الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قداس الأحد الحزين.. مشاهد أوجعت القلوب من حريق كنيسة أبي سيفين بإمبابة

صدى البلد

مشاهد اوجعت قلوب المصريين خلال 2022.. جنازة مهيبة سيطرت عليها صور التوابيت صغيرة الحجم لحملها "ملائكة" لم يتخط أعمارهم 6 سنوات. 

يوم 14 أغسطس سيتذكره أهالي إمبابة بعد فقدانهم 41 من خيرة أطفالهم وجيرانهم في "قداس الأحد الحزين" عقب التهام النيران جدران كنيسة الشهيد أبي سيفين في المنيرة، سيطرت على المشهد ومواقع التواصل الاجتماعي صورة سيدة داخل كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق أثناء تشييع جثامين ضحايا الحريق فهي صورة لأم ترفع يدها مشيرة بالرقم 3 فهي كان نصيبها من المأساة فقدان فلذات أكبادها الثلاثة. 

 

9 أشقاء

صرخات الأم ومعاتبتها للسيدة العذراء على مصابها أسالت دموع كل من شاهدها لكنها لم تكن الأم الوحيدة المكلومة، حيث شهد الحادث مصرع 9 أشقاء 3 من كل أسرة بينهم 3 توائم وتوأم آخر وهم مريم تامر وجيه وبارسينا تامر وجيه وإبرام تامر وجيه ومهرائيل باسم أمين ويوسف باسم أمين وفلوباتير باسم أمين ونادي إدوارد وماري إدوارد وجومانا إدوارد. 

تفاصيل الحادث المؤلم كشفت عنه تحقيقات وتحريات الجهات الأمنية والقضائية التي انتهت إلى أن الحادث وقع نتيجة ماس في مولد كهرباء داخل الكنيسة تم تشغيله بعد انقطاع الكهرباء خلال قداس الأحد الإلهي لتنتشر النيران بسرعة كبيرة بين أروقة المبنى الخدمي الذي يحتوي على حضانة أطفال وقاعة صلاة.. المقاعد الخشبية في قاعة الصلاة وقاعات الدروس والجدران وكميات الكتب الضخمة كانت سبيلا لانتشار ألسنة اللهب بسرعة رهيبة بين طوابق المبنى خاصة في الطابق الرابع ليذهب بروح 41 شخصا إلى السماء بينهم 18 طفلا. 

 

أدخنة قاتلة 

خلال أقل من 10 دقائق من تلقي البلاغ، دفعت قوات الحماية المدنية بـ3 سيارات إلى موقع الحريق إلا أن حجم الحريق حول الأمر إلى استنفار شديد بطلب دعم إضافي بـ10 سيارات أخرى ليجابه رجال الإطفاء النيران وينجحون في إخمادها وإخلائها من المحتجزين بداخلها لكن الأدخنة السوداء كانت الأسرع في التسلل إلى رئاتهم. 

 

مسلم ينقذ الضحايا 

الشاب محمد يحيى كان خير مثال على الوحدة الوطنية وترابط أبناء الوطن الواحد عندما خاطر بحياته واقتحم نيران كنيسة أبي سيفين التي التهمت المبنى الكنسي لإنقاذ جيرانه وأبنائهم من جحيم النيران.

 

صور محمد يرقد داخل المستشفى يعتلي وجهه قناع الأكسجين بينما قدمه ساكنة داخل "الجبس" تعكس جزءًا من بطولته في إنقاذ عدد من الأطفال من حريق كنيسة أبي سيفين حيث يقطن الشاب في منزل مجاور للكنيسة وكان من أول لاحظ تصاعد الأدخنة بكثافة من داخل المبنى وتعالي صرخات من بداخله فلم يمهل نفسه وقت حتى للتفكير وأسرع خارجًا من منزله متجهًا صوب باب الكنيسة مع عدد من جيرانه ليشاهد أحد عمال الكنيسة يلقي بنفسه من الطابق الخامس هربا من النيران ليسقط جثة هامدة فأسرع الشاب صاعدًا على السلالم للطابق الثالث الصادر منه الاستغاثات إلا أن كثافة الأدخنة التي قابلته أعاقت تنفسه ورؤيته فخرج إلى الشارع مرة أخرى وقام بخلع "التيشرت" الذي كان يرتديه وأغرقه في المياه ووضعه على أنفه حتى يحجب عن الأدخنة عن مجراه التنفسي. 

كان أول ما خلع قلب محمد أحد المسنين الذي أمسك بقدمه وشاهده راقدًا على الأرض لا يتمكن من التحرك فحمله ونزل به إلى الشارع بعيدًا عن النيران والأدخنة ثم صعد إلى الطابق الرابع ليفاجأ بتفحم حضانة الأطفال وبدأ في إخراج الأطفال واحدا تلو الآخر وتسليمهم لسيارات الإسعاف. 

وعن طريقة إصابته قال إنه حاول إنقاذ عجوز يدعى "عم جورج" الذي كان يقاوم الموت وحمله أعلى ظهره وهبط به من الطابق الرابع إلى الطابق الثالث إلا أن قدمه انزلقت بسبب كثرة مياه خراطيم الإطفاء فسقطا أرضًا سويًا وهرع إليه رجال الحماية المدنية إلا أنه طالبهم بإنقاذ المسن المصاب أولًا لاختناقه من الأدخنة. 

وعاد رجال الحماية المدنية لإخراج محمد الذي كان قد فقد وعيه في تلك اللحظة وتم نقله إلى المستشفى وتبين إصابته بكسور في القدم ويستقبل زيارات من مختلف القساوسة للاطمئنان على صحته كأحد المصابين من أبناء الكنيسة وتقديم الشكر له على بسالته في إنقاذ أشقاء الوطن ويتردد اسم محمد يحيى بين أهالي إمبابة بعبارة "محمد أنقذ عم جورج".