الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عام جديد بفكر أفضل

أحمد نجم
أحمد نجم

لكل منا نظرة مختلفة في استقبال أي جديد بشكل عام، وبشكل خاص تختلف أيضا نظرة كل منا في استقبال العام الجديد، فالبعض له وجهه نظر متفائلة، والآخر له نظرة تشاؤمية. 

منذ سنوات قررت رفض دعوات الاحتفال ببداية العام الجديد التي تصلني، خاصة التي تقام في أماكن ترفيهية مسموح فيها بتقديم كل شيء، رغبة مني في نقاء نفسي من أخطاء عام انقضى واستقبال عام جديد بفكر وتصرفات أفضل، فكيف تستقبل وتعيش العام الجديد  بلا ملل من تكرار ما فعلته في العام الذي انقضى؟

بالفطرة نحن نحب الجديد باستمرار، نحب أن نبدأ بدايات تختلف عما قمنا به من قبل، ولكن يجب أن نستفيد من مواقف قمنا بها ولم تحقق نتائج إيجابية أو تسببت في إساءة علاقتنا بالآخرين، يجب أن نصحح أخطاءنا، ولا يوجد من لا يخطئ، فطالما أنت إنسان فأنت تمر بلحظات ضعف يتخللها موقف خطأ أحيانا، ولكي نستفيد من الأخطاء علينا أن ندون ما فشلنا في تحقيقه وأخطأنا فيه، ونبدأ عاما جديدا بنية تحقيق الأفضل لنا لينعكس على الآخرين.

عليك بمحاسبة نفسك أمام الله، هل كنت قريبا من الله؟ أم خالفت بعض ما أمرك به؟ التودد والتقرب لله يمنحك ثقة كبيرة في تصرفاتك ويجعلك تنتقي أقوالك وتصرفاتك وأصدقاءك، حاسب نفسك وانتبه لتصرفات المقربين منك، هل أساء أحدهم إليك أم إلى نفسه؟ أم اكتسبت أنت منه الإساءة؟ في كلتا الحالتين عليك بعلاج أخطائك من ناحيته، إما بالابتعاد عنه أو نصحه وهذا أفضل.

انظر لعلاقة التعامل والتواصل مع والديك، هل كانت كما يجب أن تكون عليه العلاقة الإنسانية؟ أم تخللتها قطيعة أو ابتعاد لظروف قد تستطيع السيطرة عليها لكنك تكاسلت أو قصرت؟ حاول أن تجدد علاقتك بهما، أن تشعرهما بأن العام الجديد، جديد في معاملتك ومودتك معهما، افتعل لقاءات وتواصل  تضمك معهما أكثر بوسائل مختلفة، ستجد في عيونهما راحة من عناء أيامك، فلن تجد أحدا يحب لك أن تكون أفضل منه سوى والديك، وأيضا لن تجد النصح الصادق إلا منهما.

اجعل حياتك بها طاقات إيجابية نحو حياتك القادمة تجاه الآخرين، أنت تمتلك صفات حسنة وأنت الوحيد الذي تكتشف عيوبك وحسناتك، اجعل صفاتك الطيبة نبراسا لحياتك القادمة، ضعها في مقدمة أولوياتك الجديدة في عامك المقبل، حاول أن تنميها وتفتح قلبك وعقلك لمعالجة السلبيات التي مررت بها من قبل أو صنعتها، ففي المعالجة واكتشاف الأخطاء بداية لحياة جديدة.

تقييمك لتصرفاتك مع الجيران والأصدقاء وزملاء العمل والعكس سيساعدك في بناء شخصيتك المتجددة، والتي يجب أن تكون عليها في عامك الجديد وتحديد أولويات أهدافك ونجاحاتك، وبالضرورة أن تضع خطة ترتيب لما يجب أن تكون عليه وتفعله، فالجديد دوما له تخطيط يتضمن رؤية ورسالة، فلا يصح أن تبدأ حياة جديدة في يوم أو عام جديد بلا هدف، تسير بلا عقلية تستهدف ما يجب أن تكون عليه وتقوم بفعله واستهدافه.

فإن كنت طالبا أو قائدأ لعمل أو موظفا،  لا بد أن يدور في ذهنك هذا التساؤل: ماذا يجب أن أفعل في اليوم والعام الجديد؟ لا يجب أن تكون متواكلا، تترك الأمور بلا تخطيط ولا أهداف، التصالح مع النفس والتخطيط للمستقبل هدف نبيل لا بد أن تسعى إليه، ابدأ في تغيير المنظومة التي كنت تسير عليها في الماضي، إن كنت تحب زيارة أماكن الترفيه والسهر والخروجات، حاول أن تقلل وتضغط نفقاتك وضعها في أولويات إنفاق أفضل، فمع المتغيرات العالمية التي تصنعها الحروب ومع ارتفاع الأسعار، لا بد أن تعطي أولويات للإنفاق اليومي، خاصة إذا كان لديك أبناء.

عليك أن تتحلى بالقدرة على التفكير السليم في حل جميع ما سيقابلك من معوقات وأن يتسع صدرك للمشاكل والثقة في إيجاد الحلول، فلا توجد مشكلة بلا حل، عليك أن تنهض وتستدعي قوتك الكامنة داخلك عند ظهور مشكلة ما ولا تيأس أو يحبطك الآخرون، ويجب أن تنمي تلك الخطوة لديك بتجديد عقلك بالقراءة في أي مجال تهواه.

القراءة توسع مدارك العقل وتعطي لك قدرة أكثر علي التفكير السليم وإيجاد الحلول السريعة لما تواجهه، وإن كنت لا تحب القراءة، حاول تدريجيا البحث عن أي شيء تحبه واقرأ فيه، وقراءة الكتب الدينية ستضعك على أعتاب القراءات الأخرى التي تهوى الاطلاع عليها، لكن فقط عليك بالبدء.

يمكنك أن تقرر لنفسك قرارات مختلفة تشعرك بأنها جديدة في حياتك، يمكنك أن تغير من طريقة وألوان ملابسك، ولو كنت مدخنا فكر في كيفية التقليل والابتعاد عن وسائل التدخين، فكر في أنها تأخذ يوميا من صحتك ومن عمرك، حاول أن تجدد من صعيد أنفاسك، اهتم بالزهور وزراعة النباتات ستعطيك طاقة إيجابية وراحة نفسية عند الاقتراب منها، ضعها في أي مكان في بيتك او أمام الباب أو في الشرفة ومن لديه القدرة على تربية أسماك وعصافير الزينة سيجد فيها جديدا يحبه.

حاول أن تجدد شقتك مع زوجتك بلا إرهاق مادي، ضع فيها أشياءً بسيطة وجديدة دون أن ترهقك ماديا، فأشجار وورود الزينة تعطي راحة نفسية وتمدك بطاقة إيجابية وتشعرك بأنك غيرت في بيتك للأفضل وتعطيك دفعة للقيام بالأفضل دائما.

طور علاقاتك مع أبنائك وزوجتك، وإجعل بينك وبينهم لغة محببة للقلوب قريبة من الأحاسيس والوجدان، حاول أن تصحح أخطاء ما قاموا به أو قمت به بمودة ورحمة، وأن تبتكر لغة حانية جديدة في التعامل معهم غير لغتك السابقة. 

علاقاتك مع الأصدقاء وزملاء العمل، فكر في كيفية أن تجعلها تتطور للأفضل، إن كانت بينك وبين أحدهم قطيعة فخيركم من يبدأ بالتصالح والسلام، ولكل منا رؤيته الخاصة في تلك العلاقة نتيجة المواقف التي يمر بها معهم، ولا تقف صلبأ أمام محاولة التغيير للأفضل بدعوى الكلمة المحبطة التي يرددها البعض بأنهم لن يتغيروا.

حاول أن تجد طريقة مختلفة ومقبولة  للتجديد للأفضل، وأن تقدم الجديد والجاذب في عملك، طور من أدائك في العمل بشكل أفضل، اجلس وفكر في تغيير نفسك للأفضل لتنعكس تصرفاتك على الآخرين،
ضع نصب عينيك المحاولات الجدية، ففي المحاولات نجاح وسعادة.