يصادف اليوم 2 يناير ذكرى تأسيس الهيئة القومية للبريد المصري عام 1865 في عهد الخديوي إسماعيل، الذي اراد دائما ان يجعل مصر باريس الثانية وأن يؤسسها على الطراز الأوروبي.
تأسيس البريد المصري
يعودتأسيس البريد المصري الحديث إلى الخديوي إسماعيل وكانت بداية تأسيس المؤسسة من خلال شخص إيطالي في الإسكندرية اسمه كارلو ميراتى قام بإنشاء إدارة بريدية لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير اجر وقام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية من مكتبه بميدان سانت كاترين.
وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى تيتوكينى الذي شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه موتسى ونهض بالمشروع وأطلق عليه اسم البوسطة الأوروبية حيث احتلت هذه البوسطة مكانه هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وبعد افتتاح أول خط حديدي بين الإسكندرية وكفر العيس سنة 1854 أنشأت الشركة مكاتب بريد لها في القاهرة والعطف ورشيد ثم أنشأت في سنة 1855 مكتبين في دمنهور وكفر الزيات وعندما امتد الخط الحديدي إلى كفر الزيات فالقاهرة عن طريق طنطا وبنها وبركة السبع انتهزت شركة البوسطة الأوربية هذه الفرصة واستخدمت خطوط السكة الحديد في نقل إرساليات البريد بين القاهرة والإسكندرية وبالعكس بموجب عقد لمدة خمس سنوات اعتبارا من يناير 1856 وكان هذا بمثابة امتياز باحتكار نقل البريد في الوجه البحري لأنه نص على غرامة لشركة البوسطة الأوروبية توقع على كل من يضبط متلبسا بنقل رسالة لأحد الأفراد وشعر الخديوي إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من موتسى بعد وفاة شريكه تيتو كينى وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864.
عرضت الحكومة المصرية على موتسى وظيفة مدير عام البريد وفي 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصري وعيدا للبريد كل عام. وكانت مصلحة البريد تابعة في البداية لوزارة الأشغال.
وصدرت اللائحة الخاصة بتنظيم أعمال البريد بموافقة وزارة المالية في 21 ديسمبر 1865 بأن يكون نقل الرسائل وإصدار طوابع البريد احتكارا للحكومة المصرية. وفي مارس 1867 صدر منشور لجميع مكاتب البريد بجعل كساء العاملين إجباريا وصار لكل موظف كسوتان إحداهما لعمله اليومي والثانية للحفلات الرسمية والتشريفات.
وفي عام 1919 صدر القانون رقم 7 بإنشاء وزارة المواصلات التي تشمل السكك الحديدية والتلغرافات والتليفونات ومصلحة البريد ومصلحة المواني والطرق والنقل الجوى وفي عام 1931 صدر قانون شامل تناول جميع رسوم نقل البريد، وقد تم في هذا العام نقل مقر إدارة البريد من الإسكندرية إلى القاهرة واستقرت بمبناها الحالي بميدان العتبة وفي عام 1934 تم عقد المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمي بالقاهرة وهو يوافق الذكرى رقم 70 لإنشاء مصلحة البريد المصرية، وعلى أثر قيام ثورة يوليو 1952 تم تخصيص ميزانية مستقلة لمصلحة البريد وصار لها الحق في توجيه فائض إيراداتها في أعمال تحسين الخدمة البريدية والنهوض بها.
وفي عام 1957 صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 710 بإنشاء هيئة البريد المصرية لكي تحل محل مصلحة البريد وفي عام 1959 تم إدخال نظام الخدمات الأهلية (مكاتب بريد أهلية - وكالات بريدية) وفي عام 1961 تم إنشاء أول مدرسة ثانوية للبريد بقرار من رئيس الجمهورية وفي عام 1965 تم إنشاء المعهد العالي للشئون البريدية الذي انضم فيما بعد إلى كلية التجارة بجامعة حلوان عام 1975وفي عام 1966 صدر قرار رئيس الجمهورية بإنشاء الهيئة العامة للبريد لكي تحل محل هيئة البريد؛ وفي عام 1970 صدر القانون رقم 16 بنظام البريد المصري، وفي عام 1982 صدر القانون رقم 19 بإنشاء الهيئة القومية للبريد لكي تحل محل الهيئة العامة للبريد وتتبع وزارة النقل والمواصلات ثم انتقلت تبعتها الي وزارة الاتصالات بعد تأسيسها عام 1999.