حقق فريق طبي مصري انجاز تاريخي بعد اجراء اول عملية لزراعة الرئة من متبرع حي في مصر والشرق الاوسط، العملية التي استمرت اكثر من 15 ساعة متواصل الاسبوع الماضي، داخل غرف عمليات مستشفى عين شمس التخصصي.
وكانت كاميرا صدى البلد من أوائل وسائل الاعلام التي دخلت الى المستشفى لإجراء حوار مع الفريق الطبي الذي شارك في تلك العملية للمريضة سحر البالغة من العمر 28 عاما بعد تلقيها فصي رئة من شقيقيها.
نجاح مبهر ورسالة شكر
وفي حديثه لموقع صدى البلد قال الدكتور محمد حسين، مدير وحدة زراعة الاعضاء بمستشفى عين شمس " تعتبر زراعة الرئة في عين شمس خطوة عظيمة رغم تاخرها، لكنها الان اصبحت مشروع عظيم وناجح بكل المقاييس"
وقال الدكتور محمد حسين، وهو احد الاطباء الذين شاركوا في العملية "تلقيت اليوم رسالة من الدكتور باسكال فيريرو، الطبيب الياباني الذي حضر اثناء اجراء العملية، ورئيس قسم زراعة الرئة في جامعة مونتريال، وشارك في اكثر من 1000 عملية لزراعة الرئة في العالم، رسالة مفادها اننا في مصر بدأنا المشوار من قمة الجبل ونجحنا نجاح مبهر".
واوضح حسين "بدأنا بزراعة رئة لمريضة تعاني من ارتفاع ضغط الشريان الرئؤي، وعندها فشل في عضلتي القلب، وفشل في الجهاز التنفسي بالكمال، ولكن ربنا اكرمنا بنجاح كبير بفضل الله ثم بفضل تعاون ومهارة الزملاء في مختلف المجالات الطبية بالاضافة لفريق هيئة التمريض".
واضاف " فريقنا الطبي تلقى تدريب لمدة سنتين في مستشفى الملك فيصل في السعودية، وهو اكبر مركز لزراعة الرئة في المنطقة، وتدريبات في اليابان على زراعة الرئة من متبرع حي في اعلى مكان في المجال".
" ونشكر رائد زراعة الكبد والاعضاء في مصر، دكتور محمود المتيني رئيس الجامعة، ونشكر الجميع على الدعم المستمر والتشجيع بالاضافة لتجديد المستشفى بالكامل واعادة التأهيل للغرف والالات والادوات جميعها".
"نحن في حالة تجديد مستمر ونسعى للافضل، ولكن بالنسبة لزراعة رئة فاحنا في بداية ممتازة".
وتابع حسين " حالة سحر هي الاخطر على الاطلاق خلال اكثر من 300 حالة زراعة اجريتهم بنفسي، لخطورة حالتها الصحية، لكنها الان بفضل الله في تحسن مستمر ونتوقع لها العودة للحياة بعد ما يقرب من شهر"
وقال " استخدمنا اعلى درجات المهنية والاحترافية باستخدام احدث الالات والتقنيات، بالاضافة لثقتي المتناهية في جميع زملائي لان مصر بها اعلى كوادر طبية في شتى المجالات"
وأضاف حسين، أن زراعة الرئة موجودة في العالم منذ 40 عاما، بينما حدثت في الدول العربية لأول مرة منذ 24 عاما، في المملكة العربية السعودية، قائلا: «فإحنا اتأخرنا، فقولنا لازم نبدأ، وبدأنا في إعداد الفريق منذ 4 سنوات».
وتابع: أن جزء من الفريق وكان مكون من 10 أفراد، ذهبوا للتدريب في اليابان، بينما 10 آخرين سافروا إلى المملكة العربية السعودية وتدربوا بمستشفى الملك فيصل في الرياض، مشيرا إلى أن الفريق كان على قدر من الدقة والبراعة، التي مكنتهم من هضم فكرة زراعة الرئة خلال ثلاثة أشهر فقط.
وأردف، أن جائحة كورونا عطلت الفريق في فترة من الفترات لكنهم استكملوا عملهم، وحرصوا على تطوير وتجهيز البنية التحتية لمستشفى عين شمس، وهو ما استلزم صرف مئات الملايين من الجنيهات، لتصبح المستشفى جاهزة لهذا النوع من العمليات، مثل عملية زراعة الرئة.
الحالة الأخطر
وقال الدكتور احمد مصطفى، استاذ جراحة الصدر في عين شمس، ورئيس الفريق الطبي لعملية سحر، " وصلنا لمرحلة اننا نتعاون مع اشهر متخصصي زراعة الرئة من متبرع حي بدعم كامل من الجماعة لتكوين خبرة كبيرة لنصل بها الى انجاح عملية سحر".
وكانت سحر الاخطر تماما نظرا لصعوبة حالتها لكن الله سخر لها جميع السبل والاسباب لنجاح عمليتها.
وتابع أستاذ جراحة الصدر، ورئيس فريق زراعة الرئة بجامعة عين شمس، إن عمليات زراعة الرئة بالنسبة للأطفال أسهل من الكبار، وقد تكون العملية من متبرع واحد وليس عدد كبير من المتبرعين، ومن الرائع أن تمت عملية زراعة الرئة في مصر منذ 9 أيام، كأول عملية من نوعها في الشرق الأوسط.
واضاف أحمد مصطفى: "من خطوات التبرع، أن يكون المريض يعلم مشكلاته مع الرئة، ولابد أن يأتي لنا على المستوى في عيادة اسمها عيادة تحضير زراعة الرئة، ونحن نرى الوضع الصحي له، قبل إجراء عملية زراعة الرئة له من عدمه، كما يأتي معه المتبرعين، ونجري فحوصات وقياسات مختلفة للمريض في البداية، ونحن قابلنا 8 متبرعين لمريض في مرة واحدة، وهنا يكون الاختيار صعب لأننا نجري بدقة تحديد أفضل المتبرعين".