شهد قطاع السياحة بمصر طفرة غير مسبوقة خلال 8 سنوات، حيث أن السياحة من الركائز الأساسية للاقتصاد القومي، بسبب الموارد والمقومات السياحية الكبيرة التي تمتلكها مصر.
وتقدمت مصر 18 مركزا في مؤشر تنافسية السياحة والسفر في الفترة من 2015 وحتى 2019، كما نجحت السياحة في تحقيق معدل إرادات بلغ 12.6 مليار دولار في عام 2018 و2019، بعدما كانت الإيرادات 5 مليارات دولار فقط، وهو الأمر الذي لاقى إشادات دولية واسعة وفي مقدمتها البنك الدولي، الذي أكد أن القطاع يعد أحد المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد المصري.
وبالتزامن مع مطلع العام الجديد وموسم أعياد الميلاد تتزين جميع محافظات مصر بأشجار عيد الميلاد لاستقبال المسافرين والسياح القادمين إلى مصر.
الإشغالات 100%
وقال الدكتور عاطف عبد اللطيف عضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، إن الإشغالات الفندقية خلال أعياد رأس السنة الميلادية تصل إلى نسبة 100%، ببعض الفنادق بفئة خمسة نجوم خاصة في القاهرة وجنوب سيناء والبحر الأحمر في ظل نشاط السياحة الأوروبية وبعض دول أمريكا اللاتينية ودول شرق أسيا ودول الخليج الذين يعشقون الاحتفال برأس السنة في القاهرة.
وأضاف عبداللطيف، في تصريحات صحفية ، أن نجاح مؤتمر قمة المناخ الذي عقد مؤخرا بمدينة شرم الشيخ بمشاركة 196 دولة تقريباً ورؤساء الدول الكبرى كان له دور كبير في تسليط الضوء على مصر ومعالمها السياحية بشكل عام ومدينة شرم الشيخ بشكل خاص.
وأوضح أن حالة الأمن والأمان والاستقرار التي تنعم بها مصر حاليا وكذلك نشاط وزارة السياحة والمشاركة المتميزة من القطاع الخاص السياحي في البورصات السياحية العالمية وفتح أسواق سياحية جديدة كل هذا كان له دور كبير في تحقيق طفرة سياحية حقيقية في مصر خلال عام 2022 وأعطى دفعة قوية لمزيد من التدفقات السياحية خلال 2023.
وأكد عاطف، أن الإشغالات الحالية بالمنتجعات السياحية المصرية تصل في شرم الشيخ إلى 80% حاليا والغردقة ومرسي علم 90% والأقصر وأسوان 75% والقاهرة 100% والإسكندرية 75%.
مبادرة دعم السياحة
وكشف عاطف، أن منطقة البحر الأحمر بشكل خاص يتواجد بها السياح الألمان والإنجليز وأيضا من بلجيكا وإيطاليا وهولندا وفنلندا وصربيا وكرواتيا وهذا يعود إلى جمال الجو هناك في ظل وجود البرد القارص بهذه الدول وأزمة الطاقة التي يعانون منها.
وأشار إلى أنه في الأقصر وأسوان توجد السياحة الألمانية والأسبانية والفرنسية فهي المسيطرة و يليها وفود سياحية من الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وأشاد عاطف بمد البنك المركزي لمبادرة دعم السياحة إلى مارس القادم، مناشدا بأن تمتد إلى ديسمبر 2023 لتحقيق أكبر استفادة منها ونحن مقبلون على موسم سياحي قوي يحتاج الى التطوير والإحلال والتجديد للمنشآت السياحية وتحديث أسطول النقل السياحي واستثمار التكنولوجيا المتطورة في التسويق بشكل مختلف وكذلك استثمار التطور التكنولوجي أيضا في حركة وتنقل السياح داخل مصر بين المناطق والمزارات السياحية المختلفة.
ودعا عاطف، إلى التنسيق بين وزارتي السياحة والآثار ووزارة الطيران المدني من خلال وضع خطة قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد لتشغيل رحلات طيران تجذب السياح من الدول التي نستهدف منها جذب سياحة لمصر وإعداد برامج سياحية مشتركة بالتنسيق بينهم وبين القطاع الخاص شاملة الاقامة والتنقلات والبرنامج الترفيهي بهدف تنشيط السياحة إلى مصر من مختلف دول العالم.
مصر لها الأفضلية
قال الدكتور مجدي سليم وكيل وزارة السياحة الأسبق، إذا قمنا بتقسيم المواسم السياحية ستكون مصر لديها الافضلية خاصة خلال موسم أعياد الميلاد نظراً للطقس الجيد الذي تتمتع به مصر والذي يتسم بالدفئ نوعاً ما، مقارنة بالبلاد الأخرى في هذا التوقيت.
وأضاف سليم - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن السائحين الذين تكون مصر وجهتهم الاولى يكونوا قادمين في الغالب من الدول الأوروبية وامريكا اللاتينية وشرق اسيا وبالتالي تكون هناك كثافة عددية كبيرة بمصر، وبالتالي تساهم هذه الكثافة العددية في تحقيق نسبة اشغالات عالية قد تصل إلى 100%.
وأشاد باهتمام الدولة المصرية وسعيها الدائم لبناء قاعدة سياحية كبيرة في مصر واستيعاب قدر أكبر من السياح، بالتالي تحقيق الاستفادة للمستثمرين بقطاع السياحة، حيث ستساعد الدولة المستثمرين السياحيين من خلال ذلك الأمر بالسماح بتأجيلات للفواتير المفروضة عليهم وبدوره سيؤدي ذلك بالقطع لفائدة كبرى، وستؤكد الدولة لقطاع الاستثمار في السياحة على حرصها لمساعدتهم.
وأكد أن القطاع الخاص يحتاج خلال الفترة القادمة دعما كبيرا من الدولة لتيسير الإجراءات للقطاع الخاص مما سيكون له عائد تشجيعي للمستثمرين لبذل قصارى جهدهم لاستعادة نشاطهم و تحقيق الرواج السياحي، وبالتالي تحقيق تدفقات سياحية أكثر داخل مصر خلال السنوات القادمة.
زيادة الوفود السياحية
من جانبه قال حسام هزاع عضو اتحاد الغرف السياحية المصرية، إن ميادين المحافظات السياحية والفنادق والمطاعم استعدت لقدوم وفود السياحة الأجنبية والعربية لقضاء الساعات الأولى من العام الجديد في أرض مصر.
ولفت إلى إنه بالتزامن مع أعياد الميلاد، فنسبة الاشغالات وصلت إلى نحو 80% في فنادق محافظة البحر الأحمر وشرم الشيخ، كما تخطت نسبة الحجوزات في المراكب السياحية "نايل كروز" إلى 90% المتوجهة إلى الأقصر وأسوان في الأيام الماضية التي تستمر حتى نهاية الشتاء، لافتًا إلى أن الألمان والإسبان من أكثر جنسيات الدول الأوروبية مجيئًا لمصر لقضاء شهور الشتاء في محافظتي الأقصر وأسوان.
واختتم: زيادة الإقبال على زيارة مصر في الفترة الأخيرة إلى جهود هيئة التنشيط السياحي التي اهتمت بجعل مصر على قائمة الوجهات السياحية المهمة في جميع دول العالم، إذ حضرت وفود من أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية ودول الخليج.