروف الصعبة بسبب جائحة كورونا.
المشاركة الثامنة عام 2022
كانت مشاركة الرئيس السيسي في احتفال أمس، هي الثامنة، وزار الرئيس كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقدم التهنئة إلي البابا تواضروس الثاني وجميع الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وكانت أبرز تصريحاته: "نبني الجمهورية الجديدة التي تتسع للجميع، وهي جمهورية الحلم والأمل، والعلم والعمل، و الجمهورية القادرة وليست الغاشمة، والمسالمة وليست المستسلمة".
المشاركة التاسعة عام 2022
في البداية استقبل البابا تواضروس الثاني، والأساقفة المشاركين له في الصلاة، الرئيس السيسي لدى وصوله، عند المدخل المؤدي إلى الكنيسة وسط أجواء من الترحاب.
شهد دخول الرئيس السيسي إلى الكنيسة الكبرى بكاتدرائية ميلاد المسيح، حالة من الفرح بين المشاركين في الصلاة، الذين رفعوا أعلام مصر والورود ترحيبا به، وحرص الرئيس على مصافحة مجموعة كبيرة من الحاضرين للصلاة مقدمين له باقات من الورود.
وقال الرئيس السيسي: "مش عايز آخد وقتكم عشان قداسة البابا تواضروس، وتحتلفوا بعيدكم، كل سنة وأنتم طيبين، وأنتم في رحمة ونعمة من الله عز وجل".
وأضاف الرئيس السيسي: "مش هطول عليكم، عايز أقولكم أنا بتكلم ومن خلال الفرصة دي بكلم كل المصريين بقول إن بدأنا طريق عاهدنا فيه ربنا وعهدناكم بدأناه مع بعض وإن شاء الله هنكلمه مع بعض مع بعض كلنا".
وتابع الرئيس السيسي: "أوعوا حد يدخل بينا، أوعوا حد يفتنا لان ده مش هينتهى، خاصة كل ما هنكمل وهننجح وربنا يعينى أكون خادم شريف للبلد دى وليكم".
وأكد: "عاوز أقولكم على حاجة، انتوا ما تعرفوش حجم التقدير والاحترام والمحبة اللى أكنها لقداسة البابا، خلوا بالكم الرجال توزن في المواقف والظروف الصعبة جدا".
وأوضح الرئيس: "الطريق اللي بدأناه زى ما بنقول وسمعتم يمكن الجمهورية الجديدة تتسع للجميع تتسع لنا كلنا دون أى فرق وتمييز، نعيش فيها بسلام وأمان مع بعض، والجمهورية الجديدة، هي جمهورية الحلم والأمل، والعلم والعمل، وهي الجمهورية القادرة وليست الغامشة، والمسالمة وليست المستسلمة".
وتعتبر مشاركة الرئيس السيسي، في احتفالات الأقباط بـ عيد الميلاد، عادة لم تنقطع منذ توليه المسئولية عام 2014، وحرصه الدائم على تأكيد الترابط بين النسيج الوطني وجموع الشعب المصري، ونستعرض خلال السطور التالية، مشاركات الرئيس السيسي في احتفالات عيد الميلاد.