الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجاوز 1550 ليرة..أزمة الدولار تضرب العراق واتهامات لأمريكا | ما القصة

صدى البلد

شهد سعر صرف الدولار الاميركي مقابل الدينار العراقي، ارتفاعاً ملحوظاً في اليومين الاخيرين، حيث وصل سعر الصرف الى 1550 ديناراً مقابل الدولار الواحد.

وكان العراق يعاني خلال سنتي 2020 و2021 من أزمة مالية خانقة هددت رواتب موظفيه، حتى قررت السلطات في 20 يناير 2021، خفض قيمة الدينار مقابل الدولار إلى 1450 بدلاً من 1184، لاحتواء الأزمة، لكن القرار تسبب في ركود الحركة الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع في الأسواق المحلية.

وتزامناً من الاقتراب من نهاية العام 2022 واحتفالات أعياد الميلاد، ارتفع سعر صرف الدولار في المدن العراقية بشكل لافت، فيما ترى جهات سياسية أن الولايات المتحدة الاميركية تقف وراء هذا الارتفاع، عازية ذلك الى استخدام نوع من الضغط على حكومة محمد شياع السوداني، التي تراها واشنطن "اطارية" بحسب عضو في اللجنة المالية النيابية.

ويقول عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر بحسب وسائل إعلام عراقية ان "ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، جاء لأسباب مباشرة وغير مباشرة، وهنالك اهداف مباشرة وأهداف غير مباشرة تقف وراء ذلك"، عاداً القضية "معقدة نوعا ما".

ولفت كوجر الى ان "الأسباب المباشرة هي اجراءات البنك الفدرالي الأميركي مع البنك المركزي العراقي بخصوص مزاد العملة، وهي أخذت منحيين، الاول هو استبعاد بعض البنوك المشاركة في مزاد العملة، والمنحى الثاني هو الذهاب نحو المنصة الالكترونية للتعامل مع الفواتير التي تقدمها المصارف المشاركة في مزاد العملة"، مشيرا الى وجود "حديث عن أن قلة السيولة التي تقدمها الولايات المتحدة من الأموال المودعة عندها جراء بيع النفط هو سبب أخر لذلك".

ورأى كوجر أن "هنالك هدفيين رئيسيين في هذا الأمر، الأول هو الحد من تبييض الأموال ومحاربة الفساد المستشري في قضية مزاد العملة وبالتالي في المصارف والتجارة والاستيراد.. الخ، والهدف الثاني قد يكون الضغط على حكومة السوداني من أجل توجهات عليها".

عضو اللجنة المالية النيابية، لفت الى أن "الأميركان يعتقدون أن هذه الحكومة أصبحت إطارية بعد سلسلة التغييرات التي طالت الكثير من المناصب في الدولة العراقية والتي تجاوزت 450 وقد تصل الى 600 تغيير، لذا هم يعتقدون أن الحكومة أصبحت حكومة إطارية بحتة، لهذا قد يكون ذلك إحدى أوراق الضغط على حكومة السوداني".

في هذه الأثناء، أثارت بعض الأوساط السياسية مطالبات بإقالة محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف، اثر عدم القدرة على إدارة سعر الصرف والسيطرة على الارتفاع المتواصل للدولار مقابل الدينار العراقي.

من جانبه، كتب عضو مجلس النواب العراقي ماجد شنكالي في تغريدة بموقع تويتر، ان "حكومة إئتلاف ادارة الدولة برئاسة السوداني لحد اللحظة لم تجد حلاً لمشكلة ارتفاع سعر الدولار".
 


وتساءل النائب ماجد شنكالي في تغريدته: "أين محافظ البنك المركزي الذي تم اختياره كأفضل شخصية مالية عراقية في استفتاء اجري مؤخرا؟"، واصفاً اياه بأنه "العاجز عن تقديم اي فكرة او حل لخفض سعر الدولار".

بدوره، كتب النائب عن كتلة الصادقون النيابية تغريدة بموقع تويتر، ذكر فيها انه "لم يعد ارتفاع سعر صرف الدولار قضية اقتصادية فقط، بل أصبحت جريمة بحق الفقراء وعملية إبادة جماعية تنفذها أميركا وأذرعها في العراق، من خلال منع دخول الدولار للسوق كعقوبة".

عازيا ذلك الى إن "اختيار الحكومة كان بإرادة عراقية نفس الحكومة التي ننتظر منها أن تقف وقفة شجاعة وتحاسب المتلاعبين والمتواطئين وان لا تكتفي بالتفرج والصمت إزاء الكارثة الاقتصادية بحق الشعب".