الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كابوس 2022 و2023 | بزوغ «الخطر الذري» في العالم.. ومخاوف من ضغط بوتين على زر الإطلاق المرعب.. وهذا ما قاله جان لويس عن حق مصر والسعودية في القوة النووية

بوتين والزر النووي
بوتين والزر النووي

الجمود العسكري يثير مخاوف من لجوء روسيا إلى ترسانتها النووية 

المخاوف ذاتها تنطبق على منطقة الشرق الاوسط في مصر السعودية وتركيا 

 خبير اقتصادي حائز على «نوبل»:
حالة وحيدة سيلجأ فيها بوتين لاستخدام النووي

أمريكا كانت أول المتنصلين من الالتزامات الذرية في عالم مليء بالأسلحة المحرمة

 

عاد كابوس الحرب النووية إلى العالم؛ بعدما كان بعيدًا عن الوعي العام الدولي لعقود، وعاد إلى الصدارة؛ مع التدخل الروسي بأوكرانيا، ما يسلط الضوء على تآكل بنية الأمن العالمي التي نشأت بعد  الحرب الباردة، وطرح لحق دول أخرى في الحصول على النووي منها مصر والسعودية،  وفق ما ذكرت صحيفة ذا نيو إنديان إكسبريس.

 

كابوس النووي

مع تراجع موسكو في هجومها، أثار الجمود العسكري المخاوف من أن تلجأ روسيا إلى ترسانتها النووية لتحقيق انفراجة.

وروسيا- إلى جانب بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة- هي القوى النووية الخمس المعترف بها والأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال كاميل جراند، نائب الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، "إنها المرة الأولى التي تعتمد فيها قوة نووية على  قوتها لشن حرب تقليدية تحت ظلال الأسلحة النووية".

وقال جراند "ربما كان المرء يتصور أن الدول المارقة ستتبنى مثل هذا الموقف، لكنها فجأة واحدة من القوتين النوويتين الرئيسيتين، وعضو في مجلس الأمن الدولي" ، مصرة على أن الاستخدام الفعلي للأسلحة لا يزال "محتمل".

وفي الوقت الحالي، لا تزال "المحرمات" الأخلاقية والاستراتيجية النووية- التي ظهرت بعد قصف الولايات المتحدة لـ هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945- قائمة.. لكن الخطاب النووي تصاعد بشكل كبير.

ناقش البث التلفزيوني الروسي منذ حرب أوكرانيا بشكل متكرر الضربات النووية على المدن الغربية مثل باريس أو نيويورك.

الحالة الوحيدة التي سيلجأ فيها بوتين لإستخدام النووي

وحذر دبلوماسي روسي سابق، طلب عدم نشر اسمه، من أنه إذا شعر الرئيس فلاديمير بوتين أن وجود روسيا مهدد، "فسوف يضغط على الزر".

وكانت أحداث العام بمثابة جرس إنذار قاس لأوروبا، التي أمضت عقودًا في حالة من الاسترخاء النسبي فيما يتعلق بالأمن النووي، مستمتعة بما يسمى بـ"عائد السلام" للحرب الباردة.

بايدن

هرمجدون

وعبر المحيط الأطلسي، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أكتوبر 2022، من أحداث "هرمجدون" محتملة تخيم على العالم.


توماس شيلينج 


كتب الاقتصادي والخبير الاستراتيجي توماس شيلينج الحائز على جائزة نوبل في عام 2007: "الحدث الأكثر إثارة في نصف القرن الماضي، هو حدث لم يحدث بعد".

لكنه قال، إن الإطار الذي أبقى أصابع قادة العالم بعيدة عن الزر النووي بعد عام 1945؛ ينهار منذ سنوات، قبل أمر بوتين بالحرب.

 

أمريكا أول من بدأ العبث النووي


حملت الصحيفة، أمريكا، بداية العبث النووي، فلم تكن روسيا هي من بدأت ولكن أمريكا، ففي عام 2002، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة للصواريخ الباليستية التي وقعتها مع الاتحاد السوفيتي في عام 1972، والتي حافظت على توازن القوة النووية.

سقطت اتفاقيات مهمة أخرى في السنوات التي تلت ذلك ، بما في ذلك معاهدة القوات النووية متوسطة المدى (INF) التي أسقطتها واشنطن في عام 2019، وألقت باللوم على روسيا لعدم امتثالها.

وقال كاميل جراند، نائب الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي:"فيما يتعلق بنزع السلاح، كل شيء في حالة خراب، باستثناء معاهدة نيو ستارت"، في إشارة إلى اتفاقية من عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مع روسيا لتقليل أعداد الرؤوس الحربية والصواريخ والقاذفات.

 

أزمة خطيرة جدًا


تمتلك الهند وكوريا الشمالية وباكستان، إلى جانب القوى الخمس المعترف بها، أسلحة نووية أيضًا، بينما يُفترض على نطاق واسع أن إسرائيل لديها مثل تلك الأسلحة، لكنها لم تعترف بذلك رسميًا.

وصعدت كوريا الشمالية من اختباراتها الصاروخية هذا العام، بشكل حاد، وواصلت سعيها لردع نووي مستقل، بدأ؛ عندما انسحبت من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) في عام 2003.

وتعتقد واشنطن وسيول وطوكيو جميعًا أن تجربة الأسلحة النووية السابعة التي تجريها بيونج يانج، وشيكة.

وأعلنت الدكتاتورية المعزولة، في سبتمبر، عن عقيدة نووية جديدة، توضح أنها لن تتخلى عن الأسلحة مطلقًا وأنه يمكن استخدامها بشكل استباقي.

وقال تشونج مين لي، الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، في مؤتمر في باريس مؤخرًا: "سنشهد أزمة خطيرة للغاية في آسيا".

وتخشى الدول غير النووية في المنطقة من تآكل الحماية التي توفرها المظلة النووية الأمريكية.

وأضاف: "إذا تخيلت أن الردع الممتد على شكل بالون مائي، فإن بالون الماء اليوم به بعض الثقوب الحرجة ويتسرب الماء منه".

مصر والسعودية والحق النووي

ومن جهته، علق جان لويس، الرئيس السابق للقوات النووية الفرنسية، قائلا: "اليوم، قد تسأل دول مثل اليابان أو كوريا الجنوبية بشكل شرعي عما إذا كانت" بحاجة إلى قنبلة نووية تمتلكها".

وأضاف جان لويس "نفس الشيء ينطبق على منطقة الشرق الاوسط في السعودية وتركيا ومصر"،  مشيرًا بذلك إلى التهديدات العديدة التي تحيق بالعالم اليوم، واحتمالات بزوغ قوى نووي  مثل إيران إذا ما سنحت لها الفرصة للوصول للنووي، أو فكرت دول أخرى في ذلك، أو خرجت الأمور عن السيطرة في أي بلد، من الدول النووي، فستحتاج دول مثل مصر والسعودية وغيرهما من دول العالم في الحصول على النووي.

الصين النووية


كما أن ترسانة الصين النووية آخذة في النمو أيضًا، مع تقديرات البنتاجون لإمتلاكها  1000 رأس حربي - تقريبًا على قدم المساواة مع القنابل الأمريكية - في غضون عقد من الزمن.

وفي الشرق الأوسط، أدى الكفاح من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران ، والذي أعاقه القمع للاحتجاجات الأخيرة في الداخل -على حسب المزاعم الأمريكية-، إلى إحياء المخاوف من أن تصبح طهران قريبًا "دولة نووية"، و على شفا صنع قنبلة ذرية أولى.

مخاوف الانتشار


وفي أغسطس، شهد مؤتمر للأمم المتحدة حول مستقبل معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية إعلانًا مشتركًا من 191 دولة منعته روسيا في اللحظة الأخيرة.

وقال دبلوماسي فرنسي "خطاب نووي عدواني بشكل غير عادي" من موسكو و "ازدراء" للمعاهدة".

وأضاف الدبلوماسي: "لقد رأينا قطيعة في موقف روسيا ، الذي كان تاريخياً يدعم معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية".

وقال الدبلوماسي إن الصين كانت "صريحة للغاية" وقدمت "استنكارا فظا جدا" لتحالف أكوس باسيفيك،  بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا الذي سينقل غواصات تعمل بالطاقة النووية إلى كانبيرا بأستراليا.


وزعمت بكين أن الحلف يخاطر بمزيد من الانتشار النووي، بينما أخفق في "إزالة الشكوك حول غموض عقيدته النووية أو السرعة التي تنمو بها ترسانته".

أدى تعرض أوكرانيا للحرب، وهي الدولة التي تخلت طواعية عن الأسلحة النووية لديها، من قبل جارتها المسلحة نوويًا إلى زيادة المخاوف من انتشار الأسلحة النووية.