ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، بنيامين نتنياهو، قد تواجه العديد من التحديات فور توليها زمام الأمور.
وقالت الصحيفة، إن نتنياهو عاد "أخيرًا" إلى السلطة مع الحكومة التي لطالما رغب فيها؛ بما في ذلك أغلبية برلمانية من المشرعين المتدينين واليمينيين المتطرفين الذين يشاركونه وجهات نظره المتشددة تجاه الفلسطينيين، والعداء للنظام القانوني الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أنه في المقابل، قد تكون "فرحة" نتنياهو قصيرة الأمد، حيث أثبت ائتلافه المتطرف أنه معقد بشكل كبير، مشيرة أن ذلك ظهر جليا بعد ما يقرب من شهرين من المفاوضات الصعبة وسلسلة من المناورات القانونية للسماح لشركائه بتولي مناصب مثيرة للجدل، من بينها مناصب وزارية مستحدثة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال فترة المفاوضات، اضطر نتنياهو إلى تقديم تنازلات سخية للحلفاء تشمل التزامات بتوسيع مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، ومقترحات للسماح بالتمييز ضد فئة معينة من المجتمع وتعزيز الإعانات المقدمة للرجال الأرثوذكس المتدينين للدراسة بدلا من العمل.
ورأت الصحيفة أنه إذا تم تنفيذ هذه الخطط، فسوف تنفر أجزاء كبيرة من الجمهور الإسرائيلي، كما أنها تزيد من فرص الصراع مع الفلسطينيين وإزعاج المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فضلاً عن أنها تضع تل أبيب في مسار تصادمي مع بعض أقرب حلفائها، بما في ذلك واشنطن.
وسلطت الصحيفة الضوء على خمسة تحديات منتظرة لحكومة نتنياهو المقبلة، وبدأت بـ"الولايات المتحدة" قائلة إن إدارة الرئيس، جو بايدن، قد أعربت عن عدم ارتياحها إزاء السياسيين الأكثر تطرفا في الحكومة الجديدة، لكنها قالت إنها ستحكم عليها بالسياسات وليس بالشخصيات.
وكانت حكومة نتنياهو قد صرحت قبل يوم من توليها السلطة (الأربعاء) إن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة سيكون "أولوية قصوى". وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن تعارض المستوطنات باعتبارها عقبة أمام جهود السلام، محذرة من أن ذلك قد يكون له تأثير مضاعف في واشنطن وتزيد من اتساع الانقسام الحزبي حول دعم إسرائيل.
أما عن التحدي الثاني لحكومة نتنياهو، قالت الصحيفة إن قضية الشرق الأوسط باتت على المحك أكثر من أي وقت مضى، خاصة إذا كثفت الحكومة الجديدة أنشطتها الاستيطانية أو ضمت الضفة الغربية المحتلة.
ثم تطرقت الصحيفة للحديث عن "قلق المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية"، وقالت إن التعيينات التي منحها نتنياهو لشركائه المتطرفين قد أثارت مخاوف مسؤولي الأمن والدفاع في البلاد، وذلك بعدما وضع "شخصية مستفزة يمينية متطرفة" أدين ذات مرة بالتحريض ودعم مجموعة إرهابية، مسؤولًا عن قوة الشرطة في البلاد. (في إشارة إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير).
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أصدر تشريعًا يضع مستوطنًا مثيرًا للجدل (بتسلئيل سموتريتش) في الضفة الغربية المحتلة مسؤولاً عن سياسة الاستيطان، بما في ذلك سلطة تعيين جنرال كبير مسؤول عن السياسات تجاه الفلسطينيين، حيث دفعت التغييرات الوشيكة قائد الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته إلى الاتصال بنتنياهو والتعبير عن مخاوفه.
وفيما يتعلق بالأجندة المحلية، أشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وحلفاءه كانوا قد أعلنوا عن خطط طموحة للتغييرات الاجتماعية التي لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الطبقة الوسطى العلمانية، والتي شملت خططًا لإضعاف المحكمة العليا وزيادة الرواتب.
وقالت الصحيفة إن التغييرات القضائية، التي تصدرها تشريع يمنح البرلمان سلطة إلغاء قرارات المحكمة العليا، يمكن أن تؤدي إلى إسقاط تهم الفساد ضد نتنياهو، حيث أثارت هذه المقترحات مزاعم تضارب المصالح وأثارت مخاوف من أنها ستدمر نظام الضوابط والتوازنات في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحدي الأخير للحكومة الجديدة سيكون العلاقة مع حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، وذلك بعدما أعرب العديد من الأعضاء عن استيائهم تجاه رئيس الوزراء الجديد تجاه التنازلات السخية التي قدمها لشركائه، الأمر الذي يهدد قدرته على تمرير جدول أعماله في البرلمان (الكنيست).