بدأت اليوم الأربعاء، جلسة لمجلس النواب الأمريكي لاختيار رئيس جديد للمجلس من الجمهوريين خلفًا للديمقراطية نانسي بيلوسي.
جاء ذلك بعد أن أرجأ مجلس النواب الأمريكي مساء أمس الثلاثاء جلسة انتخاب رئيس له حتى اليوم الأربعاء، بعد 3 جولات اقتراع فشلت خلالها الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشحها كيفن مكارثي رئيسا للمجلس، في سابقة منذ 100 عام.
وخلال جولات الاقتراع الثلاث المتتالية، فشل مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، في إقناع زملائه من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه خلفًا لنانسي بيلوسي، حيث لم يصوت له 20 نائبًا.
وكان مكارثي، الأوفر حظا في السباق من أجل اختيار رئيس لمجلس النواب في الفوز، لكنه لم يؤمن حتى الآن ما يكفي من الأصوات ليصبح رئيس مجلس النواب في ثلاث جولات من التصويت.
وحسب وكالة “فرانس برس”، جاء سبب ذلك بعدما لم يستطع النائب عن ولاية كاليفورنيا تهدئة غضب مجموعة من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب، ما يعكس الخلافات في قلب حزب الجمهوريين المعارض الذي فاز بالأغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التي أُجريت في نوفمبر.
وفشل مكارثي في الحصول على 218 صوتًا مطلوبًا في دعمه، على الرغم من حقيقة أن حزبه الجمهوري في مجلس النواب ذو الأغلبية - 222 شخصًا.
حان الوقت
وعلق الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب على الآمر، داعيًا زملائه أعضاء الحزب الجمهوري إلى دعم ترشيح السيناتور كيفن مكارثي لمنصب رئيس مجلس النواب الأمريكي.
وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”: "حان الوقت لجميع أعضائنا الجمهوريين العظماء في مجلس النواب للتصويت لصالح كيفن وإبرام الصفقة وقبول الفوز".
وأضاف أن مكارثي "سيقوم بعمل جيد، وربما عظيم".
أمر مخز
فيما اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه من العار ألا يتمكن الحزب الجمهوري من انتخاب رئيس لمجلس النواب بالكونجرس الأمريكي.
وقبل مغادرته البيت الأبيض،قال بايدن للصحفيين إن المعركة التي طال أمدها في الكابيتول هيل كانت "محرجة" و"ليست نظرة جيدة" على المسرح العالمي.
كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أن "بقية العالم يراقب" ما يحدث في الكونجرس.
لذا تستمر الانتخابات حتى يحصل أحد المرشحين على العدد المطلوب من الأصوات، ويحق للمشرعين إضافة مرشحين جدد إلى بطاقات الاقتراع في أي وقت.
من جانبه، جدد الحزب الجمهوري دعمه لترشيح كيفن مكارثي لرئاسة مجلس النواب الأمريكي، قائلين "دعونا لتجاوز الخلافات والتصويت لصالحه".
استغراق وقت
لكن هناك مخاوف من أن يستغرق انتخاب رئيس لمجلس النواب بضع أسابيع، ففي العام 1856، لم يتوافق النواب على رئيس لهم إلا بعد شهرين و133 دورة، حسب وكالة “فرانس برس”.
ويبدو أن كيفن مكارثي يسعى لتقديم ضمانات لهم تفاديا لعرقلة خطوته، ففي العام 2015 فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيسا لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب.
لكنه أيضا لا يستطيع الذهاب بعيدا وإبعاد الجمهوريين المعتدلين.
ومع تمتع الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب، لن يتمكن الرئيس جو بايدن والديمقراطيون من تمرير مشاريع كبرى جديدة.
لكن مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، لن يتمكن خصومهم من القيام بذلك أيضا.