EN
بدأت موجة من الفيروسات تجتاح العالم في الفترة الأخيرة، بعضها حديث الولادة مثل فيروس كورونا، الذي اجتاح العالم في 2020، والبعض الآخر ظهر منذ أعوام عديدة، ولكنه عاد للانتشار بشكل كبير مثل الفيروس التنفسي المخلوي، فيروس الأبل، وغيرها.
الأميبا الآكلة للدماغ
وبالحديث عن العدوى فقد سجلت كوريا الجنوبية إصابة هي الأولى من نوعها بفيروس الأميبا الآكلة للدماغ، والتي تسببت في وفاة مواطن.
وذكرت السلطات الصحية بكوريا الجنوبية أمس، الإثنين، عن أول حالة إصابة بها من "Naegleria fowleri" أو كما يشار إليها عادة باسم "الأميبا الآكلة للدماغ"، وفقا لصحيفةThe Korea Times.
وأكدت الوكالة الكورية لمكافحة الأمراضKDCA، وفاة مواطن كوري في الخمسينيات من عمره بعد عودته من تايلاند في 10 ديسمبر بعد أربعة أشهر قضاها هناك، حيث تم نقله إلى المستشفى بعد أن بدأ يعاني من الصداع والقيء والتصلب، ثم توفي داخل المستشفى.
وأضافت الوكالة الكورية لمكافحة الأمراض KDCA،أنها أجرت اختبارات جينية، حيث أكد الاختبار أن الجين الموجود في جسم الرجل كان مشابهًا بنسبة 99.6% لتلك الموجودة في مريض التهاب السحايا المبلغ عنه في الخارج.
ومن الجدير بالذكر أن هذه هي أول إصابة معروفة من المرض في كوريا الجنوبية وفقاً للسلطات الصحية بكوريا، حيث إنه تم الإبلاغ عن الحالة الأولى في فيرجينيا في عام 1937، وتم اكتشافه لأول مرة في أستراليا عام 1965.
وأصيب بالمرض 381 حالة حتى العام 2018، بالهند وتايلاند والولايات المتحدة والصين واليابان، حيث أبلغت الولايات المتحدة وحدها عن 154 إصابة من عام 1962 حتى عام 2021، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، نجا أربعة أشخاص فقط، مع معدل وفيات يزيد عن 97%.
الأميبا هو كائن حي وحيد الخلية، يعيش في التربة والمياه العذبة الدافئة، مثل الينابيع الساخنة والبحيرات والأنهار، في جميع أنحاء العالم، وتدخل الأميبا الجسم عن طريق الاستنشاق عن طريق الأنف وتنتقل إلى الدماغ، وبمجرد انتقاله إلى الدماغ، فإنه يدمر أنسجة المخ ويسبب عدوى خطيرة تعرف باسم التهاب السحايا الأميبي الأولي (PAM)، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
نجلريا فوليري الأميبا
ويمكن أن يحدث هذا عادة عندما يذهب شخص ما للسباحة أو الغوص أو حتى عندما يغمس رأسه المياه العذبة، وفي بعض الحالات، وجد أن الناس أصيبوا بالعدوى عندما قاموا بتنظيف أنفهم بمياه ملوثة، وعادة ما تكون فترة حضانة الأميبا تتراوح ما بين يومين إلى ثلاثة أيام وتصل إلى 15 يومًا على الأكثر.
وقالت وكالة الصحة العامة الأمريكية أن العدوى تنتشر بسرعة وتتسبب في الوفاة في غضون خمسة أيام تقريبًا، لم يتمكن العلماء من تحديد أي علاجات فعالة حتى الآن.
وهناك مجموعة من الأعراض التي تصاحب الإصابة بالالتهاب السحايا الأميبي الأولي (PAM)، ومنها:
- الصداع.
- الحمى.
- الغثيان.
- القيء.
- تيبس في الرقبة.
وشددتالوكالة الكورية لمكافحة الأمراض على السكان الامتناع عن السباحة في المناطق والأحياء التي انتشر فيها المرض، وأضافت أن مخاطر الإصابة ليست عالية لكن معظم الحالات تبدأ بالسباحة، وأضافت أن الخطر الأكبر يكون عندما ترتفع درجة حرارة الماء خلال الصيف.
وقال جي يونغ مي، رئيس مركز مراقبة الأمراض القلبية الوعائية، عبر بيان صحفي:"لمنع إصابةNaegleria fowleri، نوصي بتجنب السباحة والأنشطة المتعلقة بالترفيه واستخدام المياه النظيفة عند السفر إلى المناطق التي تم الإبلاغ فيها عن حالات الإصابة".
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض بأمريكا، فأن مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ستزداد فرص الإصابة بعدوىNaegleria fowleri، حيث تزدهر الأميبا بشكل أساسي في أجسام المياه العذبة الدافئة، وينمو بشكل أفضل في درجات الحرارة التي تصل إلى 46 درجة مئوية.
وأثبتت الدراسات الحديثة، أن الزيادة في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تزيد من درجة حرارة البحيرات والأنهار، وبالتالي ستسمح للأميبا بالنمو بشكل أكثر.
