الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد ناصف: المسرح قضية في المقام الأول .. الجوائز لا تصنع كاتبا.. والحركة النقدية بمصر ضعيفة

الكاتب محمد ناصف
الكاتب محمد ناصف

محمد ناصف في حوار لـ صدى البلد:

  •  المسرح قضية في المقام الأول وأنا أهتم بالتراث
  • الحركة النقدية فى مصر ضعيفة وكل جيل يفرز نقاده
  • الجوائز لا تصنع كاتبا والحكومة تدعم برنامج رعاية الموهبين

 

كشف الكاتب محمد ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل عن بداياته في الكتابة وأول أعماله، وتحدث عن الدور العظيم للمسرح و الشروط الواجب توافرها في الكاتب المسرحي، وعن الحركة النقدية في مصر و دور الدولة في دعم المواهب و الأبداع.

 

قال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف في حوار لـ صدى البلد:" أنا أتذكر أن أول عمل أدبي لي كان في الصف الثاني الإعدادي، وكانت قصيدة هجائية، أي كاتب في بداياته غالبا ما يبدأ شاعرا ثم يبدأ في اكتشاف نفسه وميوله، وأتذكر اني في مرة تقدمت لكي أكون شاعرا في نادي أدب غزل المحلة الكبرى وأحد الشعراء الكبار رأى القصة والشعر وأخبرني بأني كاتب قصة.

 

وتابع قائلا:" وظهرت روح شعرية فيما بعد في كتابة القصة لدرجة ان بعض القصص لي كان الكثير يظن انها قصيدة نثرية، بدأت نشر أعمالي القصصية في عام 1987 وكان اول عمل لي ينشر في جريدة " المساء" في باب الأدب، وكنت حريصا على نشر أعمالي القصصية في مؤسسات وطنية وكانت أول مجموعة هي " الفواريكا" من الهيئة العامة لقصور الثقافة والمجموعة الثانية كانت "سلسلة الكتاب الفضي" والمجموعة الثالثة كانت " مقاعد خالية" من الهيئة العامة للكتاب وبعدها دار نشر المفكر العربي أصدرت لي "طائر الليل".

وعن مساعدة الشباب أكد ناصف متابعا: "أشعر بالسعادة عند مساعدة الشباب الكتاب الناشئين، لاني مثل ما قدمت لي المساعدة ارغب في تقديمها للأجيال الجديدة ومن كبر في السن ويرغب في العودة للكتابة أقدم له المساعدة". 

 

وتابع محمد عبد الحافظ :"عندما كنت في المسرح كان يدور في ذهني أسئلة مثل  لماذا نحن لسنا افضل دولة في العالم، ولماذا سقطت الدولة العربية في الاندلس، ولماذا هاجم التتار الدولة العربية، وكنت أبحث لأكتب فانا من المدرسة التي تهتم بالتراث و التاريخ، التي تأخذ من الواقع وتحلم بالأفضل". 

المسرح قضية في المقام الأول

تابع ناصف موضحا :" ناقشت العديد من القضايا المختلفة، لإن المسرح قضية في المقام الأول، فبعد القصة القصيرة أخذت فترة كبيرة فيتركيز مع العمل المسرحي إلى أن أكملت 4 او 5 نصوص مسرحية في السياق الذي كنت افكر فيه، وهو كيف تتواجد دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات الموجودة، فانا اعطي إشارات لمواجهة التحديات عن طريق الاطلاع على التاريخ".

وأضاف محمد متابعا:" في لحظة ما كنت أظن أن المسرح التاريخي أو التراث هو ما سيعطيني الفكرة الذي اود طرحها، ولكن في الوقت الأخير لا، فأنا بدأت كتابة النص الذي يحتك بالواقع الذي نعيشه لأني انتهيت من المرحلة الأولى، وأنا في مرحلة أخرى من الممكن أن تحتوي على نوع من الكوميديا الساخرة مثل نص "امرأة العزيز" وهو ليس له علاقة بامرأة العزيز وهو نص عادي مكتوب بالعامية المصرية ولكن الغرض منه إيصال أن يشعر المخطئ دائما أني أشير إليه في كلامي وفكرة أن كل شخص يأخذ رزقه أو نصيبه".

قال الكاتب محمد ناصف :"لا يصلح أن يكون الكاتب مؤلف مسرحي الا بعد مجموعة من الخطوات الهامة جدا، لأن المسرح رؤية وليس مجرد حدوتة، فعلى الاقل 30 او 35 سنة حتى تصبح كاتب مسرحي راسخ، الا ان هناك فلتة إلا أنهم سيحتاجون خبرة كبيرة وخبرة بالكتابة ورؤية للعالم حتى تستطيع أن تصبح مؤلف مسرحي فهو يحتاج إلى وقت ودعم،والكاتب المسرحي كاتب مظلوم لأنه يكتب النص المسرحي ليس لينشر فقط ولكن لينشر و يعرض، فإذا لم يعرض النص المسرحي على خشبة المسرح فهو طائر يحلق بجناح واحد، وأنا شخصيا مررت بتلك التجربة فكنت اكتب من سنة 94 وهو اول نص مسرحي اكتبه يدعى " المحنثون" ولم يعرض".

الجوائز التي حصل عليها في التأليف المسرحي 

وتابع محمد ناصف قائلا:" حصلت على جائزة محمد تيمور للإبداع المسرحي ثلاثة مرات، وفزت بجائزة التأليف المسرحي للمجلس الأعلى للثقافة، وتم عرض أول عرض مسرحي لي عام 2004، وفي عام 2005 عرض المسرح القومي لي "الفلانكات" واعتبرت ذلك العام هو عام تدشيني ككاتب مسرحي".

الأعمال الدرامية سوقها مفتوح 

وأضاف ناصف متابعا:" الكاتب المسرحي وقتها عادة كان يكمل كاتب درامي، لإن الأعمال الدرامية وكتابتها كان سوقها مفتوح، وكانت الشركات والقطاعات الإنتاجية المختلفة يعملون، وعرض لي وقتها مسلسلين وهو " حارة الموناليزا" و " حكايات رمضان أبو صيام" وحصل الأخير على جائزة احسن عمل درامي للطفل".

قال محمد حافظ :"كم الإبداع لا يساوي الحركة النقدية، فالحركة النقدية قليلة مقارنة بالحركة الإبداعية الموجودة في كل المجالات، بمعنى إني  أمتلك القليل من النقاد وأمتلك القليل من المواقع و الجرائد التي تنشر المواضيع المتعلقة بالحركة النقدية".

أسباب ضعف الحركة النقدية 

تابع حافظ موضحا:" الناقد لديه مشكلة فهو يشتري الكتاب و بعد ان يشتري الكتاب يقرأه، و بعد قراءته يكتب، وعندما يقوم بتجهيزه و يرسل مقالته النقدية لجريدة لا تعطيه مقابل، فهو ينفق الكثير و إذا فعلها مرة لن يفعلها أخرى، وحتى إن فعلها فعدد المواقع و الجرائد التي تستقبل المقالات النقدية قليل جدا، إذن من تصوري هناك أزمة نقدية تستوجب ان يكون هناك مجلة متخصصة للنقد الأدبي، ويجب ان تصدر أسبوعيا، تحمل بداخلها كل الكتب الأدبية، ويدخل بداخلها الأعمال الفنية للعروض المسرحية والسينمائية وغيرها، ونحتاج دعم من الجهات الأخرى لفتح أبواب في المواقع للنقد فقط".

كل جيل يفرز نقاده 

واكد قائلا:" كل جيل يفرز نقاده، بمعنى ان كل جيل يكون فيه شخص من النقاد سواء اكاديميين أو فنيين او مبدعين ولكن محبين للنقد، و النقد الاكاديمي قائم على خطط مدروسة، ولكن الإبداعي قائم على التفاعل مع العمل الأدبي نفسه، وهو ما يعطيك مفاتيح كتابة النقد وانا مع تلك المدرسة".

 

الجوائز لا تصنع كاتبا 

قال محمد ناصف :" الجوائز لا تصنع كاتبا، ولكن الجوائز تشرف بالكاتب بمعنى انه يكتب عملا ويقدمه للجائزة و الشروط و المعايير التي تجعله يفوز بتلك الجائزة او لا، ونحن لدينا مجموعة كبيرة وهامة جدا من الجوائز هذا العام مثل جائزة نجيب محفوظ وكامل كيلاني و يوسف إدريس والشعر و القصة و غيرها من المجالات و الفروع".

وتابع :" عندما كنت شابا كان هناك مجموعة من المسابقات غير موجودة في العالم العربي وكانت في مصر فقط، ولذلك كان ياتي لها العرب وكانت وقتها جائزة نجيب محفوظ وجائزة محمود تيمور للقصة القصيرة وجائزة يوسف السباعي، و كانت تدفع عدد كبير من الكتاب للإبداع فيعلن عن الجائزة ويتقدم لها الكاتب اذا كانت مناسبة له او مهمة او لا او تشجعه او لا وكل كاتب ومبدع حسب احتياجه من تلك الجائزة":  


الحكومة المصرية تدعم برنامج دعم ورعاية الموهبين

وأضاف :" نحن نقيم حاليا مسابقات و جوائز ولذلك جائزة الدولة للمبدع الصغير صادرة من السيد رئيس الجمهورية سنة 2020 وهي 32 جائزة في 40 الف جنيها، و هناك مستويات أخرى من مؤسسات مختلفة مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة وكل لجنة تابعة في الهيئة تقدم مسابقة ولدينا حوالي 24 لجنة ويقدمون جميعا مسابقات .

واسترسل: وكانت فكرة المسابقات الكبيرة داخل المجلس الأعلى لقصور الثقافة لتغطية الجوائز القليلة الصادرة من الدولة فالمسابقات أساسية لدعم المبدعين ولدينا الإدارة المركزية للشئون الأدبية بها مسابقة سنوية أسمها المواهب، و الهيئة العامة لقصور الثقافة تقيم مسابقة سنوية لتحت 35 عاما، والمدارس تقيم مسابقات و الشباب و الرياضة و الازهر الشريف، اذن كل المسابقات مهمة جدا، وهناك برنامج أساسي تابع للحكومة المصرية وهو “دعم ورعاية الموهبين” وهو برنامج  موجود في العديد من الوزارات مثل وزارة الثقافة و الأوقاف و التربية و التعليم و الشباب و الرياضة و المؤسسات المختلفة".