تقدم النائب نبيل دعبس، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشيوخ، بمقترح يسمح باستعادة المدارس في مصر ريادتها العلمية والتعليمية، وجعلها أكثر ثقة للمجتمع، ولتحقيق هذا الأمر أعدت لجنة التعليم ورقة عمل بحثية بشأن تحقيق هذه الأهداف المنشودة بما يتلاءم مع قواعد الجمهورية الجديدة.
وقال النائب في تقريره إنه بناءً على تصريح من رئيس الجمهورية بأن هناك عجزًا في أعداد المدرسين يصل إلى 360 ألف مدرس، نرى الآتي:
تعيين مدرسين حديثي التخرج من جميع الكليات الطب، العلوم، الهندسة، الحاسبات للعمل على سد العجز في نسبة المدرسين وذلك بعد حصولهم على دورة تدريبية لمدة 3 أشهر تؤهلهم للقيام بالتدريس، وكذلك تعيين خريجي الأزهر الشريف فى تدريس اللغة العربية والتربية الدينية، وتكون التخصصات المذكورة من خريجي جامعات وزارة التعليم العالي وجامعة الأزهر الشريف.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن مدارس مصر خلال الفترة الماضية تتصاعد منها أصوات الشكوى من جميع الأطراف، فمن ناحية يعاني كثير من الطلاب عدم وجود معلم يشرح لهم الدرس وسط مطالبة من أولياء الأمور بحل أزمة العجز الكبير في أعداد المدرسين المستمر منذ سنوات، ومن أخرى شكوى مديري المدارس من عدم استطاعتهم سد ذلك العجز.
وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس،خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هذا المقرح الهدف منه هو زيادة نسبة المدرسين ليتماشى مع زيادة عدد الطلاب، موضحةإنه من الممكن حل مسألة نقص المعلمين جزئياً من خلال أداء خريجي كليات التربية فترة الخدمة العسكرية (نحو عام) في العمل بالمدارس وفق تخصصهم.
وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن هناك أسبابا عديدة على مدار السنوات الماضية ساهمت في زيادة العجز في أعداد المعلمين في مصر، فمنذ إلغاء ما كان يعرف بـ "تكليف" خريجي كلية التربية، أي التعيين المباشر بعد التخرج بشكل إجباري، بسبب عدم تحمل ميزانية الدولة لذلك، والأزمة تتطور عاما بعد عام.
وتابعت: ولذلك حرصت وزارة التربية والتعليم قد فتحت في مطلع الشهر الماضي باب التقدم للراغبين في التطوع لسد العجز في أعداد المعلمين، على أن يكون المتقدم حاصلاً على مؤهل عال تربوي، أو مؤهل عال ودبلومة تربوية، وألا يكون التطوع بمدارس يوجد بها أقارب للمتطوع، كما أكدت الوزارة أن التطوع سيكون مجاناً ولا يعني المطالبة لاحقاً بالتثبيت أو التعيين أو التعاقد على حساب الموازنة العامة للدولة.
ولفتت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن من ضمن أيضا زيادة العجز في أعداد المعلمين في مصر هو تدني رواتب المعلمين، وأن هناك أعداد كبيرة منهم سعت للسفر إلى الخارج، أو الانتقال داخليا لمدارس خاصة، أو تحول كثير من المعلمين إلى الوظائف الإدارية والإشرافية، أو السماح للمعلمين بإجازات خاصة دون راتب، وهو ما أدي إلى تناقص أعداد المعلمين في المدارس.