قدممذيع موقع "صدى البلد" طارق موسى، تغطية حولمجموعة من الظواهر الجوية غير المسبوقة التى تشهدها عدة دول مع دخول فصل الشتاء، وتعرضت دول غربية اوروبية و بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط لموجة شديدة من الطقس السيء.
وحسب ما قاله بعض العلماء فإن ما يشهده العالم من ظواهر غير مسبوقة وأشد حدة من المعتاد بسبب تغيُّر المناخ، وليس بسبب التقلُّب المناخي الطبيعي وحده فلقي ما لا يقل عن 24 شخصاً مصرعهم وأصيب العشرات، كما تأجلت آلاف الرحلات الجوية بسبب سوء الأحوال الجوية في كل من اليابان والولايات المتحدة وكندا.
وقالت السلطات اليابانية، إن الثلوج الكثيفة أعلى شمال اليابان تسببت في مقتل 13 شخص وإصابة أكثر من 80 شخصا وتركت أكثر من 10000 منزل بدون كهرباء وقالت وكالة إدارة الحرائق والكوارث، إنه أصيب أكثر من 30 شخصا بجروح خطيرة وأصيب أكثر من 50 بجروح طفيفة.
وتسببت عاصفة شتوية قوية في الولايات المتحدة الأمريكية في مقتل 11 شخص في جميع أنحاء البلاد مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد الرياح وانخفاض خطوط الكهرباء وانقطاع الطاقة وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن مئات الآلاف من الأميركيين باتوا في الظلام بعد ما دمرت الرياح والثلوج الكثيفة الناجمة عن عاصفة شتوية خطوط الكهرباء، مشيرة إلى تعرض السائقين للخطر في جميع أنحاء البلاد.
وتسببت بإلغاء أكثر من 5700 رحلة جوية داخل الولايات المتحدة وخارجها يوم الجمعة السابق .
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، إن من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى 13 درجة تحت الصفر في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، لتتغلب على مستويات قياسية سابقة سجلتها في عشية عيد الميلاد من قبل عند 10 درجات تحت الصفر وكان ذلك في عام 1983.
ومن المتوقع أن تسجل مدينتا أثينا في ولاية جورجيا وتشارلستون بولاية ساوث كارولاينا أقل درجات حرارة في اليوم السابق لعيد الميلاد، في حين تنتظر واشنطن العاصمة الطقس الأكثر برودة الذي تشهده في هذا اليوم منذ عام 1989 فيما وصلت منيابوليس إلى درجة الحرارة إلى 14 درجة تحت الصفر، مما دفع السلطات في أنحاء البلاد إلى فتح مراكز تدفئة في المكتبات ومراكز الشرطة بينما تسعى جاهدة لتوفير مزيد من المساكن المؤقتة للمشردين.
في نفس السياق تسببت الرياح القوية والأمطار الجليدية والتساقط الكثيف للثلوج في كندا في إغلاق المدارس الجمعة، وكذلك قطع الكهرباء عن المنازل، وتأثرت حركة الطيران وقال خبير للارصاد الجوية بوزارة البيئة الكندية، إنه من المتوقع أن تؤثر العاصفة على نحو ثلثي المواطنين الكنديين مع عبورها أكثر منطقتين اكتظاظا بالسكان في البلاد، هما أونتاريو وكيبيك، في طريقها إلى المناطق المطلة على الأطلسي.
و في دول الشرق الاوسط فتشهد المحافظات العراقية خاصة بغداد والنجف وذي قار والديوانية والأنبار وكركوك، تقلبات شديدة في الطقس، حيث تساقطت كميات كبيرة من الأمطار والسيول على مختلف المحافظات وغمرت المياه الأحياء والطرقات داخل العديد من المدن والمناطق.
ومن جانبها أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن متابعتها لجهود فرق الدفاع المدني في سحب مياه الأمطار، موجهة بالاستنفار الكامل.
وخرج بيان صادر عن أمين بغداد عمار كاظم، أن "جميع الجهد الآلي والبشري لأمانة بغداد مستنفر لتصريف مياه الأمطار عن الشوارع والأحياء السكنية في العاصمة بغداد، وهناك شدة مطرية عالية استمرت لعدة ساعات ولا زالت مستمرة وبمعدل يفوق الطاقة التصميمية لشبكة العاصمة بغداد".
كما أشار المسؤول العراقي إلى أن بعض خطوط الطاقة الكهربائية المغذية للمحطات خرجت عن الخدمة بفعل سوء الأحوال الجوية.
الجدير بالذكر ان هناك انتقادات بالعراق بسبب تهالك البنى التحتية والخدمية في مختلف المدن والمحافظات العراقية وخاصة الكبيرة منها، وبالفعل طالب المنتقدون بتخصيص خطط مجدية وميزانيات ضخمة لمواجهة مفاعيل تحولات المناخ المدمرة والحد من تداعياتها، والتي يعد العراق خامس أكثر دول العالم تضررا منها وفق الأمم المتحدة.
وفي السودان فغمرت سيول عنيفة معظم أحياء مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر والميناء الرئيسي للسودان، مما أدى إلى وفاة طفل صعقا بالكهرباء وقال سكان في الأحياء الجنوبية للمدينة، إن معظم البيوت تواجه خطر الانهيار، في ظل صعوبة كبيرة في الحركة و"مخاطر حقيقية" تواجه قاطني المنازل.
وعلى الصعيد المحلى فكشفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية عن حالة الطقس اليوم بالقاهرة الكبرى وباقي محافظات الجمهورية وقالت إن البلاد تتأثر بكتل هوائية شمالية قادمة من جنوب أوروبا منخفضة في درجات حرارتها وذلك بجانب وجود امتداد لمنخفض جوي في طبقات الجو العليا، حيث يعمل على تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على مدار اليوم مما يؤدي إلى حجب جزء من أشعة الشمس مما يزيد من الإحساس بانخفاض درجات الحرارة.