شهدت الساعات الماضية الحديث عن إزالة منزل عملاق الأدب العربى الأديب والكاتب الراحل عباس محمود العقاد بمنطقة عباس فريد بمدينة أسوان.
وفى هذا الإطار نستعرض عبر منصة " صدى البلد " تفاصيل القصة الكاملة لذلك قال المهندس رامي العقاد أحد أفراد أسرة الأديب الراحل عباس العقاد بأنه لم يتم أى تواصل معنا من أى جهة من الحكومة بشأن إزالة منزل الأديب الراحل بمنطقة عباس فريد بمدينة أسوان.
بيت العقاد
وأشار المهندس رامى العقاد بأن هناك لجنة من مديرية الإسكان عاينت المنزل قبل 4 أشهر ، وأوصت بترميمه بتوصيات من اللواء أشرف عطية محافظ أسوان.
وأضاف بأن ذلك يأتى تأكيداً لاهتمام محافظة أسوان بالمبانى التراثية المرتبطة بتاريخ أبنائها من رموز العلم والفكر والأدب ، وفى مقدمتهم عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد ، وتنفيذاً لتوجيهات محافظ أسوان أثناء زيارته الميدانية لبيت الأديب والمفكر الراحل بمناسبة الذكرى الـ 133 لميلاده.
فيما أكدت أسرة الأديب الراحل عباس العقاد أيضاً على أنه لم يصدر قرار بإخلاء المنزل الكائن بمدينة أسوان بشارع عباس فريد بغرض إزالته أو ترميمه.
وفى نفس السياق أوضحت سلوى صبحى زوجة شقيق العقاد أصابنا الذعر عندما علمنا بخبر عجيب تم نشره بأحد المواقع، وهو لم يمت للصحة بأى شيء، ولم نعلم مصدره، ولم نعلم عنه أى شيء، وتوالت علينا الاتصالات من محبى العقاد.
مزار عالمى
وتابعت بأن بيت العقاد يحتاج بعض الترميمات حتى يعود ويرجع لطبيعته، وكانت هناك كذا زيارة من اللجان المختصة، وأن بيت العقاد يعتبر مزار عالمى، وأنه بيحضر لنا كثير من الناس من مختلف البلاد والدول العربية والأجنبية، لزيارة ومشاهدة بيت العقاد ومكتبه ومكتبته ومقتنياته، وأن العقاد يعتبر قيمة كبيرة، وتستحق كل احترام ورعاية من الدولة ومحبيه.
وقالت رشا العقاد بأن التكلفة المادية لترميم المنزل مرتفعة يصعب على أسرة الأديب الراحل تحملها، رغم أنهم حاولوا ترميم الجزء الداخلى للمنزل، وهو ما توقف بعد وفاة عبد العزيز العقادابن شقيق الأديب الراحل.
وكانت اللجنة الدائمة لحصر المبانى ذات الطراز المعمارى المتميز ، والمبانى غير الآيلة للسقوط عاينت بيت العقاد لسرعة التدخل العاجل من أجل ترميم وتدعيم المبنى كقيمة تاريخية ، ومدى إمكانية تحويل الدور الأرضى منه إلى متحف ومزار ثقافى وسياحى مفتوح لرواد ومحبى التراث والثقافة والفكر والأدب، خاصة أن الأديب الراحل عاش فى المنزل آخر أيامه.
وأشارت محافظة أسوان فى بيان سابق لها إلى أن ذلك يأتى تأكيداً لإهتمام المحافظة، بالمبانى التراثية المرتبطة بتاريخ أبنائها من رموز العلم والفكر والأدب ، وفى مقدمتهم عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد ، وتنفيذاً لتوجيهات أشرف عطية، محافظ أسوان، أثناء زيارته الميدانية لبيت الأديب والمفكر الراحل بمناسبة الذكرى الـ 133 لميلاده.
الأديب الراحل
وأوضحت محافظة أسوان بأنه تم تقديم كافة التسهيلات لقيام اللجنة بالحضور لأسوان والمعاينة الميدانية لبيت العقاد الذى تم إنشاؤه منذ عام 1948 على مساحة 220 متر بشارع عباس فريد بنظام الحوائط الحاملة ومكون من أرضى ودورين ولم يشهد أى أعمال إحلال وتجديد من قبل.
ونوهت إلى أن اللجنة عقب قيامها بالمعاينة الميدانية لهذا المبنى التاريخى ستقوم بإعداد تقرير تفصيلى عن الحالة الفنية للمبنى والذى لوحظ ظاهرياً وجود تصدعات بالحائط الشرقى ، مع بعض الشروخ بالجانب الغربى ، بالإضافة إلى حدوث هبوط بأرضية الدور الأرضى للمبنى بإعتباره من الطراز المعمارى للأثار ، ولهذا أجرى محافظ أسوان، التنسيق اللازم مع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة لدعم الجهود المبذولة للحفاظ على بيت العقاد لكونه ضمن الأرث الفكرى والأدبى والتراث المعمارى من خلال تكليف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى بتوفير الإعتمادات المالية اللازمة لذلك.
ويعد عباس محمود العقاد من مواليد يونيو 1888، وتوفاه الله فى مارس 1964 من العلامات البارزة فى تاريخ مصر حيث يعد الراحل عباس العقاد رمزاً من رموز الأدب المصر، وعلت أسهمه في مجال الثقافة من حيث الأدب، والشعر، والفلسفة، وذاع صيته فملأ الدنيا بأدبه، ومثل حالة فريدة في الأدب العربي الحديث.
وعرضت إحدى زوجات الحكام العرب خلال زيارة لمحافظة أسوان في عام 2017 شراء المنزل بسعر خيالي، وتحويله إلى متحف، لكن أسرة العقاد رفضت العرض، وأكدت أن بيت العقاد ملكاً لمصر والمصريين ولا يمكن أن يقدر بثمن.
وأصدرت وزارة الثقافة فيما بعد قرارا بتحويل المنزل إلى قصر ثقافة، وإعادة ترميمه لكي يكون مستعدا لاستقبال الزائرين، فالمنزل مر على إنشائه 100 عام ويندرج تحت قائمة الأماكن الأثرية.
ورفضت الوزارة تدخل الأسرة في الترميم، وبالفعل وضعت الوزارة بعض السقالات داخل المنزل لتوزيع الأحمال حتى لا ينهار، ومنذ هذه اللحظة لم تتخذ الوزارة أي خطوة أخرى.
فيما قالت الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة أنا لا أعلم شيئاً عن إزالة منزل الأديب الراحل عباس العقاد ، ولم تتدخل الوزارة حتى هذه اللحظة، وأنه لم يتم إخطارنا بأي قرار إزالة، ووزارة الثقافة ليست جهة إزالة ولا علاقة لها".
وفي وقت سابق قال هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بأن قصر ثقافة عباس العقاد سيتم ترميمه هذا العام ليخرج بالشكل اللائق للزائرين والباحثين عن مقتنيات الأديب الكبير، وأن الدولة الآن ممثلة في وزارة الثقافة تهتم بكل قصور الثقافة وإعادة تطويرها بالشكل المناسب ، وهناك حصرا شاملا بكل مقتنيات عباس العقاد في المتحف الخاص به في أسوان، كما أن هناك مسئولين عن حفظ هذه المقتنيات.