المخلفات الورقية المنتشرة فى المنزل والشوارع، والتى يتخلص منها الكثير بالحرق ما يتسبب فى ارتفاع نسبة التلوث والاحتباس الحرارى، كانت دافعاً للطالب الـ قنائى أحمد الصندولى "بالشهادة الإعدادية"، للتفكير فى طريقة مفيدة لاستخدام المخلفات الورقية و التخلص منها بطريقة آمنة لا تسبب أى مشاكل بيئية، فانتهى إلى مشروع تربة بديلة تستخدم المخلفات الورقية كتربة للزراعة.
أشاد بها متخصصين و أساتذة بالجامعة
الفكرة خرجت من حيز البحث النظرى والأكاديمى، إلى أرض الواقع، بعدما اختبر طالب الشهادة الإعدادية تجربته، فى مركز البحوث الزراعية و عرضها على أساتذة بكليتى الزراعة والعلوم بجامعة جنوب الوادى، ليتأكد من فعالية وجودة التربة البديلة واحتوائها على عناصر مفيدة للنبات والإنسان، لينفذ تجربته بعد ذلك بشكل عملى مع زراعة البطاطس، التى أثبتت فعالية التجربة و نجاحها بشكل فائق.
توفر ملايين الدولارات على الدولة
قال على أحمد سيد الصندولى،" 14 عاماً طالب بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة قنا الإعدادية الحديثة بنين"، مشروعى عن التربة البديلة من المخلفات الكرتونية والورقية يستهدف استخدامها فى المنازل والمناطق الصحراوية، وفى زراعة الشتلات، بدلاً من الخامات التى يتم استيرادها من خارج مصر بملايين الدولارات، فضلاً عن تدوير المخلفات الورقية بشكل آمن بدلاً من حرقها فى الهواء، فما يحدث حالياً مع المخلفات الورقية والكرتونية، يتم استخدام 40% بشكل مفيد، وحوالى60% منها فاقد، يتم حرق حوالى 30% منهم ما يتسبب فى تزايد نسبة ثانى أكسيد الكربون وحدوث الاحتباس الحرارى، و20% تتطاير فى الجو و قد تتحلل فى المياه وتنتج غاز الميثان وهو أيضاً من ضمن الغازات المسببة للاحتباس الحرارى، والبعض يستخدمها أكل للحيوانات وينتج عن ذلك أضرارا قد تؤدى إلى نفوقها.
فكرتها جاءت كحل للتخلص من المخلفات الورقية
وتابع الصندولى، أن التربة البديلة جاءت فكرتها أثناء تنظيف المنزل، حيث كانت هناك مخلفات ورقية وكرتونية كثيرة فقرر الاستفادة منها باستخدامها كتربة بديلة بعدما تعرف على تركيب عناصر الورق، والتجربة مرت بعدة مراحل فشلت فى بعضها ونجحت فى النهاية بعدما جرب فيها البطاطس، والتى نبتت بعد 3 أيام وأخرجت ثمرة بعد 15 يوما فقط من زراعتها، وساهمت فى توفير الوقت والمياه، وبنفس قيمة المواد الغذائية، بل وأفضل.
وأضاف الصندولى، أن مشروع التربة البديلة من المخلفات الورقية، يمكن تنفيذه بسهولة فى أى منزل، كما يمكن استخدام هذه التربة فى أى مكان سواء فى البلكونات أو أسطح المنازل، إضافة للاستخدام كمادة خامة للشتلات فى الصوب الزراعية، مع إمكانية استخدامها كتربة مناسبة مفيدة فى الأماكن الصحراوية وغير القابلة للزراعة، حيث توجد بها عناصر مفيدة للتربة ونسبة سيللوز مرتفعة.
تحتوى عناصر غذائية مفيدة للنبات والإنسان
وأوضح الصندولى، أن التربة البديلة بها عناصر غذائية مفيدة للنباتات والإنسان، حيث تبين من خلال اختبار العناصر التى تحتويها التربة أنها تحتوى على عناصر مفيدة و آمنة للبيئة، لافتاً إلى أنه بدأ تنفيذ المشرع من عام 2021 واستغرق عام حتى تم تنفيذ المشروع بشكل عملى، وكانت أول تربة ينتجها يوم 5 أكتوبر 2022، بتعاون وتنسيق مع متخصصين وأساتذة بمركز البحوث الزراعية و كليتى العلوم والزراعة، الذين أشادوا بالابتكار.
كان لى تجارب أخرى
وأشار الصندولى، إلى أن ابتكار التربة البديلة ليس الأول فى تجربته مع الابتكارات، فقد بدأ الدخول لهذا المجال مبكراً، منها تكثيف الغاز فى اسطوانة السيارة، حتى نستفيد بالمساحة الكبيرة التى تستهلكها اسطوانة الغاز بالسيارة، فضلاً عن المشاكل الكبيرة الذى يسببها استخدام الغاز لبعض السيارات، حيث اعتمد على تحويل الغاز إلى سائل بدلاً من الغاز ما يحد من نسبة المشاكل التى تحدث للسيارات، استخدام كامل لشنطة السيارة، و يساعد فى تعميم ونشر فكرة تحويل السيارات للغاز، بعد التخفيف من تكلفة الصيانة، لكن هذا المشروع يحتاج إلى مكان متخصص لتبنى الابتكار، ونسبة الأمان تصل إلى 99%.